بانتظار التسويات الكبرى…
إيلي الفرزلي
ما حصل في جلسة انتخاب رئيس للجمهورية أول من أمس هو انعكاس للانقسام القائم في البلد، ولعلّ أهمية هذه الجلسة أنّ تيار المستقبل قام بتبادل المنافع بينه وبين سمير جعجع، وأعطاه أكثر مما يتوجب عليه، وأخرجه من دائرة الاتهام إلى دائرة نادي مرشحي الرئاسة.
فريق الثامن من آذار وتكتل التغيير والإصلاح أعلنا بصراحة ميلهما إلى انتخاب رئيس، وتأمين الحضور، والتأكيد أن لا مرشحاً لهم بديلاً عن العماد ميشال عون، وأنّ هذه الجلسة هي إلزامية للانتقال إلى انتخاب رئيس، ويبدو أنّ البحث الجدي لانتخاب رئيس قد بدأ الآن.
هنا يطرح السؤال التالي: ما هي الرسائل التي أراد فريق الثامن من آذار إيصالها من وراء اقتراعه بالورقة البيضاء؟
الورقة البيضاء كانت ضرورية، وهي الخيار الصحيح للأسباب التالية:
أولاً: أرادت قوى 8 آذار أن تثبت أن لا رغبة لديها بالمقاطعة أو عدم الحضور وإفقاد النصاب.
ثانياً: إظهار تمسكها بانتخابات رئيس جمهورية، وإثبات أن لا مرشح لديها إلا العماد ميشال عون.
ثالثا: إعلان رفضها لترشح سمير جعجع.
رابعاً: التأكيد على حقيقة أنها لا تريد أنّ ترشح لدافع شخصي، أو بدافع تكتيكي، لأنها لا تريد هي أن تتحوّل إلى لاعب تكتيكي على الساحة النيابية.
ماذا سيحصل في جلسة الأربعاء؟ هل سنشهد انتخاب رئيس جديد للجمهورية أم أن الساعة الإقليمية الدولية لم تدقّ بعد؟
يبدو أنّ تأجيل الجلسة هو الاحتمال الأكبر في ظلّ انتظار التسويات الإقليمية الكبرى ونضوج الظروف المناسبة.
النائب السابق لرئيس مجلس النواب اللبناني