مدارات هل تهيأت مصر لدخول ليبيا؟

رئبال مرهج وبشرى الفروي

يبدو أن التطورات الأخيرة التي حصلت بعد إعدام «داعش» للمدنيين المصريين في ليبيا، بدأت تعطي إشارات واضحة إلى أن مصر قد قررت التخلي عن تحفظاتها السابقة للدخول عملية عسكرية في ليبيا ضد التنظيم.

فبعد أن تجنب النظام المصري الدخول في التحالف الدولي الذي يحارب «داعش» في سورية والعراق بقيادة أميركية، أقدم خلال اليومين الماضيين على مجموعة إجراءات من شأنها أن تعزز إمكان ذهاب مصر إلى حرب – ربما طويلة – مع تنظيم «داعش» في ليبيا.

فبعد أن أعلن الجيش في بيانات عسكرية بدء تنفيذ غارات جوية ضد التنظيم في الأراضي الليبية قررت الحكومة إجلاء جميع مواطنيها الموجودين داخلها وترافق ذلك مع تأييد شعبي مشوب بالحذر مخافة دخول حرب طويلة الأمد تُشغل مصر في وقت بدأت بإعادة علاقاتها مع روسيا إلى زخمها السابق وخصوصاً بعد زيارة بوتين الأخيرة، وهذا ما يقلق تركيا وقطرالمشغلتين الأساسيتين لـ «داعش» وربما أتت عملية إعدام المدنيين المصريين في سعي منهما، لإحراج السيسي وإرضاخه لمطالب أميركا في دخول الحرب، وبالتالي عرقلة تقدم الدور المصري المعتدل في المنطقة، وإبعاده منن موسكو. وفي وقت أكد الجنرال الأميركي سبايدر ماركس أن قواعد اللعبة قد تغيرت في ما يتعلق بالحرب على تنظيم «داعش» في العراق وسورية بعد قيام المقاتلات المصرية بضرب أهداف تابعة له في ليبيا في إشارة إلى توسع الحرب ضد التنظيم، بينما ذهب أبوب باير محلل الشؤون الاستخباراتية لدى الـ «سي أن أن» إلى أبعد من ذلك. قال باير: «إن ما نشهده الآن من قصف جوي مصري ما هو إلا مقدمة لشيء أكبر، معتقداً أنه إذا كان الخطر المقبل من ليبيا كبيراً بما يكفي لتهديد الوضع المصري، فإن مصر سوف تتدخل برياً فيها وربما تحتلها».

أما فرنسا التي أرسلت وزير دفاعها إلى مصر لتقديم التعزية، فدعت إلى اجتماع لمجلس الأمن الدولي، بغية توفير الغطاء الدولي للعمليات، في وقت شدد الرئيس المصري على أهمية تجفيف منابع تمويل الإرهاب في ليبيا ووقف إمدادات السلاح إلى الجماعات المتطرفة بما يحول دون تحوّل ليبيا إلى ملاذ آمن للإرهابيين.

وفيما جاء رفض الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وبكل قوة التدخل المصري المبيّت كدلالة واضحة على العلاقة بين جماعة الإخوان ومن وراهم قطر وتركيا وبين «داعش» في ليبيا التي تعتبر الذراع العسكرية للجماعة في المغرب العربي، أشارت مصادر إعلامية إلى أن تنظيم «داعش» اتفق مع مسؤولين أتراك على دعم الميليشيات الإسلامية الليبية المتحالفة مع الإخوان المسلمين بالمال والسلاح اللازمين للتصدي لأي ضربات عسكرية توجهها مصر أو أي دولة عربية أخرى.

مصر ذاهبة إلى ليبيا، هذا ما يؤكده المراقبون، ولكن هل تذهب بمفردها لقتال «داعش» أم تحظى بتغطية دولية بقرار أممي؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى