كلاجيس: ألمانيا أخطأت بعدم التشديد على دخول المهاجرين الأتراك مدارسها

أكد السفيران الألماني والنروجي كريستيان كلاجيس وسفين آس «أن أوروبا ستخرج أقوى من الأزمات التي تواجهها حالياً في مسائل الإندماج الثقافي والهجرة ومخاطر التطرف، وعلى التمسك بالمفاهيم العالمية لحقوق الإنسان وحرية التعبير والرأي والدفاع عنها، بالتوازي مع التمسك باحترام القوانين المدنية في أوروبا التي تكفل معظمها حماية المواطن الفرد من أي إهانة لكرامته ومعتقداته وحماية الأقليات دينية كانت أم قومية أم إثنية». ولفتا إلى «أن الأزمات الإقتصادية والثقافية والدينية كالتي يشهدها العالم اليوم تشجع على بروز اتجاهات راديكالية متطرفة».

وكان السفيران الألماني والبلجيكي تحدثا في الندوة التي نظمها «مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية» عن «إدارة التعددية وحرية التعبير في أوروبا»، في حضور سفيرة إسبانيا ميلاجروس هيرناندو إتشيفاريا وحشد من الديبلوماسيين والمهتمين.

وأكد كلاجيس أهمية التوازن بين الحفاظ على الهجرة التي لا غنى عنها بالنسبة الى فعالية الإقتصاد الألماني، وبين التزام المهاجرين قوانين البلد المعني. ولفت إلى أن العمليات الإرهابية هي فردية ويجب ألا تلصق بالمجتمعات الإسلامية المهاجرة ككل، معتبراً «أنه كان هناك خطأ في ألمانيا بعدم التشديد على دخول أبناء المهاجرين ومنهم الأتراك المدارس الألمانية، وبالتالي عودتهم إلى التعلم في بلدهم الأم وبالتالي زيادة الهوة الثقافية».

وقال «إن اندماج المهاجرين في مجتمعات متعددة علمانية تتطلب قبولهم القانون المدني بما في ذلك تأكيد دور المرأة».

ورأى «أن أسباب نمو الحركات الجهادية المتطرفة ليست بالضرورة عائدة إلى مشاكل اقتصادية واجتماعية لبعض الأقليات»، لافتاً إلى «أن الدراسات الإجتماعية تظهر أنه لا يمكن قراءة نمو الإرهاب وجذبه للشباب من خلال عامل واحد».

وأكد التمسك بحرية الإعلام لكن مع تصرفه في المقابل في شكل مسؤول ومهني، مشيراً الى أن الطريقة الصحيحة للتعامل مع أي انتهاك لحرية الرأي والتعبير يكون من خلال النقاش العام أو من خلال اللجوء إلى إجراءات قضائية.

أما آس فقدم مقاربة ثقافية، شدد فيها على «أن عملية استيعاب المهاجرين وانخراطهم في المجتمعات الأوروبية تحتاج إلى وقت»، مذكراً «أن النروج ذات الغالبية البروتستانتية مثلاً احتاجت إلى حوالى مئة سنة لتقبل المكون الكاثوليكي وتسمح بعمل الرهبانيات الكاثوليكية فيها.

ولفت السفير النروجي إلى «أنَّ أوروبا تشهد مشكلات عدة وصعبة لجهة إدارة التعددية وتأمين استيعاب المهاجرين في مجتمعاتها، وأن القارة الأوروبية تشهد تغيراً ديموغرافياً يصعب إغفاله بعد موجات الهجرة إليها، ومشدداً على «أن الأزمات الاقتصادية عادة ما تصحبها نظرة مختلفة للآخر ونزاعات على أساس الهوية».

ودعا آس إلى الدفاع بقوة عن حرية التعبير وعن العدالة في الوقت نفسه، وإلى مواجهة التطرف، وذلك عبر المؤسسات الأوروبية والمحلية، وبناء على المواثيق الأممية التي تحترم حقوق الإنسان. وقال إن الاعتداءات في باريس أعادت إلى الواجهة النقاش حول حدود حرية التعبير وعدم احترام المشاعر الدينية».

وأعلن «أن الحكومة النروجية تقدمت إلى مجلس النواب بـ«ورقة بيضاء» حول حقوق الإنسان تحتل فيها حرية التعبير مكاناً أساسياً، وأن وزارة الخارجية بدأت بالعمل على تطبيق استراتيجية تركز على حرية التعبير في سياسة التنمية في البلاد».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى