مجدلبعنا تشيّع فقيدها البروفسور رجا فياض وكلمات أشادت بتميّزه وإنجازاته الطبّية

شيّعت بلدة مجدلبعنا أمس، في مأتم مهيب، البروفسور رجا أنيس فياض، الذي قُتل قبل أيام في الولايات المتحدة الأميركية. وأقيم المأتم في قاعة «جمعية الرابطة الأخوية» في البلدة، وشارك فيه الشيخ أبو عزام أمين يحيى ممثلاً شيخ عقل طائفة الموحّدين الدروز الشيخ نعيم حسن، رئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي الوزير الأسبق محمود عبد الخالق على رأس وفد من الحزب، الدكتور سلام الأعور ممثلاً نقيب أطباء لبنان البروفسور أنطوان بستاني، رئيس اتحاد بلديات الجرد الأعلى ـ بحمدون يوسف شيّا، رئيس بلدية مجدلبعنا محمد عبد الخالق، قضاة المذهب الدرزي. كما حضر رؤساء بلديات ومختارو المنطقة وفاعليات روحية وحزبية واجتماعية، ووفود شعبية من كافة قرى الجبل وبلداته.

ثمّ أقيم حفل خطابي تحدّث فيه معرّفاً بلال عبد الخالق، وألقى رئيس الرابطة الأخوية جعفر عبد الخالق كلمة قال فيها: «نقف اليوم إجلالاً وخشوعاً أمام رهبة الموت الحقّ، لزميل كريم وكبير أمضى ربيع حياته في تحصيل العلم والمعرفة، فترك أهله وأقاربه كما كثيرين من أبناء وطننا، قاصداً أميركا ليكتسب العلوم، متميّزاً بالمثابرة والشغف والنجاح لحين التخرّج في اختصاص الطب، فانطلق باحثاً ومستكشفاً ومعطاء في الأمراض السرطانية، ومديراً مركز الابحاث في جامعته. وبجهده الذي لا ينضب، ارتقى إلى بروفسور، إذ بدأ يتسلق بثبات سلّم العلم وبراءات الاختراع فعاد إلينا في كفن».

الأعور

ثم ألقى الأعور كلمة البستاني فذكر أنّ الفقيد درس الطب في جامعة حلب حيث تميّز، ثم غادر إلى أميركا حيث تخصّص في الجهاز الهضمي فتميّز وأجرى أبحاثاً علمية قيّمة تساهم في شفاء المرضى المصابين بالأمراض الخبيثة، لعلّ آخرها البحث القيّم عن الأورام الخبيثة في القولون.

وأضاف: «كم ساهمت بكل أسف أوضاع هذا البلد في خسارتنا عقولاً نيّرة متميّزة اضطرت للمغادرة في سبيل التطوّر والتحصيل العلمي».

هادي فياض

وألقى الشاعر فيصل الصايغ قصيدة رثاء، تلاه هادي فياض الذي قدّم نبذة عن حياة الفقيد، إذ وُلد في الكويت في 17 كانون الأول عام 1969، وتلقى تعليمه في مدارسها لينال شهادته الثانوية العامة عام 1987 بتقدير ممتاز، ثم التحق بكلّية الطبّ البشري في جامعة حلب، ونال شهادة البكالوريوس ثمّ الماجستير ليعود بعدئذٍ إلى لبنان ليعمل في اختصاصه في مستشفى عين وزين. غادر بعد ذلك إلى الولايات المتحدة الأميركية ليتابع اختصاصه في الطبّ الباطني وتدريس الطبّ في أرقى جامعات شيكاغو، وليتابع أبحاثه في مجال الطبّ الباطنيّ والتشريح وسرطان القولون».

كلمة العائلة

وألقى كلمة العائلة محافظ الجنوب الأسبق حليم فياض فقال: «عالِم من لبنان، هكذا نعته كُبريات الصحف ومحطات التلفزة في لبنان والعالم. عالِم بكاه الآلاف من طلّابه وزملائه، وأضاؤوا الشموع حزناً عليه، وتحدثوا عن صفاته المشعّة بالمحبة والتواضع والعطاء».

وأضاف: «في عمله المتواصل على مدى عقدين من الزمن، بعدما أتيحت له كلّ وسائل البحث العلمي في الجامعات والمستشفيات الأميركية، حقّق الإنجازات الباهرة التي أوصلته إلى رئاسة أحد أهمّ مراكز الأبحاث السرطانية. إنها كارثة أن تحرَم الإنسانية من مجاهد يعمل على تطوّرها ورقيّها وتقدّمها. وإنها كارثة أن تمتدّ يد الغدر فتخطف عزيزاً في أوج عطائه، وفي غربة كلٌّ يمنّي النفس بالعودة منها إلى ربوع الوطن والأهل والأحباء».

بعد ذلك أقيمت الصلاة عن روح الفقيد ليوارى جثمانه في مدافن البلدة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى