مصر وروسيا… الاقتصاد مدخل التحالفات الاستراتيجية
أكد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والمصري عبدالفتاح السيسي أن العلاقة بين البلدين إرتقت إلى مستويات جديدة، وشددا على ثوابت العلاقات الإستراتيجية، وأكد الرئيس الروسي «ضرورة التوصل الى تسوية سياسية للأزمة السورية، متوقعاً إقامة جولة جديدة من المفاوضات السورية بموسكو للمساعدة في حلّ الأزمة».
وتوافق الرئيسان بوتين ونظيره السيسي على جملة من المواقف تهم العلاقات الثنائية بين بلديهما والملفات الملحة في العالم مؤكدين أن العلاقات «ارتقت» إلى مستويات جديدة.
وقال الرئيس المصري في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي، إنه استعرض خلال محادثاته مع بوتين، مختلف العلاقات الثنائية بين البلدين، وشدد على ثوابت العلاقات الإستراتيجية بين مصر ورسيا، واستمرار تبادل اللقاءات رفيعة المستوى بين البلدين والقضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأكد أنه اتفق مع نظيره على دعم التوصل لتسوية عاجلة في اليمن والتشديد على وحدة ليبيا والعراق.
وقال السيسي أن المحادثات تطرقت إلى استمرار تعزيز التعاون العسكري بين البلدي في ظل الظروف الراهنة، بالإضافة إلى دفع التعاون الإقتصادي والتجاري، والتعاون في مجال تخزين الحبوب.
وأضاف الرئيس السيسي، إنه تم الاتفاق على إقامة منطقة تجارة حرة بين مصر وروسيا، كما تمت مناقشة التحضيرات المصرية الجارية لمؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي، وتتطلع مصر للمشاركة الروسية وهو ما أكد عليه الرئيس الروسي. كما تم الاتفاق على التعاون في مجالات الطاقة والاستخدامات السلمية للطاقة النووية، إضافة إلى إقامة منطقة صناعية روسية «شمال عتاقة».
بدوره، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لقد «أكدنا ضرورة التوصل الى تسوية سياسية للأزمة السورية ونتوقع إقامة جولة جديدة من المفاوضات السورية بموسكو للمساعدة في حل الأزمة».
وعبّر الرئيس الروسي عن سعادته بزيارة الاولى لمصر وأشاد بوتين بحسن الضيافة، داعياً نظيره المصري إلى زيارة رسمية إلى روسيا، لتعزيز التعاون بين البلدين.
وأشار بوتين خلال المؤتمر المشترك مع الرئيس السيسي بقصر الرئاسة، إلى أن حوالي 15 في المئة من مخزون النفط في مصر تقدمه شركات روسية، والتجارة بين البلدين زادت 80 في المئة عن العام الماضي. كما أكد أن روسيا ستقدم الدعم لمصر في مجال السيارات والبتروكيماويات والبينة التحتية، بالإضافة إلى تدريب الكوادر في مجال الطاقة النووية السلمية. وكما بدا فأن الملفات التي بحثها الرئيسان الروسي والمصري، تناولت إرساء تعاون اقتصادي وثيق بين البلدين وهما يراهنان على المدخل الإقتصادي نحو تحالفات استراتيجية.
كما يعوّل الطرفان على حلف في مكافحة الإرهاب أكثر جدية من تحالف واشنطن الذي يتقاطع مع بعض الجماعات التي تتهمها روسيا ومصر بالإرهاب.
وبالمثل يعوّلان على تعزيز التبادل التجاري، مدخلاً لتحالف سياسي مأمول.
غير أن التقارب المصري ــ الروسي هو فاتحة مسار جديد، لا يلبث أن يتداخل في مساعي توحيد الجهود لحل الأزمة السورية، أو غيرها من الأخطار التي تهدد بلدان المنطقة.
هذا التقارب ينفذ من المساحة التي أفرغها تراجع النفوذ الاميركي في المنطقة، لكنه على الأرجح قابل للتطور أبعد من التعاون الاقتصادي والحلول الظرفية الأمنية.