نصر الله لمن يدعو حزب الله للانسحاب من سورية: تعالوا لنذهب سويةً إليها

تجاهل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خطابه أمس بذكرى الشهداء القادة الخطاب الهجومي لرئيس تيار المستقبل سعد الحريري يوم السبت الماضي في البيال في ذكرى اغتيال والده. حدد السيد نصر الله معالم المرحلة المقبلة. وركز في خطابه على تهديد التيار التكفيري ليس لبعض الأنظمة بل لكل البلاد وكل الشعوب، داعياً الدول الخليجية إلى مقاربة ملفات المنطقة بطريقة أخرى لأن التهديد يطاول الجميع، وشعوب المنطقة إلى أن تبادر كما بادرنا في سورية والعراق والا تنتظر استراتيجيات دولية». وتوجه السيد نصر الله لمن يدعو حزب الله للانسحاب من سورية بالقول: «أدعوكم لنذهب سوية إلى سورية وتعالوا لنذهب إلى العراق وتعالوا لنذهب إلى أي مكان نواجه فيه هذا التهديد الذي يتهدد أمتنا». كما أعرب عن تأييده الدعوة إلى وضع استراتيجية وطنية لمكافحة الإرهاب، والتنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري لمواجهته. وتوجه إلى العدو «الإسرائيلي» بالقول: «دم الشهيد عماد مغنية سيبقى يلاحقه ويطارده».

أعرب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن تأييده الدعوة إلى وضع استراتيجية وطنية لمكافحة الإرهاب، وطالب الدولة والشعب بحزم أمرهما في شأن مواجهة «داعش» الموجود والممتد من ليبيا إلى جرود عرسال.

ولفت السيد نصر الله في كلمة له عبر شاشة في احتفال نظمه حزب الله إحياءً لذكرى الشهداء القادة الشيخ راغب حرب، السيد عباس الموسوي والحاج عماد مغنية في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت، إلى أنه «اليوم على السلسلة الشرقية في الجهة المقابلة هناك «تنظيم داعش» و«جبهة النصرة»، وعندما يذوب الثلج هناك استحقاق وعلى الدولة أن تحزم أمرها كيف ستتعامل مع هذا الخطر الموجود على التلال والجبال، هذا الأمر يحتاج إلى قرار ويجب أن نجدد التحية لضباط الجيش اللبناني والقوى الأمنية ورجال المقاومة. ودعا السيد نصر الله إلى التنسيق بين الجيش اللبناني والجيش السوري لمواجهة الارهابيين في الجرود، وإلى التنسيق بين الحكومتين اللبنانية والسورية في ملف النازحين السوريين وفي الملف الأمني.

وأشار السيد نصر الله إلى أنه «ومنذ عقود من الزمن إلى اليوم هناك منطقان في لبنان منطق يقول إننا نريد لبنان بمعزل عن أحداث المنطقة والنأي بالنفس عن كل ما يجري في المنطقة، هذا كلام جميل، لكن هذا غير واقعي لا يمكن أن نقول أن لبنان لا يتأثر بما يحصل في المنطقة، لا يمكن، لأن نقول أننا لا نريد أن نتأثر بانعكاسات أحداث المنطقة. بالعكس اليوم لبنان متأثر بما يجري في المنطقة أكثر من أي وقت مضى. مصير سورية ولبنان والعراق والاردن وغيرها من البلدان يصنع في المنطقة. فالذي يغيب عن مصير المنطقة يقول للآخرين اصنعوا مصيرنا نحن لا نستطيع أن نفعل شيئاً. مصير العالم اليوم يصنع في المنطقة، هناك مصير شعبنا وبلدنا وكراماتنا ومستقبل أجيالنا».

هدف «داعش» مكة وليس بيت المقدس

وأضاف السيد نصر الله أنه «في السابق قلنا ان تهديد التيار التكفيري ليس تهديداً لبعض الأنظمة، بل لكل البلاد وكل الشعوب، بل هذا تهديد للإسلام كدين ورسالة. كل الوقائع التي حصلت تؤكد هذا الفهم. اليوم كل العالم سلّم أن هذا التيار التكفيري «داعش» يشكل تهديداً للعالم والمنطقة، فقط «إسرائيل» لا تعتبره خطراً وتهديداً».

وأضاف السيد نصر الله: «سمعت اليوم أن أبو بكر البغدادي عيّن أميراً لمكة، إذاً هدف داعش هو مكة وليس بيت المقدس. فتشوا عن الموساد «الاسرائيلي» والاستخبارات الأميركية والبريطانية في أهداف داعش».

وتابع: «أمام هذا الواقع الذي ليس فيه تضخيم، ندعو شعوب وحكومات المنطقة إلى العمل سوية لمواجهة هذا الخطر الإرهابي وجميعنا قادرون على الحاق الضرر به ومن يقف وراءه. أي سلوك يبادر إليه إنسان مسلم يدعي الاسلام إذا كان يتناقض مع الفكرة الانسانية لا يمكن أن يكون أبداً مسلماً».

وشدد السيد نصر الله على أنه «يجب اعتبار المواجهة الفكرية والسياسية والميدانية ضد الارهاب دفاعاً عن الاسلام. وأنا أقول لكم إننا نعتبر أنفسنا ندافع عن الاسلام بكامله. كل المسلمين مدعوون إلى ان يدافعوا عن دينهم. أبشع تشويه في تاريخ البشرية هو ما يفعله داعش».

وتابع السيد نصر الله أنه يجب أن يقول العالم الذي يشعر بهذا التهديد للدول الاقليمية التي ما زالت تدعم «داعش» أن اللعبة انتهت. ويجب أن لا نخدع أنفسنا في التفريق بين «داعش» و«النصرة» فهما جوهر واحد وفكر واحد وثقافة واحدة والمحصلة هي محصلة واحدة.

فالأردن مثلاً لا يستطيع أن يواجه «داعش» في العراق ويدعم «النصرة» في سورية.

وتابع «على الدول الخليجية مقاربة ملفات المنطقة بطريقة أخرى لأن التهديد يطاول الجميع، ويجب على حكومات المنطقة أن تعمل على تجميد الصراعات القائمة في المنطقة. الثورة في اليمن هي التي تقف في وجه تنظيم القاعدة الذي يخطط للسيطرة على سورية وصولاً إلى السعودية».

وحول الأوضاع في سورية، اعتبر السيد نصر الله أنه يجب فتح باب الحل السياسي في سورية والنظام جاهز لأن يدخل في تسوية مع المعارضة المعتدلة وليس الإرهابية.

ورأى «أن على شعوب المنطقة ألا تنتظر استراتيجيات دولية، ويجب أن نبادر كما بادرنا بالفعل في سورية والعراق، يجب أن نبادر لمواجهة هذا التيار وعدم السماح له بالتمديد. أميركا تستنزفنا وتؤسس من خلال «داعش» لأحقاد وعداوات لن تنتهي قريباً وتدمر المنطقة لمصلحة هيمنتها وقوة اسرائيل».

وتابع السيد نصر الله «أن من يراهن على الأميركيين يراهن على سراب وعلى من يتآمر عليه. يجب أن لا ننتظر أي استراتيجية دولية يجب أن نبادر كما فعلت المقاومة اللبنانية والاسلامية ولم تنتظر أي استراتيجية وانتصرت».

وتوجه السيد نصر الله لمن يدعو حزب الله للانسحاب من سورية بالقول: «أدعوكم لنذهب سوية إلى سورية وتعالوا لنذهب إلى العراق وتعالوا لنذهب إلى أي مكان نواجه فيه هذا التهديد الذي يتهدد أمتنا».

ودان الأمين العام لحزب الله «الجريمة البشعة والوحشية التي ارتكبها تنظيم داعش التكفيري في ليبيا بحق العمال المصريين المظلومين التي لا يمكن أن يطيقها عقل أو قلب أو ضمير أو دين أو أخلاق أو انسانية وتقدم من عائلاتهم والشعب المصري والحكومة المصرية والكنيسة القبطية بالعزاء لهذه المصيبة».

وحول مواقف حزب الله الأخيرة من الحكومة البحرينية، قال الأمين العام لحزب الله «إن من ينتقد موقفنا ويعتبر أنه يسيء إلى علاقات لبنان مع دولة شقيقة، عليه عدم التدخل في سياسة بلد آخر لا سيما سورية. موقفنا من البحرين يجب أن يشكره كل حريص على بلد عربي ولا يحق لمن يتدخل في سورية عسكرياً وسياسياً أن ينتقد موقفنا السلمي في شأن الحراك في البحرين».

البديل عن الحكومة الفراغ

وفي الموضوع الداخلي، دعا الأمين العام لحزب الله إلى معاودة الجهد الداخلي الوطني لحل مسألة الرئاسة وعدم انتظار المتغيرات في المنطقة، والخارج، لأن المنطقة متجهة إلى مزيد من المواجهات والأزمات. لنعاود الجهد الداخلي لإنهاء هذه المسألة».

وفي الموضوع الحكومي شدد السيد نصر الله على «أن حزب الله مع دعم الحكومة ومواصلة عملها لأن البديل عنها هو الفراغ ولا أعتقد أن أحداً يناسبه هذا البديل»، ورأى «أن موضوع آلية اتخاذ القرار سنتعاطى بإيجابية معه وندعو جميع الفرقاء للتعامل معه بإيجابية أيضاً».

مواصلة الحوار مع «المستقبل»

وشجّع أي حوار بين أي مكونات سياسية لبنانية «لأن ذلك أفضل السبل المتاحة أمامنا»، مؤكداً «مواصلة الحوار مع تيار المستقبل الذي أنتج بعض الأمور الإيجابية التي كانت ضمن توقعاتنا ونأمل بأن نتوصل إلى نهاية إيجابية».

وتقدم السيد نصر الله من عائلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومحبيه وتياره وانصاره بمشاعر المواساة بسبب هذه الحادثة الأليمة التي هوت بلبنان وكذلك عوائل جميع الشهداء الرجال والنساء الذين قضوا في تلك الحادثة المؤلمة والخطيرة جداً، وأعلن عن تأييده لوضع إستراتيجية وطنية لمكافحة الإرهاب.

وفي شأن العلاقة مع التيار الوطني الحر، دعا السيد نصر الله إلى تعميق العلاقة بين الحزب الله و«التيار» وعقد تفاهمات مشابهة على مستوى الوطن، مشيراً إلى أن «أهمية هذا التفاهم مع التيار تتكشف تباعاً».

وفي موضوع الخطة الأمنية في البقاع، دعا السيد نصر الله إلى «تواصلها وتفعيلها، فمنطقة البقاع عانت من اللصوص والمجرمين ومن الذين يخطفون الناس ونأمل بأن تكون هذه المرحلة قد انتهت. ونحن نجدد تأييدنا لهذه الخطة الأمنية ويجب جميعاً أن ندعم ونساند ونقف وراء الجيش والقوى الأمينة»، وأضاف: «أنه إلى جانب الخطة الأمنية في البقاع نحن نحتاج إلى أمرين: الخطة الإنمائية للبقاع إلى جانب الخطة الأمنية خصوصاً بعلبك الهرمل وعكار أيضاً، الأمر الثاني حل مشكلة عشرات الآلاف من المطلوبين باستنابات قضائية تافهة ولأسباب بسيطة جداً».

وحول ذكرى القادة الشهداء، قال السيد نصر الله «في كل سنة في مثل هذا الوقت نحيي ذكرى قادتنا الشهداء السيد عباس الموسوي وزوجته السيدة أم ياسر وطفلهما الصغير حسين، الشيخ راغب حرب والقائد عماد مغنية، هؤلاء الشهداء هم عنوان ثباتنا»، وأضاف: «نحيي هذه الذكرى من أجلنا نحن ومن أجل أجيالنا وليس من أجلهم فقط ونحيي هذه الذكرى لتثبيت الذكرى في عقولنا ووجداننا ووجدان أجيالنا وأطفالنا».

وأشار السيد نصر الله الى انه «نحيي الذكرى للاطلاع على التاريخ منذ انطلاق المقاومة ومنذ انتصار الثورة الاسلامية الايرانية وبدء تطور المقاومة والانجازات التي بدأت تسجلها»، وتابع: «هذه الحقبة من التاريخ تمثل مدرسة للانسانية وكان قادتنا الشهداء هم من أبرز عناوينها وهم الشهود الشهداء عليها»، وأوضح: «نحن نحتاج إلى أن نعود الى هؤلاء القادة لنتعلم الزهد منهم عندما تقدم الدنيا علينا، ونتعلم منهم الشجاعة والحكمة عندما تواجهنا الصعاب والفتن وأن نأخذ منهم الهمة العالية عندما يتعب البعض، والإقدام عندما نقصر ونتعلم منهم ان نثق بالله وبمجاهدينا نأخذ منهم الأمل والبصيرة».

وقال السيد نصر الله: «قادتنا في ثمانينات القرن الماضي لم يتحدثوا فقط أن إسرائيل فقط ستخرج من أرضنا بل كانوا يؤكدون أن «إسرائيل» ستزول وتنتهي»، وأضاف: «عندما نرجع إلى هؤلاء القادة لأنهم مدرسة فكرية كاملة يجب التعريف بها والتعلم منها»، وذكّر أنه «من على هذا المنبر وقف الشهيد جهاد عماد مغنية ليعلن خياره وموقفه وطريقه واختار الجهاد لأنه يحمل في جنباته روحية الحاج عماد فاختار الذهاب الى القنيطرة والساحات المقاومة ومن ثم الشهادة»، وشدد على «أن دم الحاج عماد مغنية سيبقى يلاحق العدو «الاسرائيلي» ويطارده».

واعتبر: «أن دماء الشهيد جهاد مغنية وإخوانه أحيت بقوة ذكرى شهادة الحاج عماد مغنية وأعادت هذا القائد الفز والتاريخي إلى صدارة الأحداث من جديد وأكدت أن فكره ما زال الاعلى».

وجدد السيد نصر الله «شكر أهلنا في الضاحية وبيروت وكل المناطق الذين التزموا بالرجاء بعدم إطلاق الرصاص ويجب أن نتعاون لكي ننتهي من هذه الظاهرة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى