بن عمر: عدم الاستقرار اليمني يهدد في تقوية «القاعدة»

أكد جمال بن عمر، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، إن العملية السياسية الانتقالية في هذا البلد «أصبحت في مهب الريح».

وأضاف بن عمر في إحاطة لمجلس الأمن عن الوضع في البلاد – تم بثها من العاصمة اليمنية صنعاء- أن «اليمن على مفترق طرق، فإما أن ينزلق للحرب الأهلية وإما أن يعيد العملية السياسية إلى مسارها»، وحمّل القادة السياسيين اليمنيين مسؤولية ما آلت إليه الأمور، وقال إنه «على عاتقهم تقع مسؤولية إنقاذ البلاد».

وقال إن ظروف عدم الاستقرار تهدد بتقوية تنظيم «القاعدة»، وإن هناك مؤشرات على إقامة معاقل له في محافظات عدة، خصوصاً في الجنوب.

وحذر من أن هناك احتمالاً كبيراً لانهيار العملة اليمنية، وأن الحكومة بذلك قد تعجز عن سداد الرواتب خلال ثلاثة أو أربعة أشهر، كما أشار إلى أن ممولين عدة قطعوا المساعدات عن اليمن وآخرين يدرسون الخطوة نفسها، وهو ما قد يفقد عشرات الآلاف وظائفهم.

وأكد أن اليمن شهد «تطورات مأسوية» خلال الأسابيع الماضية، وأنه بصفته ممثلاً للأمين العام للأمم المتحدة واصل «المساعي الحميدة» من خلال مفاوضات يومية شارك فيها 12 حزباً، بمن فيهم جماعة أنصار الله الحوثيون ، للوصول إلى حل توافقي للمأزق الذي وصلت إليه البلاد.

وقال بن عمر «نتنقل بين الكثير من الحقول الملغومة، وحققنا نجاحات وإخفاقات، وعلى رغم ذلك فإن هناك تقدماً معقولاً مع إدراك الأطراف لضرورة الوصول لحل يعيد الثقة للشعب اليمني».

واستعرض المسؤول الأممي في كلمته التطورات التي شهدها اليمن في الأسابيع الماضية انطلاقاً من مهلة الأيام الثلاثة التي أعطتها جماعة الحوثيين للقوى السياسية لحل الأزمة، مروراً بالمفاوضات التي تشرف عليها الأمم المتحدة، وصولاً إلى «الإعلان الدستوري» الذي أصدره الحوثيون الجمعة الماضي.

ووصف بن عمر هذا «الإعلان الدستوري» بأنه «تحرك من طرف واحد» و»خطوة أحادية الجانب أسفرت عن ردود فعل داخلية وخارجية» بحسب تعبيره. وأكد أنه لا يمكن الخروج من المأزق اليمني إلا من خلال حوار سلمي ومفاوضات قائمة على المبادرة الخليجية واتفاق السلم والشراكة.

وأضاف: «ما زلنا في خضم مفاوضات دقيقة وحساسة»، مشيراً إلى أن الأطراف السياسية اليمنية «تدرس سبل تقاسم السلطة والشراكة، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وسبل منع انفجار الوضع في مأرب».

وفي سياق آخر، أكدت حركة انصار الله اليمنية ان اغلاق السفارات الغربية في العاصمة اليمنية غير مبرر على الاطلاق مشيرة الى ان هذه القرارات تندرج فقط في سياق الضغط على الشعب اليمني للتراجع عن انجازاته على طريق عزته وسيادته وامتلاك قراره السياسي.

وقال حسين العزي مسؤول العلاقات الخارجية في حركة أنصار الله، ان «القرارات التي اتخذتها بعض الدول الغربية بإغلاق سفاراتها في صنعاء غير مبررة على الإطلاق». وأضاف في تصريحات نقلتها وكالة الانباء اليمنية إن «هذه القرارات تندرج فقط في سياق الضغط على شعبنا في ما صنعه من تحولات عظيمة على طريق عزته وكرامته وسيادته واستقلاله وامتلاك قراره السياسي».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى