غياب الشاعرة العراقيّة آمال الزهاوي… حضور لامع في المشهدين الأدبيّ والسياسيّ

توفت الشاعرة والأديبة العراقية آمال الزهاوي عن عمر 69 عاماً بعد صراع طويل مع المرض، وهي من رموز الشعر الحديث في العراق واكتسبت عن جدارة لقب «شاعرة البنفسج»، و«شاعرة العراق ونخلته الباسقة»، فضلاً عن أنها تنتمي إلى أسرة علمية عريقة كان لها دور في المشهدين السياسي والأدبي في العراق، فهي حفيدة الشاعر جميل صدقي الزهاوي وحفيدة المفتي العلامة محمد فيضي الزهاوي. لها سبعة دواوين شعرية هي: «الفدائي والوحش» 1969 ، «الطارقون بحار الموت» 1970 ، «دائرة في الضوء» و«دائرة في الظلمة» 1975 و«إخوة يوسف» 1979 و«التداعيات» 1982 و«يقول قس بن ساعده» 1986 . وكان لها دور فاعل ومتميّز في دعم ومساندة الأدباء الشبّان، عبر قيامها وزوجها عداي النجم بتأسيس شركة «عشتار للطباعة والنشر»، في تسعينات القرن الفائت، لنشر وتسويق أعمال الأدباء الشبّان، الذين برزوا خلال فترة العقوبات الاقتصادية على العراق. وكانت وجهت انتقادات إلى اتحاد الكتاب العراقيين لإهماله وتجاهله حالة الشاعرة الصحية، وعدم القيام بأيّ مبادرة في شأنها.

ولدت آمال عبدالقادر الزهاوي في بغداد عام 1946 وتخرجت في كلية الآداب – قسم اللغة العربية. عملت في الصحف الثقافية العراقية والعربية، ونشرت إنتاجها الشعري ومقالاتها الأدبية وقصصها في مختلف المجلات العربية. كتب عن شعرها العديد من النقاد العراقيين.

تقول الشاعرة العراقية الراحلة في قصيدة «فراشة»:

«المدى شرنقة

والرؤى فاضت رصاصْ

أأنا في غفوة من هاجس الليل ترامت

بين موتي والخلاص؟

أيقظ البعد مزامير الصدى

وترٌ يجرح في صرخته جسم السكون

ساهرتني نجمة تنضو جوًى

فتدلَّت وردة في جبهتي

تستدير الريح في نفسي

فيا ظل يدي!

آه لو أغدو فراشة

والمسافات جناحان تَشدّان الهوى

في جسدي

يتعرى داخلي الكون

يصب الورد في قلبي رحيقاً

من بشاشه»

وفي قصيدة «الطـريــق» تقول:

«أميل عليكم خذوني

أشير إليكم خرجت

أنا بنت هذي العواصف

تستقطب الصورة الخالده

ففيها وُلِدت وفيها نَمَوْتُ وفيها كبرتُ

ودرت بمُنتَصَفَيْ بذرةٍ واحده

وفيها بعدت عن الجرف حتى استدرت

أشير إليكم خرجت

أنا أخرج الآن من جسدي

فهل تدركون الذي خرج الأمس من جسد الماء

لؤلؤة من محار

نقياً كبلورة في المساء

أبياً وحيداً

فلا الأرض فيه استطالت

ولا هو فيها استطال

وذاك السعير الذي يربط القلب بالقلب

ظل دليلي

توثبت فيه … وناضلت فيه

فهزّوه هزّوه حتى التذكرِ

كي يتقد الجمر بالحب

ويشتعل الدم في الوطن العربي

على الدرب كنا يدين

تهبان من جسد واحد

وفي الأفق كنا جناحين

في طائر واحد

بريق العيون دليلي

تذكرت أن طريقي مقارعة الصمت بالصوت

والموت بالبعث

ورسم نجوم الثريا على الدرب

أنا هاجسي النور في الظلمات

تذكرت لم تستكنّ الرياح بجسمي

ولم أستكنَّ بها

طريقي التوثب

أنا بنْتُ هذي العواصف أدمنت كل العذابات

أم أنها أدمنتني

وتشرين ينصب شوكته في العيون

وفي الليل عند السهاد أسى

وضربة عنف

فلا تسألوني

لأنا بِصفّيِن نمضي إلى مصدر النار

كلانا يسير إلى الوهج مثل الفراش

وفي الوهج كنا نموت

احترقت

احترقنا جناحين في جسد واحد

فإن الذي كان… تاريخنا

وإن الذي كان تاريخه أمل البائسين

يشد المحيطَيْنِ للنهر

لا تسألوني

فلا الماء كان بلا ذرتين

ولا النهر يسعى بلا ضفتين

أميلُ استقامت حصاة الطريق

فهل أسكن الآن في جسدي؟»

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى