بعد 16 ساعة من المفاوضات… بوتين يخرج منتصراً

بعد ست عشرة ساعة متواصلة من المفاوضات في العاصمة البيلاروسية مينسك، خرج قادة روسيا وأوكرانيا والمانيا وفرنسا، ليعلنوا التوصل لاتفاق في شأن الأزمة الأوكرانية.

فقد أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن «رباعية النورماندي» توصلت إلى اتفاق لتسوية الأزمة الأوكرانية بالطرق السلمية، مشيراً في اختتام المحادثات الماراثونية الى أن أطراف الرباعية استطاعت الاتفاق على الكثير من النقاط .

وأعلن بوتين أن مجموعة الاتصال الخاصة بتسوية الأزمة الأوكرانية وقعت وثيقة تضم مجموعة من الإجراءات الخاصة بتنفيذ اتفاقات مينسك، مشيراً أن زعماء «رباعية النورماندي» أصدروا بياناً لدعم الإجراءات المذكورة.

وأكد الرئيس الروسي أن أطراف المفاوضات اتفقت في مينسك على وقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا ابتداء من 15 شباط، وسحب الأسلحة الثقيلة من خط الفصل الحالي بالنسبة للقوات الأوكرانية ومن خط الفصل الذي حدد في أيلول الماضي بالنسبة الى قوات دونباس.

وأكد أن الوثيقة تنص كذلك على إجراء إصلاح دستوري في أوكرانيا يضمن حقوق سكان شرق البلاد، إضافة إلى منح منطقة دونباس وضعاً خاصاً وحل المسائل المتعلقة على الحدود بالتنسيق مع قوات دونباس.

ودعا الرئيس الروسي طرفي النزاع الأوكراني إلى ضبط النفس ووقف إطلاق النار والفصل بين القوات من دون إراقة مزيد من الدماء، معتبراً أن الصعوبة الأساسية في المفاوضات الحالية كانت مرتبطة برفض كييف إقامة حوار مباشر مع ممثلي شرق أوكرانيا.

وأوضح بوتين أن ممثلي شرق أوكرانيا يقولون إن قواتهم حاصرت الآلاف من القوات الأوكرانية في منطقة ديبالتسيفو، إلا أن السلطات الأوكرانية تنفي ذلك، مشيراً إلى أنه اتفق مع نظيره الأوكراني بيوتر بوروشينكو على الإيعاز للخبراء العسكريين بدراسة الوضع في تلك المنطقة من أجل حل المشكلة.

و شكر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند نظيره الروسي على دوره الكبير في إنجاح المفاوضات وتأثيره على قيادة جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين في شرق أوكرانيا.

وقال هولاند في ختام قمة «رباعية النورماندي» في مينسك أمس «أشكر الرئيس بوتين على تأثيره عليهم في شكل مناسب». كما أشاد بجهود نظيره الأوكراني بيترو بوروشينكو وسعيه إلى تسوية الأزمة.

وأشار هولاند إلى أنه سيشارك مع المستشارة الألمانية أنغيلا مركل في قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسيل، مؤكداً أن زعيمي البلدين سيفعلان كل ما في وسعهما من أجل دعم الاتحاد الأوروبي لاتفاقات مينسك الجديدة.

واعتبر الرئيس الفرنسي نتائج محادثات مينسك «انفراجاً كبيراً لأوروبا»، مشيراً في الوقت ذاته إلى ضرورة تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها، مؤكداً أن باريس وبرلين ستراقبان عملية تنفيذ هذه الاتفاقات.

كما رحبت المستشارة الألمانية بنتائج المحادثات، قائلة إنه «يوجد هناك الآن بريق أمل». وأشارت الحكومة الألمانية في بيان لها أمس إلى أن «هناك الكثير من العمل، لكن هناك الآن فرصة حقيقية تتطور الأمور نحو الأفضل».

وأكدت مركل أنه يجب اتخاذ خطوات محددة لتنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها، مضيفة في الوقت ذاته أن ذلك لن يمثل إنهاء النزاع وأن الأطراف ستواجه مهمة تجاوز «مزيد من العقبات الكبيرة».

وقالت المستشارة الألمانية إن الرئيس الروسي مارس ضغطاً على ممثلي دونيتسك ولوغانسك في نهاية المحادثات من أجل التوصل إلى اتفاق في شأن وقف إطلاق النار.

وفي السياق، أعلن الرئيس الأوكراني أن قائدي الأركان العامة الأوكرانية والروسية سيجريان الجمعة المقبل مفاوضات حول مراقبة تنفيذ نظام وقف إطلاق النار في منطقة دونباس، مشيراً إلى أن بعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ستضمن مراقبة نظام وقف إطلاق النار.

وأكد بوروشينكو أهمية التوصل إلى اتفاق في شأن وقف إطلاق النار من دون شروط مسبقة، موضحاً أن محادثات «رباعية النورماندي» توصلت إلى اتفاق حول إقامة «منطقة عازلة» يبلغ عرضها 50 كيلومتراً بين الجانبين المتنازعين في شرق أوكرانيا.

وقال الرئيس الأوكراني «ان وقف إطلاق النار سيرافقه سحب الأسلحة والمدفعية الثقيلة»، مشيراً إلى أن الاتفاق يقضي بسحب «مدفعية التشكيلات المسلحة غير الشرعية من «خط مينسك» والقوات المسلحة الأوكرانية من الخط الفعلي على مسافة 25 كيلومتراً»، مضيفاً أن الاتفاق يقضي بالإفراج عن جميع الأسرى خلال 5 أيام بعد انتهاء سحب المدفعية الثقيلة.

كما أشار بوروشينكو إلى إمكانية الإفراج عن الطيارة الأوكرانية ناديجدا سافتشينكو المعتقلة حالياً في موسكو على ذمة التحقيق في قضية قتل صحافيين روسيين في شرق أوكرانيا.

وقال بوروشينكو «طرحت مسألة إطلاق سراح ناديجدا سافتشينكو، وأبلغوني بأن ذلك سيجري في القريب العاجل بعد إكمال الفحص الطبي والاستنتاجات الأولية للتحقيق. وطلبت أن يتم ذلك فوراً وأيد الرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية طلبي هذا». وأضاف أن حرس الحدود الأوكرانيين وفقاً للاتفاق الموقع سيعودون إلى جميع المعابر على الحدود مع روسيا قبل نهاية العام الحالي، مؤكداً أن كييف رفضت منح منطقة دونباس «حكماً ذاتياً»، مشيراً إلى أن توسيع صلاحيات مقاطعات أوكرانيا سيجري فقط في إطار إصلاح دستوري يتعلق بإقامة نظام لامركزي في أوكرانيا. وأوضح أن كييف رفضت فكرة إقامة نظام فيديرالي في البلاد.

وتابع أن كييف ستستأنف دفع المعونات الاجتماعية في المناطق التي لا تسيطر عليها حالياً بعد تحقيق استقرار الوضع و»استعادة سيادة أوكرانيا».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى