بوروشينكو غير مقتنع وكييف تبدأ بسحب الأسلحة الثقيلة

أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن روسيا هي ضامن لتسوية الأزمة الأوكرانية وليست طرفاً يقوم بتنفيذ مجموعة الإجراءات الرامية إلى تحقيق هذه التسوية.

وقال بيسكوف أمس: «روسيا دولة التي دعيت من قبل أطراف النزاع. وهي الدولة التي دعت أطراف النزاع إلى توقيع مجموعة من الإجراءات الخاصة بتنفيذ اتفاقات مينسك. لكن روسيا ليست طرفاً يقوم بتنفيذ هذه الإجراءات. هي الدولة الضامنة التي تطلق مبادرة، لكنها بالطبع ليست الطرف الذي يجب أن يقوم بخطوات في هذا الاتجاه. نحن لا نستطيع أن نفعل ذلك من حيث المبدأ لأن روسيا لا تشارك في هذا النزاع».

وأكد المتحدث باسم الكرملين أن رؤساء «رباعية النورماندي» سيواصلون اتصالاتهم، مشيراً إلى أن الرئاسة الروسية تتوقع تحديد موعد محادثات هاتفية بالتنسيق مع الأطراف كافة.

وقال بيسكوف: «إن شكل هذه الاتصالات في إطار «رباعية النورماندي» ليس واضحاً الآن، إلا أن موسكو «تتوقع في الأيام المقبلة الاتفاق على إجراء مكالمة هاتفية في إطار النورماندي».

من جهة أخرى، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية أن موسكو اقترحت خلال قمة «رباعية النورماندي» إعلان هدنة فورية في جنوب – شرقي أوكرانيا. وقال إن الجانب الروسي كان «يؤيد وقف النار فوراً»، مضيفاً أن «رغبة قوات الدفاع» كانت البدء بالهدنة من منتصف ليلة 15 شباط «للتوصل على نحو فعال إلى وقف النار في وقت واحد».

وفي السياق، أعلن مندوب روسيا الدائم لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أندريه كيلين أن موسكو تأمل في التزام أطراف النزاع في أوكرانيا ببنود اتفاق مينسك بدقة ووفقاً للجدول الزمني المحدد .

وقال كيلين في كلمة ألقاها في جلسة المجلس الدائم للمنظمة حول الوضع في أوكرانيا، إن أحد الشروط الأساسية لإنجاح التسوية يتمثل في إقامة حوار مباشر بين الأطراف المتنازعة.

ودعا الدبلوماسي الروسي أطراف النزاع الأوكراني إلى ضبط النفس للحيلولة دون سقوط مزيد من الضحايا قبل دخول اتفاق وقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا حيز التنفيذ، مؤكداً ضرورة توفير الظروف لمنع استمرار القصف.

وشدد المندوب الروسي على أهمية مواصلة عمل مجموعة الاتصال وبعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، مضيفاً أن موسكو ستواصل بنشاط دعمها لهذا العمل.

من جهة أخرى، أعلن الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو أنه غير واثق من أن جميع الأطراف ستنفذ الاتفاقات التي جرى التوصل إليها في مينسك، وقال: «علينا قطع شوط كبير لإحلال السلام»، مشيراً إلى عدم وجود قناعة كاملة لدى أي طرف بتحقق شروط السلام التي اتفق عليها في مينسك.

وأعرب الرئيس الأوكراني أمس عن أمله في أن الوضع سيتطور في طريق تخفيف حدة التوتر ووقف إطلاق النار وسحب الأسلحة الثقيلة وإحلال السلام في نهاية المطاف، لأن مفاوضات مينسك أجريت على مستوى القمة وبمشاركة رؤساء أوكرانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا.

في السياق، أكد بوروشينكو كذلك ضرورة الإفراج عن جميع الأوكرانيين المحتجزين في شرق البلاد خلال 5 أيام بعد سحب الأسلحة الثقيلة، مشيراً إلى أن كييف ما زالت تطالب موسكو بالإفراج عن ناديجدا سافتشينكو قائدة الطائرة الأوكرانية المعتقلة في روسيا على ذمة التحقيق في قضية مقتل صحافيين روسيين بشرق أوكرانيا الصيف الماضي.

جاء ذلك في وقت أعلن وزير الخارجية الأوكراني بافيل كليمكين أن العسكريين الأوكرانيين شرعوا بسحب الأسلحة في شرق أوكرانيا، مشيراً أن كييف ستعمل على وضع جدول زمني لإخراج «التشكيلات غير الشرعية» كافة من منطقة دونباس.

وقال في كلمة ألقاها أمام نواب البرلمان الأوكراني أمس: «تلقينا إيعازاً واضحاً بسحب الأسلحة، الآن بدأ العسكريون الأوكرانيون بعملية السحب»، مشيراً إلى أن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ستتمكن من تنفيذ كامل مهماتها في إطار اتفاقات مينسك.

من ناحية ثانية، أوضح كليمكين أن عملية إقامة نظام لامركزي في البلاد، بما في ذلك في شرق البلاد، ستجرى في إطار إجراء إصلاح دستوري، مشيراً إلى أن أي «نظام خاص» لمنطقة دونباس سيقام في إطار القانون الذي أقره البرلمان الأوكراني.

وقال وزير الخارجية الأوكراني إن كييف تنوي الاستعانة بمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا لتحضير الانتخابات المحلية التي ينص اتفاق مينسك على إجرائها بعد سحب الأسلحة الثقيلة.

فيما أكد رئيس البرلمان الأوكراني أن النواب الأوكرانيين مستعدون للقيام بكل ما يلزم لتنفيذ اتفاقات مينسك من أجل استعادة وحدة أراضي وسيادة البلاد والسيطرة على المعابر كافة على الحدود، ووقف نشاط التشكيلات المسلحة غير الشرعية.

وأعلن المتحدث باسم مجلس الدفاع والأمن الأوكراني أندريه ليسينكو أن القوات الأوكرانية ستبقى في مواقعها إلى ما قبل دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، مؤكداً أن الجيش سيرد على أية هجمات إذا اقتضت الضرورة.

وقتل ثلاثة أطفال في قصف غورلوفكو بمقاطعة دونيتسك مساء الخميس 12 شباط، بحسب إدوارد باسورين نائب قائد قوات دفاع دونيتسك، الذي قال إن «القذيفة أصابت منزلاً، ما أسفر عن مقتل طفل يبلغ سنة واحدة وفتاتين تبلغان 6 و12 سنة، هم على الأغلب أقرباء. ونجت امرأة كانت في المنزل، يبدو أنها أمهم».

وقتل ثلاثة أشخاص نتيجة قصف القوات الأوكرانية للوغانسك، إذ نقل مركز لوغانسك للأنباء عن وزارة الطوارئ في الجمهورية أنه «نتيجة قصف لوغانسك من جانب القوات الأوكرانية المسلحة قُتل ثلاثة أشخاص، امرأتان ورجل واحد».

وأكدت الوزارة أن القوات الأوكرانية بدأت مساء الخميس قصفاً عنيفاً على لوغانسك، بعد أن كانت تقصف من حين الى حين أحياءه الشرقية، بحسب سكان محليين، مشيراً إلى أن 42 عسكرياً أوكرانياً قتلوا وأصيب 30 آخرون نتيجة القتال خلال الساعات الـ24 الماضية.

من جهة أخرى، أفادت وزارة الداخلية الأوكرانية في مقاطعة دونيتسك بأن مدنيين قتلا وأصيب 10 آخرون نتيجة قصف قوات «دونيتسك الشعبية» خلال 24 ساعة مضت، في حين أعلن محافظ مقاطعة لوغانسك غينادي موسكال أمس أن مدنيين قتلا وأصيب 3 آخرون بجروح نتيجة سقوط قذيفة على مقهى في مدينة شاستيه وسط المقاطعة.

في غضون ذلك، تستمر المعارك للسيطرة على بلدة لوغفينوفو، حيث أعلن باسورين أن قوات الدفاع الشعبي استطاعت صد محاولتين للقوات الأوكرانية لاختراق طوق حصار ديبالتسيفو في منطقة بلدة لوغفينوفو في مقاطعة دونيتسك.

وقال باسورين إن «القوات الأوكرانية حاولت اختراق الطوق عبر شن الضربات من جهتين، إلا أن أي فرقة من القوات الأوكرانية كانت تباشر بالتقدم من ديبالتسيفو أو من جانب سفيتلودارسك كانت تقع فوراً تحت نار مدفعيتنا من مواقعنا».

وأكد قائد كتيبة المتطوعين «دونباس» سيمون سيمينتشينكو أن مقاتليه أوقفوا تمشيط بلدة لوغفينوفو لأن جزءاً من القوات الأوكرانية انسحب من هناك بينما شنت قوات الدفاع هجوماً مضاداً.وقال إن «الوضع في منطقة لوغفينوفو على طريق أرتيموفسك – ديبالتسيفو متغير دائماً».

هولاند: شروط تسليم «ميسترال» لروسيا لم تتحقق بعد

اعتبر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن شروط تسليم روسيا حاملة المروحيات «ميسترال» لم تتحقق بعد. وقال في مؤتمر صحافي في بروكسيل إن «الشروط، كالسابق، لم تتحقق بعد. آمل أن تنفذ يوماً ما».

بدوره أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن تنفيذ الصفقة بين روسيا وفرنسا مازال متوقفاً بغض النظر عن اللقاء الإيجابي في مينسك.

وكان أعلن مصدر عسكري دبلوماسي، عقب توصل «رباعية النورماندي» إلى اتفاق في مينسك حول تسوية الأزمة الأوكرانية، احتمال اتخاذ باريس في الأيام المقبلة قراراً بتسليم الحاملة «ميسترال» إلى روسيا.

يذكر أنه كان مقرراً أن تتسلم روسيا أولى حاملتي المروحيات من نوع «ميسترال» في أواخر عام 2014 الماضي والثانية عام 2015 الحالي، إلا أن باريس علقت في أيلول الماضي تسليم موسكو حاملتي المروحيات بسبب الوضع في أوكرانيا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى