انشقاقات في «داعش» والبغدادي معزول

حذر المسؤول الاستخباراتي الأميركي السابق في الـ»السي آي أي»، روبرت غرينيه، من تحول أفغانستان إلى وكر جديد لتنظيم «داعش» الإرهابي، بعد انسحاب القوات الأجنبية من البلاد.

وصرح المسؤول السابق بمكتب وكالة المخابرات المركزية الأميركية، بأن جميع العوامل مهيأة حالياً لتحول أفغانستان إلى ملاذ جديد «للجهاديين» الذين يقاتلون في سورية والعراق.

وقال غرينيه في حفل نظم بمعهد «نيو أميركا» للأبحاث لمناسبة إصداره كتاب مذكرات «88 يوماً حتى قندهار»، إن الخطر المستقبلي المقبل يكمن في تكوين ملاذ آمن في أفغانستان قد يكون أكبر مما كان عليه قبل اعتداءات 11 أيلول.

ويرى المسؤول الاستخباراتي أن حركة طالبان الأفغانية لن تمانع من توفير ملاذ للمسلحين في حال طلبت تنظيمات متطرفة أخرى مساعدتها. وأضاف قائلاً: «لا أعتقد أيضاً أنهم سيرفضون إرهابيين دوليين في حال عادوا مجدداً بأعداد كبيرة إلى المنطقة».

وبيّن غرينيه الذي عمل في مناصب عدة داخل الوكالة المركزية للاستخابرات الأميركية قبل استقالته عام 2006، أن هناك مجموعات داخل باكستان هدفها مهاجمة النظام في إسلام آباد، ولن تزول.

ويروي كتابه « 88 يوماً حتى قندهار» تجربته الشخصية الصعبة للإطاحة بحكم حركة طالبان إبان هجمات 11 أيلول 2001، كما تطرق الكتاب إلى كيفية انتصار الولايات المتحدة بسرعة فيما أسماه «أول حرب أميركية ـ أفغانية «عام 2001، وكيف «خسرت أو بالتأكيد لم تربح الولايات المتحدة حربها الثانية». وحذر من تكرار أخطاء الماضي لتجنب خوض حرب أميركية – أفغانية ثالثة».

جاء ذلك في وقت، أكدت تقارير واردة من داخل مدينة الرقة السورية أن تنظيم «داعش» الارهابي يشهد نقصاً في الانتحاريين بعد فرار العشرات من عناصره أو انشقاقهم إلى ميليشيات منافسة.

وقال متابعون لنشاط التنظيم إنه لم يعد يمتلك الحجج التي تكسبه الثقة من قبل من يحاول إقناعهم بالقيام بالعمليات الانتحارية.

وأضافت التقارير، إن التنظيم يشهد تمرداً في «كتيبة الشهداء»، التي تضم المختصين بتنفيذ بالعمليات الانتحارية، ما يعد ضربة قاضية لقيادة «داعش» الذي جند المقاتلين الأجانب للقيام بعملياته الانتحارية، وفقاً لما نشرته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.

ونقلت الصحيفة عن مصدر من داخل الرقة يدعى أبو محمد «هناك توتر كبير في الرقة، حيث عانت الجماعة من الانشقاقات في الأيام القليلة الماضية»، مؤكدا أن معظم الانشقاقات هي في صفوف الانتحاريين، حيث تعتبر هذه الانشقاقات ضربة موجعة للمجموعة.

وأضاف أن أي شخص يقبض عليه أثناء الفرار يواجه الإعدام من دون محاكمة، وذكر أن التنظيم أقام حواجز على الطرق، وفرض نقاط تفتيش صارمة لوقف تخلي الانتحاريين عن مهامهم.

وأوضح أن قادة التنظيم يختارون «الجهاديين» الأجانب للقيام بمهمات انتحارية لأنهم يصلون عادة إلى سورية دون أي خبرة عسكرية، وأن تنفيذ العمليات الانتحارية لا يتطلب خبرة عسكرية.

ونقلت «ديلي ميل» عن نشطاء مناهضين أن التنظيم يعاني من مأزق بعد فقدانه مساحة كبيرة من الأراضي في الأسابيع الأخيرة، فضلا عن إجباره على التخلي عن مدينة عين العرب في سورية.

وبحسب النشطاء، فإن متزعم التنظيم، المدعو أبو بكر البغدادي معزول حالياً، وأن مقر قيادته استهدف.

وكان مسؤول أميركي كشف أن مسلحي التنظيم تحدوا أوامر قادتهم، وغامروا بأرواحهم داخل المدينة مع وجود مخاوف تهديدهم بالقتل على أيدي المقاتلين الاكراد، مشيراً أن التردد في مواصلة القتال للاستيلاء على مدينة عين العرب أدى في نهاية المطاف إلى انسحاب عناصر التنظيم إلى القرى في الضواحي، قبل أن تجبرهم القوات الكردية في النهاية على التراجع إلى أبعد من ذلك نحو معاقلهم في أماكن أخرى في شمال سورية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى