حنون لـ«العالم»: الهجوم على عين الأسد محاولة للتغطية على هزائم «داعش» المتكررة
علق الخبير الأمني والاستراتيجي جاسم حنون على الأحداث التي تحصل في منطقة دجلة – البغدادي، معتبراً أنه «ومنذ فترة طويلة توجد محاولات لاقتحام قاعدة عين الاسد وكذلك الاستيلاء على ترسانة السلاح الموجودة فيها التي جاءت بها القوات الاميركية من أجل تدريب أبناء تلك المنطقة، خصوصاً عندما وجد بعض الفارين من معارك صلاح الدين فيها ملاذاً آمناً».
وأضاف حنون: «الهجوم الذي قاده انتحاريون مستقلين اثنتي عشرة عجلة على قاعدة عين الأسد تم اجهاضه بسرعة كبيرة من قبل القوات العسكرية العراقية»، معتبراً انها «محاولة يائسة للتغطية على الهزائم التي مني بها تنظيم داعش على جبهات عدة بخاصة صلاح الدين التي تعتبر محطة رئيسية في حسم المعركة التي يتم التحضير لها للموصل».
وأكد ان «النجاح العسكري في هذا الهجوم كان بيد عراقية بحتة، وكانت تلك المناطق صعبة جداً لأي قوات عسكرية ان لم تكن هناك حالة تضامنية من اهالي المناطق، مشيراً الى ان هناك ثلاثة معسكرات لتدريب ابناء تلك المناطق لكنها لا تنسجم مع حجم اجرام داعش ولم يتم انجاز هذه التدريبات إلا بنسبة 30 في المئة».
وأشار حنون الى ان «ذلك يطرح الكثير من التساؤلات حول ضرورة وجود 2700 مستشار مع حماياتهم وسرب من طائرات الاباتشي، ما يعد غير منسجم مع عدد الأربعة آلاف مقاتل البسيط في تلك المناطق وهو ما لم يتم انجازه ايضاً بنسبة كبيرة».
واعتبر الخبير الامني والاستراتيجي ان «ادارة الصراع في تلك المناطق مهم جداً لهؤلاء المستشارين اكثر من اهتمامهم بتدريب القوات العسكرية المدنية وإلحاقهم بالقوات العكسرية، منوهاً بأن الشارع الانباري منشطر تماماً ولا توجد هناك قيادات سنّية حتى اللحظة ولم نشهد توحداً في الرأي الانباري، بخاصة عندما ذهب اعضاء مجلس محافظة الانبار وبعض الزعامات العشائرية الى الولايات المتحدة وفاوضوا وكأنهم وفد مبعوث من الدولة».
وأوضح حنون «انهم فاوضوا بتسليمهم قاعدة الاسد والحبانية واستقبالهم المقاتلين الاجانب وهذه القضية أحرجت الاميركيين، حيث لا تدري مع من تتعامل، هل مع القوى السياسية الموجودة في البرلمان ام مع زعامات العشائر ام الشيوخ وأئمة الجوامع ام مع المجلس العسكري الذي جلب لهم الويلات والدمار وجلب داعش من الصحراء ولا تريد ان تكرر السيناريو مرة اخرى».
وقال حنون: «اليوم تنظيمات كثيرة في تلك المناطق تعمل بمفردها، يعني ان المجلس العسكري ينتمي الى داعش لكنه يخطط سياسياً لتلك المناطق، حتى الوفد الذي ذهب الى الولايات المتحدة لم يكن منسجماً مع الرأي في البرلمان ولا القوى السياسية».