لاحقوا «الأرملة السوداء» فهي أم الإرهاب الحقيقي!
نصار إبراهيم
«من يدفع للعازف يحدّد اللحن» قول مأثور
المجد لشهداء مصر والأمة!
يبدو أنّ البعض يصرّ على البحث عن أسباب الويلات والمجازر والقتل الذي تتعرّض له الشعوب العربية منذ كارثة «الربيع العربي» وما قبله في الوعي وفي الكتب… مع أنّ بديهيات التاريخ والمجتمع والاقتصاد والسياسة تقول لنا إنّ ظهور هذا الفطر السام والقاتل أسبابه ليست في ذاته بل في الواقع الذي أنتجه… أيّ في العلاقات الاجتماعية والطبقية التي تقوم على تأبيد القهر والاستغلال والتخلف… وكلّ هذا يفرخ ثقافة ووعياً إجرامياً… وعليه فإنّ مواجهة هذا الإرهاب هي في العمل من أجل تغيير الواقع الاجتماعي السياسي الذي ينتجه… تلك هي قوانين التاريخ والمجتمع والاقتصاد… وغير ذلك سيذهب الفعل في اتجاه خاطئ، وكأنّ هذا الإرهاب الإجرامي يمكن مواجهته بالدعوات والأمنيات والعظات… اذهبوا لجذر الإرهاب للقوى الاجتماعية والدولية التي تغذي علاقات الهيمنة والسيطرة لكي تواصل الاستعباد والقهر… وعليه فإنّ المطلوب هو مواجهة تلك القوى التي تحتضن الإرهاب لتجعل منه أداة قهر وإرهاب وسيطرة… هنا جوهر المشكلة وليست في اللغة أو الخطاب… إنه يكمن في المشروع الذي يتوسّل الإرهاب طريقاً للسيطرة سواء كان إرهاب دولة أم إرهاب مجموعات توظفها الدولة أو أيّ تنظيم يسعى إلى السلطة… وغير ذلك هي مثالية ساذجة… وهنا فقط سؤال لمن نسي أو يتناسى: من الذي جاء بـ«داعش» إلى ليبيا… ومن الذي خلق تنظيم «القاعدة» ومن يحشد الإرهاب ويدعمه في سورية والعراق ومصر واليمن… ومن الذي يدعم الإرهاب «الإسرائيلي» في فلسطين… ومن الدول التي تحتضن الماكنة الأيديولوجية السلفية في العالم العربي… ومن الذي يموّل ويفتح الحدود ويتاجر مع «داعش» وفاحش وغيرهما… من الذي يحتضن «جبهة النصرة» ولأيّ سبب؟ إنهم ذاتهم الذين يتباكون على الشهداء المصريين… أولئك هم القتلة الحقيقيون… هناك فصل الخطاب في المواجهة… وليس الركض الغريزي وراء العواطف ووراء القاتل المأجور… فما دامت الأمّ المولدة للإرهاب موجودة فستواصل قذف ما في رحمها من موت وقتل ودمار في وجوهنا… إنها «الأرملة السوداء» هي أمّ الإرهاب الحقيقي…
صفحة الكاتب:
https://www.facebook.com/pages/Nassar-Ibrahim/267544203407374