الكرملين: قادة «النورماندي» يؤكدون انخفاض حدّة القتال في دونباس

قال بيان للكرملين أمس إن رؤساء مجموعة «النورماندي» أكدوا خلال اتصال هاتفي أن اتفاقات مينسك خففت حدة الأعمال القتالية في دونباس.

كما أكدت المجموعة ضرورة استمرار وقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا وتبادل الأسرى بين الجيش الأوكراني وقوات الدفاع الشعبي.

وأضاف الكرملين أن القادة اتفقوا على دعم مهمة منظمة الأمن والتعاون الأوروبية في دونباس، إذ توصل القادة إلى ضرورة عقد لقاء بين أعضاء المجموعة على مستوى وزراء الخارجية لدعم اتفاقات مينسك، وبحثوا حيثيات خرق الهدنة في شرق أوكرانيا من قبل الجانبين.

وكانت القوات الأوكرانية وقوات «الدفاع الشعبي» تبادلتا الاتهامات بخرق الهدنة في شرق أوكرانيا، وأعلنت وزارة الدفاع في «دونيتسك الشعبية» أمس، أن القوات الأوكرانية خرقت نظام وقف إطلاق النار 12 مرة خلال الـ 24 ساعة الماضية، مشيرة إلى أن نحو 20 من مقاتلي «الدفاع الشعبي» أصيبوا بجروح.

وقال إدوارد باسورين، نائب وزير الدفاع في «دونيتسك» إن 40 عسكرياً أوكرانياً قتلوا في ديبالتسيفو الليلة الماضية، وأصيب 50 آخرون بجروح، لكن الجانب الأوكراني نفى صحة هذه المعلومات.

فيما أكد المتحدث باسم «دونيتسك» دينيس بوشيلين أن مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا سيتمكنون من زيارة منطقة ديالتسيفو بعد تطهيرها من الجماعات التخريبية، موضحاً أن دخول المراقبين الدوليين الآن غير ممكن لأسباب أمنية.

من جهة أخرى، أعلن المتحدث باسم العملية الأمنية الأوكرانية أناتولي ستيلماخ عن 46 حالة لخرق الهدنة في دونباس خلال الساعات الـ24 الماضية باستخدام المدفعية وراجمات القذائف.

وقال إن «90 في المئة من القوات الأوكرانية» تمكنوا من الانسحاب من منطقة ديبالتسيفو، في حين لم تؤكد جهات أوكرانية رسمية مقتل 40 من القوات الأوكرانية في ديبالتسيفو الليلة الماضية.

وكانت قوات الدفاع الذاتي لجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك قد أعلنت سيطرتها التامة على ديبالتسيفو، فيما أكدت سلطات دونباس بدء سحب عتادها الثقيل من خطوط التماس تنفيذاً لاتفاق مينسك.

إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن مبادرة كييف حول نشر قوات لحفظ السلام في أوكرانيا غير واضحة، مؤكدة ضرورة تسوية هذه الأزمة على أساس اتفاقات مينسك وقرار مجلس الأمن الدولي.

وذكر المتحدث باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش أمس، أن «مجموعة الإجراءات» التي جرى التوصل إليها في مينسك في 12 شباط، نصت على أن عملية إعادة السيطرة الكاملة للحكومة الأوكرانية على الحدود في منطقة النزاع يجب أن تبدأ في اليوم الأول بعد إجراء انتخابات محلية على أن تستكمل بعد التسوية السياسية الشاملة.

وأكد الدبلوماسي الروسي أن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ستساعد بدعم من مجموعة الاتصال الثلاثية في سحب الأسلحة الثقيلة من خط الفصل وستؤمن مراقبة فعالة لنظام وقف إطلاق النار.

وأشار لوكاشيفيتش إلى أن طرفي النزاع في أوكرانيا يتحملان المسؤولية الرئيسية عن تنفيذ اتفاقات مينسك بشكل شامل، موضحاً أن بلاده ترحب بتبني مجلس الأمن الدولي القرار رقم 2202 الخاص بدعم اتفاقات مينسك، معرباً عن أمله في أن الدعم المشترك للمجتمع الدولي سيساعد في تحويل تسوية النزاع الأوكراني إلى المجرى السلمي لمصحلة الشعب الأوكراني بأجمعه.

وأكد الدبلوماسي الروسي أن موسكو على استعداد لدعم عمل بعثة المراقبة الخاصة التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا مادياً ومالياً وفنياً.

من سياق أخرى، أفاد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية بأن فريق المفتشين المتكون من 4 ضباط أوكرانيين قام في الفترة بين 9 و12 شباط بزيارة مقاطعة روستوف الروسية، ولم يكشف أي نشاط عسكري يتطلب إبلاغاً مسبقاً، مشيراً إلى أن الجانب الروسي التزم بدقة في وثيقة فيينا لعام 2011 حول الإجراءات لتعزيز الثقة والأمن.

وأعرب لوكاشيفيتش عن استيائه بشأن اتهام الأركان العامة الأوكرانية وسائل الإعلام الروسية بما اعتبرته: «تزوير تأكيدات الجانب الأوكراني لعدم وجود نشاط لوحدات الجيش الروسي في المنطقة».

وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أن كييف تنوي ضم اتهامات عارية عن الصحة إلى التقرير الرسمي حول نتائج هذه الزيارة التفقدية، كما فعلت العام الماضي بعد زيارة فريق أوكراني لمقاطعة بيلغورود الروسية المتاخمة للأراضي الأوكرانية.

وأكد لوكاشيفيتش أن البعثة التفقدية، وفقاً لوثيقة فيينا، يجب أن تقوم على أساس تقييمات موضوعية لما يراه أعضاء البعثة، وليس على أساس مزاعم وتصورات وهمية من قبل القيادة السياسية.

وكان الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو قد اقترح في وقت سابق خلال جلسة مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني إرسال بعثة دولية لحفظ السلام إلى أوكرانيا.

وبين بوروشينكو أنه تم تدارس هذا المقترح من قبل حكومة بلاده ومجلس الأمن القومي والدفاع، مشيراً إلى أنه «كما نرى، فإن الحل الأفضل لنا هو إرسال بعثة أمنية تابعة للاتحاد الأوروبي».

وذكر الرئيس الأوكراني أنه ناقش هذا الموضوع مع كل من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، وكذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال محادثات القادة الأربعة في العاصمة البيلاروسية مينسك الأسبوع الماضي، مرجحاً أن «المشاورات الرسمية التي ستمكن من ضمان السلام ستنطلق بعد اتخاذ القرار المناسب».

الى ذلك، كلف رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف وزارة الطوارئ أمس بتقديم دفعة جديدة من المساعدات الإنسانية لمناطق جنوب شرقي أوكرانيا وخصوصاً لمدينة ديبالتسيفو.

وقال مدفيديف خلال جلسة الحكومة الروسية إن سكان عدد من مناطق شرق أوكرانيا يفتقدون للطعام، مشيراً إلى أنه يجب تزويدها بالمساعدة الإنسانية، وفي مقدمها المعدات الغذائية والأدوية، وذلك في أسرع وقت ممكن.

بدورها، أكدت وزارة الطوارئ الروسية في تصريح صحافي أن قافلة ستغادر إلى دونيتسك ولوغانسك في الأيام القليلة المقبلة لنقل شحنة من المساعدات الإنسانية من هناك إلى ديبالتسيفو ومدن وبلدات أخرى، من أجل «تفادي كارثة إنسانية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى