المشنوق من أبلح: الكبار فرّوا وسنمنعهم من العودة

توسّعت الخطة الأمنية في البقاع أمس الى بلدتي حزين والحمودية غرب بعلبك، حيث داهمت القوى الامنية منازل مطلوبين بمذكرات امنية وقضائية وعدلية. وأعلنت قيادة الجيش مديرية التوجيه «أن القوة الأمنية المشتركة واصلت إجراءاتها الأمنية المشددة في منطقة البقاع، حيث قامت بتنفيذ سلسلة عمليات دهم شملت مناطق بعلبك، بريتال، حورتعلا، دورس والحمودية وبلدات أخرى، وأسفرت هذه العمليات عن توقيف 56 شخصاً من المطلوبين والمشتبه بهم والمخالفين، كما ضبطت 18 سيارة من دون أوراق قانونية، وحوالى 2 طن من مادة حشيشة الكيف موضبة داخل مستودع في بلدة الحمودية، بالإضافة إلى كمية من الأعتدة العسكرية والذخائر وأجهزة الإتصال. تم تسليم الموقوفين مع المضبوطات الى المراجع المختصة لإجراء اللازم».

وتفقد وزير الداخلية نهاد المشنوق يرافقه المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، الحواجز الأمنية لقوى الامن الداخلي والجيش والأمن العام من تل العمارة في البقاع الأوسط ورياق على امتداد الطريق الدولي وصولاً الى بريتال. وبعدما اطلع وزير الداخلية على الوضع الامني وتنفيذ الخطة الامنية في بريتال حورتعلا، وجزين الحمودية أثنى على دور المشاركين فيها، واعداً «بنقل الصوت الى مجلس الوزراء، على أن يكون أحد أقوى الأصوات المدافعة عن الإنماء في محافظتي عكار وبعلبك الهرمل ليكون الأمن والإنماء مترافقين معاً لأن هاتين المنطقتين تحتاجان إلى خطة انسانية استثنائية».

وترأس اجتماعاً أمنياً مغلقاً عقد في ثكنة أبلح بحضور قادة الأجهزة الامنية في البقاع، وحضره ابراهيم وبصبوص، أعلن بعده المشنوق في مؤتمر صحافي، «إن كان هناك انطباع أن منطقة البقاع خارج الدولة، لكن الخطة الأمنية تبرهن العكس»، مؤكداً «أن خيار المواطنين في البقاع هو الدولة وهو ما تبدى من خلال ترحيبهم بها»، لافتاً إلى «أن إعلان الخطة الأمنية واستمرارها في البقاع هو لتأكيد وجود الدولة».

وقال المشنوق «نعلم أن كبار المطلوبين انتقلوا إلى سورية، ولكن استمرار تطبيق الخطة الأمنية هو لمنعهم من العودة الى لبنان، فمن يعود منهم سيتم توقيفه ويدفع ثمن أفعاله، فالعملية الامنية اليوم لن تكون النهاية، اذ أنشأنا غرفة عمليات ثابتة ودائمة من الجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام مهمتها متابعة وضع هؤلاء المطلوبين»، مشيراً إلى «أن التعاون اليوم للمرة الأولى بين الأمن العام والقوى الأمنية وقيادة الجيش هو تأكيد على الوحدة في مواجهة الإرهاب وفي محاربة الاتجار بالمخدرات وعمليات السلب والخطف».

وأوضح «أن العملية الأمنية مستمرة لأيام في محاولة لإعلان هذه المنطقة وفي شكل نهائي خالية من المطلوبين والأدوات الجرمية، وللتأكيد أن لا أحد فوق القانون».

الى ذلك، دعا المشنوق من عليهم وثائق اتصال إلى تسوية امرهم، فالباب مفتوح لذلك، ومعظم هذه الوثائق هي لحوادث بسيطة كإطلاق نار خلال الافراح، وهناك 37000 مذكرة كهذه، وسنكلف لجاناً لمتابعتها مع البلديات والاجهزة الامنية لانهاء هذا الملف، اذ يجب عدم وضع الجميع في سلة واحدة، فمن أطلق النار في الأفراح ليس كالضالع في جرائم خطف»، مضيفاً: «مذكرات التوقيف يجب حلها عبر القضاء، أما وثائق الاتصال فستتولى متابعتها قيادة الجيش لتخفيف الضغط على الناس».

وأعلن «ان الترحيب الذي لاقيته في بريتال يجعلني أقول إن هؤلاء هم أولاد دولة لكن المنطقة تعاني من الحرمان، وقد طالبوني بمداهمة إنمائية وسأنقل هذا الصوت الى مجلس الوزراء لأن بريتال محرومة وتحتاج جهداً استثنائياً كي لا يكون الحرمان سبيلاً للجريمة والمخدرات وغيرها».

وقال المشنوق «نحن في الجزء الثالث من الخطة الأمنية بعد صيدا وطرابلس، وسنتابعها في بيروت والضاحية ولا غطاء سياسياً على أي مخالف منذ نشأة الحكومة»، مؤكداً «أن الحملة العسكرية مدتها أيام لكن المتابعة الأمنية بدأت منذ أشهر، ومستمرة وأنشأنا قوة مخصصة لمتابعة المطلوبين الفارين، وستزداد قوة عبر غرفة العمليات المشتركة».

وأشار رداً على سؤال إلى «أن ما حصل في ساحة النور في طرابلس، أمر بسيط جرى تضخيمه»، لافتاً إلى «أن الخطة بقاعاً لا تشمل إزالة الشعارات والأعلام». وتحدث عن توقيف العشرات، مُقراً بـ«أن العدد ليس كبيراً، لكن العملية مستمرة». وأكد المشنوق أن كل بلدات البقاع داخلة في الخطة ومن دون اي محظور حزبي».

واعلن «أن قائد الخطة العسكرية أكد له حسن التعامل من قبل الأهالي في البقاع ولم يواجه العناصر أي مقاومة خلال المداهمات، مشيراً الى ان الخطة الأمنية موجودة داخل عرسال ونتابعها في شكل يومي عبر أجهزة خاصة».

اما في ملف العسكريين المخطوفين، فقال المشنوق «فوضنا اللواء ابراهيم متابعة الموضوع وله ملء الثقة والقدرة، ونأمل بأن نسمع خلال اسابيع أخباراً طيبة في هذا الموضوع»

إلى ذلك، التقى رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش المشنوق وابراهيم وبصبوص بحضور محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر وعدد من القيادات الأمنية، على مأدبة غداء في منزل السيد اميل حنوش، وكانت مناسبة عرض فيها درويش أوضاع زحلة والبقاع مع وزير الداخلية ومديري الأمن العام وقوى الأمن الداخلي.

واثنى درويش على الخطة الأمنية التي ينفذها الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والأمن العام، آملاً بأن تؤتي ثمارها في إشاعة الأمان والإستقرار، داعياً الدولة الى ضرورة توفير الإنماء في هذه القرى المتروكة منذ زمن، مقدراً التضحيات التي تقدمها الأجهزة الأمنية في ظل الظروف المناخية الصعبة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى