اتفاق وقف إطلاق النار في أوكرانيا يدخل حيّز التنفيذ

دخل اتفاق وقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا أمس حيز التنفيذ بدءاً من الساعة صفر والذي جرى التوصل إليه بعد مناقشات ماراثونية شاقة أجرتها «رباعية النورماندي» في مينسك.

وأمر الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو قوات الأمن والحرس الوطني بوقف إطلاق النار ابتداء من منتصف الليل بتوقيت كييف، في حين أكد قادة دونباس التزامهم بشكل صارم اتفاق وقف إطلاق النار.

جاء ذلك في وقت أكدت منظمة الأمن والدفاع في أوروبا أمس التزام طرفي النزاع في أوكرانيا الهدنة ووقف النار.

في غضون ذلك، أعلن ممثل العملية الخاصة للقوات الأوكرانية أندريه ليسينكو أن القوات أعدت ساحات لسحب الأسلحة الثقيلة من دونباس، إلا أنها ستبدأ ذلك فوراً بعد أن تبدأ قوات الدفاع الشعبي بسحب أسلحتها.

وأكد ليسينكو «الاستعداد لتنفيذ اتفاقات مينسك»، مشيراً في الوقت نفسه إلى «وجود معطيات لدينا بأن المسلحين الدفاع لا يحضرون بعد ساحات لسحب الأسلحة الثقيلة»، منوهاً إلى مقتل 9 عسكريين أوكرانيين أول من أمس، بينما لم يقتل أحد بعد دخول نظام وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

وأعلن الجانبان استمرار التقيّد بالهدنة بشكل عام فيما زادت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا عدد مراقبيها في الدونباس إلى 350 شخصاً لمراقبة تنفيذ نظام وقف النار، وخصوصاً في مدينتي ديبالتسيفو وماريوبل إضافة إلى مطار دونيتسك.

وفي وقت سابق، أعلن إدوارد باسورين نائب رئيس أركان «جمهورية دونيتسك الشعبية» أن قوات الدفاع الشعبي مضطرة لفتح النار انتقائياً لقمع الأعمال المسلحة للمخربين.

وقال باسورين أمس إن «الكتائب المسلحة لجمهورية دونيتسك تطلق النار انتقائياً لقمع الأعمال المسلحة التي يقوم بها القوميون والمخربون التابعين لكييف، للحفاظ على حياة السكان الآمنين».

ونقلت وكالة «دونيتسك» للأنباء عن باسورين أن القوات الأوكرانية تخرق نظام وقف النار في منطقة مدينة ديبالتسيفو «ولا يزال السكان الآمنون يُقتلون»، من دون أن يشار إلى عددهم أو إلى الإصابات.

من جهة أخرى، أعلنت القوات الأوكرانية أن قوات دونباس خرقت نظام وقف إطلاق النار 10 مرات، منوهة بأنه من المبكر الخروج باستنتاجات. وكانت هيئة الأركان الأوكرانية أعلنت أنه بشكل عام يجرى الحفاظ على الهدوء وليس هناك قصف مدفعي.

جاء ذلك في وقت أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أنه يجرى التقيد بشكل عام بنظام وقف إطلاق النار، على رغم بعض الحوادث. وقال: «يمكن القول بشكل عام إنه يجرى التقيد بالهدنة، على رغم تسجيل بعض الخروقات هنا وهناك لنظام وقف إطلاق النار». واعتبر فابيوس أن التقيد بوقف النار وسحب الأسلحة الثقيلة من خط الفصل سيصبح خطوة كبيرة باتجاه السلام.

على صعيد آخر، لفت فابيوس إلى أن تخفيف العقوبات الأوروبية المفروضة على روسيا يتعلق بتطور الوضع في أوكرانيا، وأضاف: «إذا تحسّن الوضع سيجرى تقليص العقوبات، وإذا لم يجر التقيد بوقف النار ستوسع العقوبات».

وكان الرئيس فلاديمير بوتين قد بحث مع نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أهمية احترام طرفي الصراع وقف إطلاق النار في دونباس شرق أوكرانيا.

وقال بيان صادر عن الكرملين إن القادة ركزوا على أهمية احترام طرفي النزاع في أوكرانيا لجميع بنود اتفاق مينسك المتفق عليه من قبل مجموعة الاتصال لحلّ النزاع الدائر في شرق أوكرانيا سلمياً، كما تم تأكيد إجراء اتصال هاتفي في وقت قريب على أعلى مستوى في إطار «النورماندي».

وكان الرئيس بوتين أكد بعيد التوصل إلى اتفاق مينسك الخميس 12 شباط أن مجموعة الاتصال الخاصة بتسوية الأزمة الأوكرانية وقعت وثيقة تضم مجموعة من الإجراءات الخاصة بتنفيذ اتفاقات مينسك.

وأكد بوتين أن أطراف المفاوضات اتفقت في مينسك على وقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا ابتداء من 15 شباط، وسحب الأسلحة الثقيلة من خط الفصل الحالي بالنسبة إلى القوات الأوكرانية ومن خط الفصل الذي حدد في أيلول الماضي بالنسبة لقوات دونباس.

وفي السياق، اتفق الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الأوكراني بيترو بوروشينكو في مكالمة هاتفية أول من أمس على تنسيق الجهود المستقبلية في حالة التصعيد في دونباس.

وشكر بوروشينكو الرئيس أوباما على «دعمه الشخصي لأوكرانيا وموقفه الصلب في بيان صدر عن مجموعة الدول السبع الكبار»، بحسب ما جاء في بيان صادر عن مكتب الرئاسة الأوكرانية.

وذكر البيان أن الرئيسين أشارا إلى أهمية مراقبة وقف إطلاق النار من قبل منظمة الأمن والتعاون الأوروبي، كما بحثا الأوضاع في دونباس وعبرا عن قلقهما من الأوضاع المتعلقة بمدينة ديبالتسيفو شرق أوكرانيا.

وأعلن بوروشينكو في وقت سابق أن كييف ستقوم ببناء منهجي للحدود الدولية في منطقة الصراع شرق أوكرانيا وتطوير أمن الحدود لتكون قادرة على توفير مقاومة فعالة للأخطار الحديثة، إضافة إلى أنه ينوي فرض الأحكام العرفية في حال لم يتحقق وقف إطلاق النار.

وبحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره الأميركي جون كيري سبل حل الأزمة الأوكرانية وضرورة التزام طرفي النزاع في أوكرانيا وقف إطلاق النار.

وشدد لافروف في اتصال هاتفي مع كيري، على أن اتفاق مينسك الذي أبرمه قادة دول «النورماندي» أقر رفع حظر كييف المالي والاقتصادي عن شرق أوكرانيا والعفو عن المطلوبين وإجراء إصلاحات دستورية حتى نهاية العام واعتماد تشريعات بشأن الوضع الخاص في دونباس.

إلى ذلك، أعلن أوليغ فورونوف، نائب مدير المركز القومي للتحكم في الأزمات توجه قافلة مساعدات إنسانية روسية إلى دونباس في شرق أوكرانيا.

وقال فورونوف أمس إن القافلة قسمت إلى قسمين، كما جرت العادة، أحدهما يذهب إلى دونيتسك، والآخر إلى لوغانسك، مضيفاً أن «السيارات تخضع للفحص الجمركي في المعبرين الحدوديين «ماتفييف كورغان» و«دونيتسك».

وبعد انتهاء الفحص الجمركي تتجه أكثر من 90 شاحنة تحمل 900 طن إلى دونيتسك، و80 شاحنة بالحمولة نفسها إلى لوغانسك.

وتحمل القافلتان إلى المقاطعتين مواد غذائية وطبية ومعدات بناء وغيرها من المواد الأولية الضرورية للسكان، فضلاً عن كتب مخصصة لطلاب جامعة دونيتسك الوطنية.

وتخضع الشاحنات لتفتيش انتقائي من قبل موظفي جمارك أوكرانيين تحت رقابة ممثلي بعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، حيث لم تسجل أية ملاحظة بعد.

وهذه هي القافلة الـ14 منذ آب العام الماضي ترسلها روسيا لسكان دونيتسك ولوغانسك، حيث وصل الوزن الإجمالي للبضائع الإنسانية المرسلة إلى شرق أوكرانيا إلى 18 ألف طن.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى