مرعي لـ«البناء» و«توب نيوز»: الحل السياسي للأزمة السورية مقدمة للقضاء على «داعش»
أكد الأمين العام لهيئة العمل الوطني المعارضة المحامي محمود مرعي أن «اللقاء التشاوري في موسكو يمكن التوصل فيه إلى أفق مشترك بين أطراف المعارضة وبين المعارضة والوفد الحكومي لإخراج سورية من الأزمة الراهنة».
وأكد مرعي أن «موضوع لبننة وعرقنة سورية أمر مخيف جداً، وهذا ما يمكن أن يصل بسورية إلى التقسيم والمحاصصة الطائفية، وهو ما تدفع به جهات إقليمية ودولية وعلى وجه الخصوص أوروبا وأميركا مقابل رفض روسيا والصين ودول البريكس». معتبراً أن «زهران علوش لم يضرب دمشق إلا بإيعاز سعودي».
حاوره سعدالله الخليل
حديث مرعي جاء خلال حوار مشترك بين صحيفة «البناء» وقناة «توب نيوز»، إذ رأى أن «اللقاء التشاوري في موسكو مكّن من التوصل إلى أفق مشترك بين أطراف المعارضة وبين المعارضة والوفد الحكومي الذي حضر إلى موسكو لنجاح الحل السياسي، وهو الهدف نفسه لأطراف المعارضة الموجودة في موسكو لإخراج سورية من الأزمة الراهنة».
ووصف مرعي الذي شارك في اللقاء في موسكو أجواء اللقاء بـ«الإيجابية وبخاصة في اليومين الأول والثاني الذين شهدا لقاءات بين أطراف المعارضة الداخلية والخارجية». وقال: «استطعنا أن نصل إلى إعلان مبادئ موسكو العشرة ليس بالإجماع الكامل إنما بالتوافق ما بين الأطراف المعارضة لطرحها أمام الوفد الحكومي».
وحول آفاق التسوية السياسية للأزمة السورية، قال: «لا بد من المشاركة والتشاركية بين قوى المعارضة والحكومة للخروج من الأزمة وهذا ضروري لإعادة البناء ومكافحة الإرهاب الداعشي».
ولفت مرعي إلى غياب وجهة النظر الأميركية في موسكو الممثلة بالائتلاف الذي يحتضر أو يتلاشى ولا يؤثر غيابه في مؤتمر موسكو بل ربما كان سبباً في نجاحه.
وأشار مرعي إلى ما وصفه بالضوء الأخضر الأميركي الأوروبي الأممي لمهمة المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا لتجميد القتال في حلب وهو ما تهدف به الأمم المتحدة إلى المحافظة على ما تبقى في حلب». وأضاف: «نحن ندعم بدورنا خطة دي ميستورا ولكن الطرف الآخر المسلح مثل «داعش» لا يريد هذه المبادرة بل يريد إقامة الخلافة في الشمال».
وعن آفاق نجاح المهمة قال: «يمكن أن تنتج من هذه المبادرة الأممية نجاحات لغياب «داعش» و«النصرة» و«الإخوان» في هذه المنطقة التي تسيطر على بعض المناطق في الريف على رغم التداخل بين حلب المدينة وريفها»، وأكد مرعي أن «إمكان نجاح تجميد القتال في حلب يمكن له الانسحاب على باقي المناطق في سورية مثل ريف دمشق ودرعا وغيرها، والذي بدوره يهدف إلى الوصول إلى حل سياسي وليس لتجميد القتال فقط».
وأضاف مرعي: «المشكلة بالفصائل والكتائب الموجودة في باقي المناطق السورية والمدعومة من الخارج بالسلاح والمال والرجال والتي ربما لا ترغب في تسهيل هذه المهمة التي تتطلب موافقة من جهات إقليمية ودولية لإنجاحها، لذلك من الصعب تعميمها على كل سورية».
ولفت مرعي إلى «غياب الانسجام والرؤية الموحدة لدى هيئة التنسيق مثلها مثل الائتلاف، فهيثم مناع وصف بيان نعومكين بالمضحك في وقت وافقت الهيئة على أغلب ما جاء في البيان، ما يثبت عدم وجود بوصلة واحدة لهيئة التنسيق».
وعن الدور المصري قال مرعي: «نحن مع الدور المصري المستقل وليس مع الدور المصري المؤثَر فيه سعودياً، فهيئة التسيق أرادت الانطلاق من القاهرة وبلقاءات سابقة في فيينا وجنييف بتمويل من رجال أعمال معروفين شاركوا في موسكو كما شاركوا بتمويل مجموعات مسلحة من قبل، منهم خالد محاميد وعبد القادر السنكري في محاولة لإفشال لقاء موسكو».
وأكد الأمين العام لهيئة العمل الوطني المعارضة أن موضوع «لبننة وعرقنة سورية أمر مخيف جداً، وهذا ما يمكن أن يصل بسورية إلى التقسيم والمحاصصة الطائفية، وهو ما تدفع به جهات إقليمية ودولية وعلى وجه الخصوص أوروبا وأميركا مقابل رفض روسيا والصين ودول البريكس التي تدافع عن سورية دولة واحدة موحدة، وهذا ما ندفع به أيضاً وصولاً إلى دولة مواطنة، يأخذ منها كل مواطن حقه كي لا نصل إلى اللبننة والعرقنة والذي سيستفيد منها العدو الصهيوني، فسورية لكل السوريين بغض النظر عن انتماءاتهم».
ولفت مرعي إلى «العلاقة بين الحكومة والمواطن السوري التي تحتاج إلى ترتيب»، وقال: «هناك مواضيع بحاجة إلى إعادة قراءة بذهن مفتوح من قبل المعارضة والسلطة، فمصلحة سورية هي التي يجب أن تكون على الطاولة كأساس».
وقال: «الجيش السوري أقدر على التعامل مع تمدد «داعش» أكثر من طيران التحالف الدولي الذي نراه في بعض الأحيان استعراضياً وغير جدي»، معتبراً أن «تنظيم «داعش» لا مستقبل له ويمكن القضاء عليه وهذا ما يحتاج إلى جهد سوري وإقليمي ودولي».
ولفت مرعي إلى جبهة القنيطرة ودرعا والدعم «الإسرائيلي» لـ «جبهة النصرة» في مسعى إلى إقامة شريط حدودي كمشروع «سعد حداد ولحد» وهو ما لا يسير نحو النجاح. وأكد أن «زهران علوش لم يضرب دمشق إلا بإيعاز سعودي، فقد استهدف دمشق يوم مغادرة الوفد المعارض إلى موسكو وتكرر منذ أيام وهو ما استدعى الرد في الغوطة ودوما، ليكون الخاسر الوحيد هو المواطن المدني»، وأوضح أن «الائتلاف في طريقه إلى التفسخ والانتهاء، فهو حالة وظيفية قد انتهت ولا بد من رؤية سياسية جديدة تجتمع عليها كل الأطراف بضرورة المشاركة والتشاركية التي أكدها لقاء موسكو وجنيف 1».
وبيّن مرعي أن «السعودية وتركيا لا يمكن أن تقوما بأي دور من دون الموافقة الأميركية وهو ما يفسر عدم مشاركة تركيا في التحالف ومنع واشنطن دخول الدبابات التركية لتقدم الدعم لـ«داعش» وبعض المجموعات المتطرفة، فالدور الأميركي ضابط إيقاع الأدوار الأخرى» .
وعن الدور الأردني أكد: «أنه الحلقة الأضعف في المنطقة والمهيئة لدخول «داعش» بسبب الفكر السلفي والإخواني الموجود فيها، وهو ما لا يرغب به الغرب». ولفت إلى أن «الأردن لا يمكن له الخروج عن الدور الأميركي ـ السعودي، فهو يعتمد عليهما في الدعم الاقتصادي، لذلك نشر قواته من الفرقة 40 على حدوده مع العراق».
وأضاف مرعي: «أن كل اللقاءات الخارجية مقدمة للوصول إلى عقد مؤتمر في دمشق لا بد لها من أن تخرج بصيغة تشاركية سياسية تؤدي إلى مكافحة الإرهاب»، مضيفاً: «أن مؤتمر دمشق ما زال بعيداً، لكن لا بد من التهيئة له عبر عقد لقاءات خارج دمشق تؤدي في النهاية إلى الوصول إليه».
يبثّ هذا الحوار كاملاً اليوم الساعة الخامسة مساءً ويعاد بثه الحادية عشرة ليلاً على قناة «توب نيوز» على تردد 12034