ازدياد الأعمال المعادية للإسلام في فرنسا بنسبة 70 في المئة
ازدادت الأعمال المعادية للإسلام والمسلمين في فرنسا بنسبة 70 في المئة، منذ الهجمات الأخيرة التي قام بها إرهابيون في باريس ومن ضمنها الهجوم على صحيفة «شارلي إيبدو» الساخرة.
وأعلنت مؤسسة «التصدي لمعاداة الإسلام الإسلاموفوبيا » المستقلة في فرنسا، وقوع 153 هجوماً معادياً للإسلام بين 7 كانون الثاني الماضي و7 شباط الجاري، أي بعد الهجوم على «شارلي إيبدو».
وقالت الجمعية في بيان إن «الوضع منذ الاعتداءات ليس سوى مرآة تكبر ما كان يحصل من قبل، وأنها الأنماط نفسها من التصرفات التي نسجلها، لكن الانتقال إلى الفعل يتسم بمزيد من العنف والتوتر».
وأكدت حدوث 764 عملاً معادياً للإسلام عام 2014، أي بارتفاع 10.6 في المئة مقارنة بعام 2013.
من جهة أخرى، كشف «المرصد ضد معاداة الإسلام» في «المجلس الفرنسي للدين الإسلامي»، الذي تستند أرقامه فقط إلى الشكاوى المقدمة إلى وزارة الداخلية، عن 133 عملاً معادياً العام الماضي.
وكان 17 شخصاً قد قتلوا على أيدي مسلحين في فرنسا، بينهم 12 سقطوا في الهجوم على «شارلي إيبدو» في 7 كانون الثاني، وشرطيان وشرطية قتلوا في اليوم اللاحق و4 يهود قتلوا بعد يومين في هجوم على متجر أغذية يهودي.
يذكر أن الهجوم على الصحيفة الساخرة كان بسبب رسم كاريكاتوري نسب للنبي محمد نشر قبل سنوات، وقد أعلن تنظيم «القاعدة» وقوفه وراء الهجوم.
وبعد الهجوم الدامي في باريس طبعت الصحيفة ملايين النسخ من عددها الذي أعاد نشر الرسوم المسيئة وجاء بلغات عدة منها العربية والإنكليزية والتركية، ووزعت على 20 بلداً.
وأثار هذا العدد ردود فعل مختلفة وتنديداً من مؤسسات دينية في دول عديدة، إذ أكد الأزهر في بيان أصدره أن الرسوم الكاريكاتورية ستثير الكراهية، لأنها لا تخدم قضية التعايش السلمي بين الشعوب. وأكد بابا الفاتيكان أن حرية التعبير لا تعطي الحق بإهانة معتقدات الآخرين.
وتباينت ردود الفعل على المستوى الشعبي في دول العالم، ففي وقت خرجت تظاهرات مليونية في العديد من الدول الغربية لمساندة ضحايا «شارلي إيبدو»، بدافع «حرية التعبير»، خرجت تظاهرات في دول ذات غالبية مسلمة للدفاع عن الإسلام وللتنديد في نشر أي صور مسيئة.
واتخذ القضاء الفرنسي 54 إجراء جديداً ضد «تبرير الإرهاب» وتهديدات الأعمال الإرهابية، بعد الهجوم ضد الصحيفة الفرنسية الساخرة «شارلي إيبدو»، حيث دانت محاكم فرنسية للمرة الأولى أشخاصاً بتهمة تبرير الإرهاب، وهو جرم أدرج أخيراً في القانون الجنائي الفرنسي، وذلك لإعلان تضامنهم مع مهاجمي الصحيفة الساخرة.
والهجمات التي انتهت بمقتل منفذي الهجوم يومين بعد ذلك، خلفت شرخاً كبيراً لدى المجتمع الفرنسي الذي طالما رفع شعار الحرية، الإخاء والمساواة.