على رغم السجل الحافل… البيت الأبيض ينفي إجراء مفاوضات مع طالبان
نفى البيت الأبيض أمس تقارير إعلامية تحدثت عن لقاء مسؤولين أميركيين بقياديين في حركة طالبان بالعاصمة القطرية الدوحة.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض بيرناديت ميهان: «لم ننظم أي لقاءات في العاصمة القطرية الدوحة مع مسؤولين من طالبان». وأضافت: «سنبقى داعمين للمصالحة الأفغانية من أجل حل دائم للأزمة في أفغانستان».
وكان مصدر في الحركة الأفغانية أعلن في وقت سابق أن ممثلين عن طالبان سيعقدون أول جولة محادثات مع مسؤولين أميركيين في وقت لاحق بالعاصمة القطرية الدوحة.
ونقلت وكالة «رويترز» عن عضو بارز في الحركة في اتصال هاتفي من قطر قوله: «ستعقد أول جلسة الخميس في قطر ثم تعقد جلسة أخرى يوم الجمعة. فلننتظر ما سيحدث إذ لم تسفر المحادثات عن أي نتائج من قبل». وكانت الولايات المتحدة أقامت اتصالات سرية منذ فترة طويلة مع حركة طالبان الأفغانية، بهدف الخروج من مستنقع الحرب هناك، بخاصة مع عجز قوات التحالف الدولي، الذي تمكن عام 2001 من إزاحة الحركة من حكم البلاد، عن القضاء على خطر الحركة أو مواجهة هجماتها العنيفة المتصاعدة.
وترددت في هذا الصدد أنباء أواخر عام 2009 عن إجراء محادثات سرية بين ممثلين عن حركة طالبان الأفغانية، برئاسة الملا وكيل أحمد متوكل الذي كان وزيراً لخارجية الحركة، والسفير الأميركي في كابل آنذاك الجنرال كارل ايكنبري في مكان سري في العاصمة الأفغانية.
وتشير تقارير إلى أن الاتصالات السرية بين الولايات المتحدة وحركة طالبان تواصلت على فترات متقطعة، إذ أكدت أنباء أن مسؤولاً أميركياً رفيعاً أبلغ أواخر عام 2011 قائد الجيش الباكستاني أشفق برفيز كياني بأن واشنطن تجري مفاوضات سرية مع طالبان في قرية نائية في ألمانيا قريبة من ميونخ، وطلب منه توفير حماية «لممثلي حركة طالبان الذين يجرون محادثات مع دبلوماسيين أميركيين في ألمانيا والدوحة»، خوفاً من تعرضهم لهجمات انتقامية من متطرفي الحركة ومن عناصر تنظيم القاعدة.
وأكدت تقارير صحافية أن المسؤول الأميركي سلم قيادة الجيش الباكستاني قائمة تضم 3 مفاوضين لطالبان يتقدمهم الملا محمد طيب آغا، وهو من المقربين من الملا عمر، وكان مديراً لمكتبه من عام 1996 وحتى سقوط نظام الحركة عام 2001، ووعد قائد جيش باكستان بتوفير الحماية لممثلي الحركة إذا دخلوا الأراضي الباكستانية.
وظهر أول تأكيد رسمي للاتصالات بين الأميركيين وحركة طالبان عام 2011 حين أعلن الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي أن الولايات المتحدة وقوى أجنبية أخرى تجري محادثات تمهيدية مع حركة طالبان بهدف التوصل إلى تسوية تضع حداً للحرب المتواصلة في أفغانستان.
وأُعلن عام 2013 أن حركة طالبان افتتحت مكتباً لها في العاصمة القطرية الدوحة، بالتزامن مع إعلان الرئيس الأفغاني حامد كرزاي أنه ينوي إرسال وفد إلى قطر للتفاوض مع طالبان، تبع ذلك تأكيد مسؤولين أميركيين بأن ممثلين لبلادهم سيبدأون قريباً لقاءات رسمية مع الحركة في الدوحة.
وبرزت محاولة الولايات المتحدة «مغازلة» طالبان بوضوح عام 2014 حين أعلن مسؤول أميركي رفيع بوزارة الخارجية أن اسم قائد طالبان، غير مدرج في لائحة المطلوبين لدى مكتب التحقيقات الفدرالي، لكنه مدرج في قائمة المطلوبين في وزارة الخارجية، مشيراً إلى وجود احتمال بشطبه من هناك.
وعلى رغم أن واشنطن كانت وضعت مكافأة قدرها مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عن الملا عمر منذ الأيام الأولى للحرب عام 2001، إلا أن الإدارة الأميركية قررت فيما يبدو مهادنته عام 2013 قبيل سحب قواتها من هناك نهاية العام، خصوصاً مع ورود أنباء عن إجراء اتصالات متعددة بين الإدارة الأميركية وحركة طالبان في دول عدة منها ألمانيا وفرنسا وتركيا وقطر.