علوية «للبناء»: نثق بالاتحاد اللبناني وسيلاحَق المعتدون قانونياً سلامة: أتمنى معالجة مسألة غياب القوى الأمنية عن ملاعبنا

حسين غازي

كرة القدم قبل أن تكون لعبة ربح وخسارة، هي بالأصل روح رياضية ومنافسة شريفة. ما حصل في ملعب السد ـ طريق المطار، في مباراة «الغانيرز ليبانون» و«الحرية صيدا» في بطولة الصالات، يشوّه صورة كرة القدم، وليست القصة هنا الوقوف مع طرف ضدّ آخر، أو كتابة سبق صحافي، أو جعل الأمور أكثر حساسية، لكن كلمة الحقّ لا بدّ أن تقال. فبينما كان الفريق المضيف فائزاً على نظيره الصيداوي، وقبل نهاية اللقاء باثنتي عشر دقيقة تحديداً، حصلت عرقلة طبيعية في الملعب، واتخذ حكم الساحة الإجراء المناسب، وفجأة اشتعلت المدرجات، وكأن معركةً قد نشبت، أو الأصح هنا، قامت فئة كبيرة من جماهير «الحرية صيدا»، بالاعتداء على مشجّعي «الغانيرز» بالسلاح الأبيض والعصيّ. ومن دون سابق إنذار، اجتاحت «فرقة الزعران» أرض الملعب، لتصول وتجول وتتعدى على لاعبي «الغانيرز»، فتعرّض اللاعب فلاح شرف الدين لخمس طعنات في يده، بينما تلقى باقي اللاعبين ضربات بالعصيّ.

مع الإشارة إلى أن بعض لاعبي «الحرية صيدا» شاركوا في هذا الهرج والمرج، وهنا يجب التنويه لوقوف بعض إداريي النادي الصيداوي ولاعبيه إلى جانب لاعبي «الغانيرز».

والأغرب في المشكلة، أن سببها لم يكن سياسياً أو طائفياً، بل أن ما حصل، كان يشبه فيلما مدبّراً، فالقادم لمشاهدة مباراة كرة قدم، لا يحمل في جعبته «السكاكين» بمختلف أنواعها، وهنا لسنا سوى وسيلة لإيصال الحقيقة وتبيان ما حصل وفضّ أي التباس. وعلى رغم محاولة تهدئة الأوضاع، وعدم الإنجرار إلى افتعال أمور منافية للرياضة، بدت واضحةً وجليةً نيّة إصرار الكثيرين من جماهير «الحرية صيدا» افتعال هذه المشكلة.

«البناء» التقت رئيس نادي «الغانيرز ليبانون» علي علوية، الذي استنكر ما حصل، وشدّد على ثقته بالاتحاد وبالقرارات التي سيتخذها، وبأن التحقيقات ستأخذ مجراها، وسيحاسَب كل من قام بهذا العمل من جماهير ولاعبين وإداريين، وسيعمل على ملاحقتهم قانونياً.

وفي وقت سابق، نُقل اللاعب المصاب إلى مستشفى «الرسول الأعظم»، وأجريت له عملية جراحية على الفور، ويحتاج لأربعة أشهر للعودة إلى حياته الطبيعية، وهنا نقف أمام معضلة، من يعوّض عن هذه الخسائر التي ألمّت به.

على الاتحاد أن يقتصّ من كل مشارك في الأحداث الأخيرة. فعلى سبيل المثال، تعرّض أيضاً حارس «الغانيرز» ومنتخب لبنان للشواطئ حسين سلامة لاعتداء بالضرب بالعصي بعد تجمّع مجموعة كبيرة من المشجعين حوله، فهل تمرّ القضية مرور الكرام؟ حامي عرين منتخب الأرز للشواطئ سيتجه قريباً للمشاركة في استحقاق دولي، وربما كان سيحرم من ذلك لو تعرّض لإصابات أخرى، وعندئذٍ سيحرَم المنتخب من خدماته، وأحد دعائمه الأساسية.

سلامة، وفي حديث لـ«البناء» استنكر كل ما حصل منذ البداية، وأبدى انزاعجه من حصول مثل هذه الأمور في كرة الصالات، والتي لامست سفوح العالمية، «فبعد الصورة الرائعة التي اختتمت بها بطولة الدوري، عدنا خطوات إلى الخلف». وتمنى على الاتحاد اللبناني لكرة القدم أخذ الإجراءات المناسبة، ومعالجة مسألة غياب القوى الأمنية.

وانطلاقاً من الجملة الأخيرة المحيّرة هنا، والتي تشغل الشارع الرياضي قبيل كل مباراة وبعدها، أين هي القوى الأمنية؟ التي من واجبها تأمين الملعب وحماية اللاعبين والحكّام والمشجعين، فلو وجدت قوات الأمن أثناء هذه المباراة، لم تكن لتصل الأمور إلى هذا الحدّ، وربما لم نكن لنرى نقطة دم واحدة.

ولم يصدر قرار الاتحاد حتى هذه اللحظة، نظراً إلى عدم اكتمال التحقيقات، لكن تداعيات هذه القضية قد تؤدي إلى شطب نادي «الحرية صيدا» نهائياً وإقصائه من المنافسات.

إنّ أموراً كهذه تضع الرياضة اللبنانية في مهبّ الريح، وتؤثر بشكلٍ سلبي على صورة كرة الصالات التي كانت تزدهر يوماً بعد يوم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى