السنيورة للضاهر: لم يعد مرغوباً بك
هتاف دهام
في رسالة نصية من إحدى المحطات التلفزيونية كتب فيها خبر عاجل «معلومات عن تعليق النائب خالد الضاهر عضويته في «كتلة المستقبل» تبلغت هذه الكتلة التي كانت مجتمعة في بيت الوسط برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة تعليق النائب الضاهر عضويته. ضحك المجتمعون الزرق ضحكة لم تكن صفراوية، وقالوا: «استبق الضاهر قرار الكتلة».
وفق الحاضرين ليس صحيحاً ما أدلى به النائب المعلقة عضويته «أن الرئيس السنيورة طلب منه الاعتذار عما أدلى به بحق تمثال يسوع الملك، فرئيس الكتلة قال له مساء أول أمس في اتصال هاتفي: «لم يعد مرغوباً بك، لا تأتي إلى الاجتماع غداً أمس ». ولما علم الضاهر أنّ كتلته تتجه إلى تعليق عضويته، سارع إلى استباق الأمر وإصدار بيان وزعه على وسائل الإعلام مع بداية اجتماع بيت الوسط.
تنفّس عدد من نواب التيار الأزرق الصعداء لهذه الخطوة التي برأيهم تأخرت كثيراً، الخلاف معه في وجهات النظر طويل الأمد لجهة كلامه اللفظي المتطرف، هذا فضلاً عن السلسلة الطويلة من تصريحاته التي لا تحصى ضدّ الجيش، والتي كان يتمّ التعاطي معها بالتنصل منها لا أكثر من دون اتخاذ أيّ إجراءات صارمة توقفه عند حدّه.
يؤكد زملاء الضاهر السابقون أنه أراد أن يحوّل بوصلة الخلاف السني الشيعي الذي يخضع اليوم لجلسات حوار لتنفيس الاحتقان المذهبي، إلى خلاف سني مسيحي، على رغم أن لا علاقة «للمسيحيين» بإزالة الرايات الدينية والحزبية التي تمّ التوافق عليها في حوار عين التينة بين تيار المستقبل وحزب الله.
يجزم النواب أنّ كلامه بحق المسيحيين أحدث صدمة كبيرة داخل الكتلة وداخل فريق 14 آذار. لم يعد بإمكان الرئيس سعد الحريري السكوت عما يقوم به من تعكير للأجواء، فهي ليست المرة الأولى التي يصدر كلام تحريضي كهذا عن النائب الضاهر، فهو لم يترك مناسبة إلا وتهجّم فيها على الجيش».
وبناء على ذلك، اجتمعت كتلة المستقبل أمس، وأصدرت بياناً تلاه نائب الضنية أحمد فتفت، أشار فيه إلى «أن الكتلة توقفت أمام ملابسات ما جرى في مدينة طرابلس في مواجهة خطة نزع الشعارات السياسية والكلام الذي أثير خلالها، كما تداولت في طلب الزميل النائب الضاهر من الكتلة تعليق عضويته. وهي إذ توافق على طلبه فإنها تنتهز هذه المناسبة لتأكيد تمسكها الثابت برسالة العيش المشترك والاعتدال ورفض التطرف والتشدّد وإدانة الإرهاب والمجموعات الإرهابية وعلى حرصها على الدفاع عن حرية الرأي والشفافية والمسؤولية تجاه الآخرين الشركاء في الوطن. ورأت أنّ الراية الوحيدة التي يجب رفعها والتلويح بها والدفاع عنها في كل آن ومكان في لبنان هي راية لبنان الوطنية المتمثلة بالعلم اللبناني، علم الاستقلال والسيادة الوطنية اللبنانية».
وتوقفت كتلة المستقبل عند حلول الذكرى العاشرة لجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في 14 آذار، والتحضيرات للاحتفال يوم السبت المقبل في البيال، التي من المتوقع أن يحضره ممثل عن رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي وجهت له الدعوة، وممثل عن رئيس تكتل التغيير والإصلاح الذي تلقى أيضاً دعوة للمشاركة في الاحتفال الذي سيقتصر على شهادات وكلمة لرئيس التيار سعد الحريري على اعتبار أن هذه المناسبة تقرر تحويلها لتكون حريرية فقط، وتبقى ذكرى 14 آذار على ما هي عليه.
وأكدت مصادر مطلعة لـ«البناء» أنّ موقفاً من حزب «القوات» تبلغه الرئيس السنيورة مفاده «أنّ القوات لا تستطيع أن تتحمّل هذا الموقف المحرج الذي وضعها الضاهر فيه أمام جمهورها، وهي تتجه إلى عدم حضور ذكرى 14 شباط. الدكتور سمير جعجع مربك. الدوائر القواتية المحيطة به تطالبه الإدلاء بتصريح أو تغريدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي يعلن فيها رفضه لكلام النائب الضاهر، وفي الوقت عينه لا يستطيع الردّ على الضاهر لما لذلك من تداعيات، ستؤدّي إلى إحداث تفسّخ في 14 آذار بعد التصدعات السابقة.
وتحدثت المصادر عن «أن توقيت كلام النائب الضاهر كان سيئاً، ففي حين كان جرس كنيسة السيدة العذراء في بلدة جباع التي أسهم رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد في ترميمها يقرع للمرة الأولى منذ عام 1977 تعبيراً عن التعايش المشترك الموجود والمتجذر والباقي في البلدة، وتأكيد رعد على العيش الواحد، كان النائب المستقبلي يكيل بالتحريض ضدّ المسيحيين بمطالبته بإزالة تمثال يسوع الملك وصور القديسين «الذين يفتحون أيديهم» في جونيه.
وعليه، هل سيكون قبول تعليق عضوية الضاهر خطوة ستعقبها الموافقة على رفع الحصانة عنه في المجلس النيابي، أم أنّ هذه الخطوة إخراج مسرحي شكلي لامتصاص النقمة «المسيحية» في 14 آذار؟