تل الحارة مفتاح الأردن وفلسطين وسورية

نبال بريك هنيدي

تل الحارة التي لم تستطع «إسرائيل» الوصول إليه خلال حرب تشرين التحريرية عام 1973 لأهميته الاستراتيجية، دعمت وأرسلت إليه خلال الأزمة السورية مجموعات من «جبهة النصرة» وكتائب إسلامية أخرى استطاعت السيطرة عليه في الخامس من تشرين الأول عام 2014.

كانت لتل الحارة مكانة مهمة عبر التاريخ، نظراً إلى موقعه المتميز بالقرب من الجولان والجابية عاصمة الغساسنة آنذاك، وقد تعاقب عليه العديد من الحضارات، ويدل على ذلك الآثار الموجودة على قمته.

كان التل يتوسط منطقة الجولان، وكانت حدوده تمتد بين واديي الأردن غرباً والعلان شرقاً ووادي اليرموك من الجنوب، ويقع شمال غربي مدينة الحارة مباشرة، وغرب مدينة الصنمين، وعلى بعد 16 كم منها.

الأهمية الكبيرة لتل الحارة تأتي من أن السيطرة عليه تعني السيطرة على طريق دمشق درعا، كونه أعلى هضبة في مدينة درعا والجنوب السوري بشكل عام، ويطلّ على المنطقة الجنوبية والغربية من ريف دمشق والمنطقة الشمالية من ريف درعا والقنيطرة. وتمكنت المجموعات المسلحة من خلال الوصول إليه من السيطرة نارياً على المنطقة المحيطة به كلها على مدى حوالى 40 كيلومتراً.

التل الذي يبعد نحو 12 كيلومتراً عن الشريط الحدودي في منطقة الجولان المحتل ويكشف إربد الأردنية، تعني السيطرة عليه من قبل الجيش السوري قطع طريق إمداد المسلحين إلى الغوطة الغربية بدمشق وعمقها الاستراتيجي، ما سيؤثر في سيرورة المعارك، والسيطرة على وتيرة إمداد المسلحين من الحدود الأردنية.

وكانت سيطرة المجموعات المسلحة و «النصرة» تحديداً على تل الحارة و الذي يربط الحدود الأردنية بالجولان ضربة موجعة، لأن ذلك يعني حماية ظهر الغوطة الغربية التي تعتبر البوابة الأكثر خطورة لدخول دمشق، ولكن العملية العسكرية الواسعة في الجبهة الجنوبية والتي سيطر من خلالها الجيش السوري على بلدات عديدة في أرياف القنيطرة ودرعا ودمشق، تعتبر بداية لتقهقر «جبهة النصرة» وحلفائها والأهم أنها وضعت «إسرائيل» أمام مأزق التدخل المباشر أو قبول خسارة مراهناتها، «إسرائيل» التي لطالما رددت قياداتها العسكرية بأنها لن تسمح بفتح جبهة الجنوب السوري.

ووفق محللين، فقد أظهر الجيش السوري من خلال هذه العملية جاهزية واضحة وقدرة على التحرك والمناورة والهجوم، وليس فقط الرد والدفاع عن النفس، بل ويعتبرون أن هذه العملية هي بمثابة أولى خطوات المقاومة في الجولان على قاعدة أن الجبهة هناك فتحت، ولن تغلق حتى التحرير.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى