دخلنا زمن الانتصارات

دمشق ـ توفيق المحمود ونور جبور

بعد الاعتداء الصهيوني وسقوط شهداء المقاومة على الأرض السورية في القنيطرة، بات محور الاهتمام العالم بأسره هو كيفية رد المقاومة على هذا الاعتداء، بما يتعلق بالتوقيت ونوعية الهدف وغيره من الأسئلة، واستنفر العدو قواته البرية والجوية على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، وتحركت طائرات الاستطلاع تحسباً لأي عمل تقوم به المقاومة على الحدود الجنوبية للبنان أو من جبهة الجولان السوري المحتل.

فالأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كان قد قال إن أي خرق للأجواء اللبنانية غير مسموح وأي اختراق للسيادة والأمن خط أحمر عندنا وأي اغتيال أو عدوان جوي، كلها خطوط حمراء وعلى هذا الكلام بدأ الإعلام ولا سيما إعلام العدو يبحث عن أجوبة لكيفية الرد وأين سيكون؟

إذ قال: «إن الغارة في الجولان هي حادث جديد لا مثيل له من قبل، وإن حزب الله سيحاول في كل مواجهة مقبلة مع «إسرائيل» الوصول إلى الجليل».

وفي سؤال للسيد عن خروقات الاحتلال الجوية قال: «نحن نقرر الزمان والمكان والطريقة وأسلوب الرد وهذا الكلام أخاف «إسرائيل» ومستوطنيها وبث الرعب في قلوبهم قبل الرد السريع في عملية المقاومة.

فبعد العدوان «الإسرائيلي» الأخير على القنيطرة ورد المقاومة بعملية شبعا2، اهتزت قواعد الاشتباك وأعلنت المقاومة سقوط قواعد الاشتباك في الصراع المفتوح مع العدو الصهيوني، لمصلحة قاعدة جديدة فرضتها المقاومة: الرد على أي خرق أو عدوان «إسرائيلي» سيكون في أي مكان وأي زمان وكيفما كان، كما مُنعت «إسرائيل» من توسيع حزامها الأمني باتجاه الجنوب اللبناني، وفي الوقت نفسه مُنعت النصرة وحلفاؤها من التمدد شمالاً.

فقد أكد السيد حسن نصرالله أن المقاومة ترى «إسرائيل» و«النصرة» جبهة قتال واحدة، وحق محور المقاومة بالرد، كيفما وأينما يشاء.

فالعدو «الإسرائيلي» شنّ الكثير من الغارات على سورية فاستهدف مركز البحوث العلمية في جمرايا في أيار عام 2013، واستهدف المطار الشراعي في الديماس في كانون الأول من العام الماضي بذريعة تدمير قوافل تنقل صواريخ للمقاومة وحاول من خلالها إيصال رسالة مضمونها أن «إسرائيل» هي التي تمتلك القوة والردع ولكن بعد عملية شبعا انقلبت المعادلات وأصبح القرار والرد في أيدي رجال الجيش السوري ورجال المقاومة، فقد قال السيد نصر الله بعد العملية أن من نتائج ما جرى هو أن «الإسرائيليين» اكتشفوا أن تقدير قيادتهم السياسية والأمنية والعسكرية كان تقديراً أحمق وخاطئاً وأن هذه القيادة وضعتهم على حافة الأخطار الكبرى التي كان يمكن أن تلحق بهم وبأمنهم واقتصادهم نتيجة هذه الحماقة، وأكد أن الجيش «الإسرائيلي» بكل مقدراته عاجز عن مواجهة إرادة المقاومة وأن «إسرائيل» التي هزمت في 2000 و2006 وفي غزة أكثر من مرة وهزمت بالأمس هي أوهن من بيت العنكبوت.

وعلى رغم ظروف وحسابات «إسرائيل»، أثبتت عملية حزب الله قدرة وجاهزيته العالية في منطقة معقدة مثل مزارع شبعا، وأثبتت أن المقاومة اللبنانية وعلى رغم كل المشاكل التي أوجدوها لها تستخدم قدراتها أينما اقتضت الحاجة، والعملية تحذير كبير للكيان الصهيوني فكلام السيد نصر الله عن امتزاج دماء المقاومة على الأراضي السورية، يعبر عن وحدة القضية والمصير والمعركة وبهذه الدماء ندخل زمن الانتصارات التي يحققها محور المقاومة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى