الخبر الثقافي
افتتاحية الأمسية الموسيقية والمسرحية التي قدمتها دار الأسد للثقافة والفنون كانت لافتة لناحية الدمج بين عدة فعاليات فنية تتقدمها أوبريت «سورية السلام» التي أدتها أوركسترا أورفيوس بقيادة أندريه معلولي، إضافة إلى أغان جماعية كان أبرزها أغنية «بلدي عم بتآسي» للمطرب الكبير وديع الصافي، أعقبتها أغاني »يا ناس حبوا الناس» للقدير إيلي شويري، وأغنية «بكتب اسمك يا بلادي» وأغنية «راياتك بالعالي يا سورية».
أوبريت » سورية السلام» كانت أبرز فقرات هذه الأمسية التي حضرها وزير الثقافة عصام خليل و كتبها الشاعر هيثم ترشيشي سفير السلام للشؤون الإنسانية ووضع ألحانها الفنان ناصر الأسعد وأنتجها رجل الأعمال السوري تامر بلبيسي، إذ توهجت هذه الأوبريت بأصوات سورية واعدة أبرزها للشاب ناصيف زيتون، بينما نجح أندريه معلولي في قيادة فرقته مولفاً بين التوزيع الغربي والشرقي، في قالب موسيقي تجاوز فيه الفنان السوري تلك القوالب الموسيقية الجامدة.
كُرِّم كذلك كل من النجم الكبير دريد لحام، وشهيرة فلوح، مديرة مدارس بنات الشهداء، ورجل الأعمال تامر بلبيسي الذي قلّد جواز السفر العالمي من قبل هيثم ترشيشي تقديراً لجهوده في المجتمع الأهلي، إلى كل من فراس دباس، مدير قناة «سما» الفضائية، والإعلامي مايك فغالي، والفنان علي حمدان مدير فرقة «جلنار للمسرح الراقص».
الفقرة الأخيرة في هذه الأمسية كانت مع فرقة «جلنار للمسرح الراقص» التي قدمت «بلاد الشمس» المسرحية الغنائية الراقصة التي تزاوج بين لغة الجسد والموسيقى والرقص والديكورات المتحركة والأغنية والدراما والعزف المنفرد والجماعي، ضمن رؤية وضعها الفنان علي حمدان متصفحاً عبر أكثر من خمسين راقصاً وراقصة تاريخ حضارات سورية وأبرز رموزها الإبداعية على مستوى العالم بدءاً بأبجدية أوغاريت على الساحل السوري قبل سبعة آلاف عام إلى الحضارات الآرامية والآشورية والعربية.
أميركيّون يحوّلون أشعار محمود درويش لوحات فنّية
يقول محمود درويش في إحدى قصائده «أجمل الأمهات التي انتظرت ابنها وعاد مستشهداً»، ويقول القائمون على متحف محمود درويش إن أجمل الزوار الذي زار متحف الشاعر الراحل وعاد مُحملاً بلوحات فنية تجسد قصائده.
قَبل عام تقريباً زار المحاضر في كلية الفنون الجميلة في جامعة كولارادو الأميركية، البروفيسور جورج ريفيرا، متحف محمود درويش، واطلّع على إبداعات الشاعر وقصائده عن المقاومة وعاد إلى بلاده ومعه عدد من كتب الشاعر المترجمة. تناول ريفيرا القصائد وعمل عليها مع مجموعة من طلاب كلية الفنون الجميلة في الجامعة الأميركية لفترة طويلة أنتجت نحو ثلاث وثلاثين لوحة فنية، تجسّد المقاومة في شعر الشاعر الراحل. وعادت القصائد إلى فلسطين على شكل لوحات فنية عرضت حديثاً متحف الشاعر الراحل في رام الله وتتناول محاور عدة من المقاومة في شعر درويش.
منسقة النشاطات في متحف درويش، وطن مقدادي تقول: «زار البروفيسور الأميركي جورج ريفيرا المتحف وأعجب بأشعار محمود درويش ثم أخذ عدداً من القصائد المترجمة وأطلع عليها عدد من طلابه. بعدما قرأ الطلاب عدداً من قصائد درويش عن المقاومة، رسم كل منهم انطباعه عنها في لوحة فينة، فأنتجوا نحو ثلاث وثلاثين لوحة أهدوها للشعب الفلسطيني ولمتحف محمود درويش تحت عنوان «ولاء لشاعر المقاومة … »، مشيرة إلى أن المعرض يمثل قصائد ومحمود درويش بعيون أميركية، وهو جزء من نشاطات المتحف التي تحاول الانفتاح على المجتمع الفلسطيني والمجتمع الغربي، لافتةً إلى أن المعرض سينطلق من فلسطين ويجوب عدداً من مدن العالم.
البروفيسور ريفيرا قال: «أن تعرف محمود درويش يعني أن تعرف فلسطين. عشت في هيوستن حيث أمضى محمود درويش أيامه الأخيرة. لم أكن أعرفه، لكن بعدما زرت متحفه في رام الله بت أعرفه وأعرف مكانته في قلوب الفلسطينيين. هذا المعرض يضمّ مجموعة من الأعمال الفنية لفنانين أميركيين، وهي مهداه إلى قصائد محمود درويش. تسافر هذه المجموعة من الفنانين إلى العالم لمقاسمتهم رؤيتهم إلى عالم أكثر وللتعرّف إلى الآخرين».