سعد لـ«أو تي في»: خطاب الحريري استفزازي لبعض مكونات الوطن
رأى عضو اللجنة السياسية في تيار المرده المحامي شادي سعد ان «ما حدث للأقباط في مصر هو استمرار لحلقة بدأت في المنطقة منذ بضعة اعوام، هذه الحركة لا تستهدف المسيحيين فقط بل تستهدف جميع ابناء المنطقة ونحن نستغرب ادانة البعض لبعض الجرائم بمعزل عن الاخرى بينما نحن نعتبر ان كل هذه الجرائم بشعة وعلينا ادانتها».
وأضاف سعد: «ما يستدعي الانتباه اليوم هو عدم حصر الهجمة التكفيرية بأنها تستهدف المسيحيين، هذا خطأ كبير، فنحن نرى ان الكل مستهدف لكن الفرق أن الموجة اذا ضربت الاكثريات فهي تهتز اما اذا ضربت الأقليات فهي تقتلعها، من هنا علينا كأقليات في هذه المنطقة ان نتشبث بهويتنا المشرقية العروبية أكثر فأكثر حتى نستطيع الصمود بوجه هذه الجماعات، وما يرسم للمنطقة ليس لمصلحة الشعوب العربية وعلى الشعب العربي ان يدرك ان ما وعد به إبان الربيع العربي تبخر وبات العيش بوجود الانظمة القديمة أفضل بكثير من العيش بظل حكم التكفيريين».
واعتبر سعد ان «التطرف فكر وهو يتطور وينتقل بسرعة مذهلة لذلك على الغرب ان يدرك انه ليس بمنأى عن هذا الفكر وان يدرك بأن وجود التطرف بمناطق بعيدة عنه ليس لمصلحته».
كما نوّه سعد بمواقف الأزهر كمرجع اسلامي كبير في المنطقة مشيراً الى ان «الخطاب العقلاني يساهم بحماية نسيج وتركيبة المنطقة المتنوعة».
وأشار سعد إلى «وجود هوة بين خطاب المستقبل اليوم وخطابه منذ ثلاث او اربع سنوات، فممارسات المستقبل المذهبية والتحريضية لا يمكن محوها بخطاب، وعلى المستقبل ان ينقل خطابه الحالي من مستوى القيادة الى مستوى جمهوره، لأننا لا نلمس اي تلقف من شارع المستقبل لخطاب سعد الحريري المعتدل، فالحريري والمستقبل لم يعد بامكانهما ضبط ومسك الشارع بسهولة مع تأكيدنا ودعمنا لكل التواصل وجهود التهدئة بين اللبنانيين».
وأكد سعد ان «وجود حزب الله في سورية يساهم في حماية الاقليات في المنطقة ويحافظ على تركيبتها وعلى وحدة البلد، من هنا على كل من ينادي بضرورة مكافحة التكفيريين ان يدعم حزب الله وان يكون بجانبه لأنه من غير المنطق ان تحارب من يحارب عدوك».
وتمنى سعد لو لم يكن خطاب الحريري استفزازياً لبعض مكونات الوطن، مؤكداً انه «لا يجوز الاستهزاء بذاكرة اللبنانيين بهذا الشكل».
وأشار سعد الى ان «الحوار مهم وأساسي للوصول الى حل وانتخاب رئيس جمهورية جامع يمثل الشارع المسيحي في شكلٍ واسع لئلا نقع في تخطي صلاحيات رئيس الجمهورية، واذا الحوار اليوم لم ينتج شيئاً ربما في الفترة القادمة قد يكون ايجابياً للتوافق على رئيس».
وتابع: «نحن اليوم في حالة استثنائية في ظل غياب رئيس للجمهورية وتتم معالجة الامور بصورة استثنائية والحكومة تمارس مهماتها كحكومة وكرئيس جمهورية وهذا ما نصت عليه المادة 62 من الدستور، ونحن اليوم منفتحون على اي صيغة في الشأن الحكومي لكن بشرط ان تحافظ على الميثاقية وتجمع بين توافق اللبنانيين ووضع حد لبعض الوزراء الذين يسعون الى تعطيل المجلس».
وأضاف: «اي تعديل لآلية الحكومة يجب اولاً ان لا يشكل عرفاً، وثانياً ان لا يؤدي الى الاستسهال بموضوع رئاسة الجمهورية بل بالعكس يجب ان يكون دافعاً من اجل انتخاب رئيس واعطائه بعض الصلاحيات التي تجعله على الأقل فوق الوزير».
وفي ما خص ملف الحوض الرابع أشار سعد الى ان «الاصلاح لا يتجزأ وموضوع الحوض الرابع يحتوي على ابعاد عديدة وهناك اشخاص متضررون لجأوا الى بكركي التي عينت النائب البطريركي العام المطران بولس صياح الذي هو شخص متزن ويعمل على اصلاح الامور ببعد وطني ونتمنى اصلاح هذا الملف».
واعتبر ان «ردم الحوض يخلق خللاً على المستوى القانوني لذلك يجب درس هذا الملف عبر اللجان النيابية وخصوصاً انه حوض يستوعب كميات كبيرة من البواخر».