تقرير إخباري عمليات تكتيكية للجيش السوري تحمل نتائج استراتيجية
نور جبور
العملية العسكرية التي أطلقها الجيش السوري في الجبهة الجنوبية لها أبعادٌ استراتيجيةٌ مهمة. يحاول الجيش استعادة التلال الاستراتيجية في المنطقة والتي سيطرت عليها «النصرة» والمجموعات التكفيرية الأخرى بتغطية مباشرة من «إسرائيل».
وفي التفاصيل، وسع الجيش السوري عملياته العسكرية في كل من ريف دمشق درعا والقنيطرة باستهدافه تجمعات المسلحين في قرية المشيرفة بريف القنيطرة. وفي ريف درعا تصاعدت العمليات العسكرية واستمرت على محاور بلدات كفر شمس وكفر ناسج والهبارية والتلال المحيطة بها. إذ استطاع الجيش السوري تدمير أهداف للمسلحين في الشيخ مسكين وتوسعت الأهداف لتشمل التلال الواقعة شمال بلدة زمرين وطفس وداعل.
ولم تتوقف وحدات الإسناد الناري التابعة للجيش السوري عن استهداف المجموعات المسلحة في المعركة الواسعة التي انطلقت في ريف القنيطرة ودرعا والغوطة الغربية بريف دمشق الجنوبي، إذ دمر الجيش آليات عدة للمسلحين وقضى على عدد منهم في نقطة رسم حلبي ونقطة رسم خميس بريف القنيطرة، كما استهدف الجيش تجمعات المسلحين الموجودة في دوار العلم، دوار نبع الصخر، وقرية المشيرفة بريف القنيطرة.
وقال المحلل السياسي شادي أحمد: «إن ما بنته «إسرائيل» في 3 سنوات تهدم في 3 أيام عندما قام الجيش السوري بالمبادرة إلى استعادة المناطق التي احتلها المسلحون، الأهمية الاستراتيجية لهذه الاستعادة تكمن في أن الحزام الأمني الكبير الذي كان المسلحون يحاولون إنشاءه قد أصيب بإصابات متفرقة وفق سياسة القضم، وبالتالي انتهى مشروع القوس العسكري الأمني الذي كان يمكن أن يهدد المنطقة الجنوبية أو يشكل ساتراً ما بين العدو الصهيوني والجيش السوري».
ومن جهة أخرى، تحدث الخبير العسكري تركي حسن وقال: «إن هذه العمليات التكتيكية أعطت النتائج الاستراتيجية، هي عمليات تكتيكية صغيرة ولكنها أعطت نتائج استراتيجية، وعندما يتقدم الجيش، وأعتقد أنه سيتقدم، لابد أن يصل إلى تل الحارة وهو التل الأساس، نكون قد حققنا بعملية تكتيكية ثانية أشبه ما يكون بعملية القصير، ويعتبر هذا تحولا في مسار الحرب في هذه اللحظة».
إذاً يضع الجيش السوري جبهة الجنوب في سلم أولوياته، لما لها من أبعاد استراتيجية. أولها، قطع طرق إمداد المسلحين الذين يتحركون بأوامر مباشرة تصدرها غرفة عمليات عمان التي تديرها المخابرات الفرنسية البريطانية والسعودية و«الإسرائيلية». ثانيها، إنهاك «جبهة النصرة» وشلها في درعا والقنيطرة. أما ثالثها فالتضييق على التعاون الوثيق بين المسلحين والجيش «الإسرائيلي» واستخباراته العسكرية، وحيث تكتسب الإنجازات العسكرية التي يحققها الجيش في تلك المناطق، وبحسب مصادر عسكرية، أهمية كونها تعزز توسيع دائرة الأمان في محاور دمشق درعا والقنيطرة.
وفي المحصلة، باتت خسارة المسلحين وتكبدهم خسائر فادحة في صفوف مقاتليهم الذين يقاتلون الجيش السوري قد أسفر عن تقهقرهم، والانهيارات في صفوف المسلحين مرشحة للارتفاع في ظل تقدم الجيش السوري، خصوصاً أن ما يجري في محاور جوبر التي بدأ المسلحون فيها يخسرون مواقعهم شيئاً فشيئاً ويتقهقرون تحت ضربات الجيش.