طه لـ«البناء»: إيطاليا طموحي… والنجمة حلمي
ابراهيم وزنه
إنجاز جديد للكرة اللبنانية يضاف إلى سلسلة الإنجازات التي تحققت في الفترة الأخيرة، ففي منتصف الشهر الفائت انضم الحارس الواعد محمد ربيع طه مواليد 25 نيسان 1998 ـ طوله 181 سم ووزنه 76 كلغ إلى صفوف شباب نادي أبويل القبرصي بعد اجتيازه للاختبارات الفنية والبدنية، على أن تنتهي مفاعيل العقد الموقّع بين الطرفين في 25 نيسان عام 2016 عند بلوغ اللاعب سن الـ18 . وكان محمد قد استهل رحلته الكروية في نادي هوبس وهو في الثامنة من عمره في خط الدفاع، وبعد انتقاله إلى أكاديمية دايفيد ناكيد الكروية عام 2008 أقنعه المدرب وسام كنج بالانتقال إلى مركز حراسة المرمى بعدما وجد فيه خامة قابلة للتطوّر والتألق.
ومع الأكاديمية سافر إلى إسبانيا وألمانيا وإيطاليا وبرز بشكلٍ لافت خلال التجمعات الدولية للفرق الناشئة. وعلى ضوء تميّزه خلال المباريات التي كان يخوضها بمواجهة الفرق المحلية، تمّت دعوته للالتحاق بمنتخب لبنان للناشئين فشارك في التصفيات الآسيوية التي أجريت في الكويت 2013 وقدّم أداءً متميزاً، وبعد عودته تلقى عروضاً بالجملة من قبل الأندية المحلية وفي مقدّمها المبرة والصفاء والنجمة، إلا أنه انضم إلى نادي الشباب العربي ليلعب موسماً كاملاً تحت إشراف المدرب جهاد محجوب، وخلال تلك الفترة تكفّل المدرب أشرف محجوب بالوقوف إلى جانبه ساهراً على رفع مستواه الفني والبدني، وغالباً ما كان يرافقه في سفراته إلى الخارج عند دعوته لإجراء التجارب الفنية.
وأفادنا محمد خلال اتصالنا به: «أكثر من عقد تلقيته في لبنان قبل سفري إلى قبرص وغالباً ما تعقدّت الأمور لأسباب مادية لا دخل لي بتفاصيلها. المهم أن الأمور انفرجت مع أبويل»، وعن طريقة انتقاله إلى النادي القبرصي، يقول محمد: «كنت متوجهاً إلى قبرص برفقة مدربي أشرف محجوب بدعوة من نادي آيك وفي الطائرة جلس بجانبي أحد الفاعلين في نادي أبويل فأخبرته عن هدف زيارتي، فأخبرني بأنه سيتصل بي خلال إقامتي في قبرص، وبالفعل وبينما كنت على وشك العودة إلى لبنان نظراً إلى أن عقد آيك لا يلحظ تأمين مصاريف الدراسة اتصل بي «رفيق الرحلة» الذي اخترته وكيلاً لأعمالي طالباً مني الالتحاق بتمارين فريق أبويل، وبالفعل تمرّنت وشاركت في مباراة ودية ما شجّع الإدارة على الإسراع في إبرام العقد الذي يتمنّاه أي لاعب في عمري ويشمل تغطية مصاريف الدراسة مع إمكان تجديد العقد بعد بلوغي سن الـ18».
وعن أصحاب الفضل عليه في مسيرته الكروية، قال: «وسام كنج الذي اكتشف موهبتي وجهاد محجوب الذي درّبني مع فريق الشباب العربي وأشرف محجوب الذي سهر على صقل أدائي وتوجيهي وأمين ديب مدرب اللياقة البدنية إضافة إلى أهلي من خلال دعمهم وتشجيعهم».
أما عن وجهته المحلية فيما لو عاد ليلعب في لبنان، أجاب: «النجمة لأنه الفريق الذي يحلم بارتداء قميصه كل لاعب لبناني يسعى إلى الارتقاء والنجومية، علماً بأنني أحلم بالانتقال إلى أحد الدوريات الأوروبية وسأجتهد لأصل إلى إيطاليا… وقد يتحقق هذا الأمر يوماً ما نظراً لمشاركة فريق أبويل ضمن البطولات الأوروبية للشباب، أما في حال كنت مرتاحاً معه فلا مانع عندي من تجديد عقدي ولكن بمعطيات جديدة».
وحول مخاوف العائلة من انغماسه الكروي الزائد، أفادنا والده ربيع طه صاحب مدرسة خاصة : «عندما سجّلته في نادي هوبس شجّعته على ممارسة الرياضة ولم أفكّر بأنها ستأخذه إلى ما هو أبعد من هواية أو تسلية لبناء جسد رياضي، وفي مرحلة لاحقة انتابني بعض الخوف على مستقبله العلمي، لكن وبعد تألقه مع المنتخب الوطني خلال تصفيات آسيا في الكويت تغيّر الوضع فصرت أشجّعه وأواكبه مع العائلة… والحمدلله حافظ على قناعته بمواصلة مسيرته العلمية إلى جانب تألقه الرياضي، واليوم يدرس في قبرص في الصف الثاني ثانوي وفق المنهج الأجنبي».