العرابي لـ«سبوتنيك»: الوضع في ليبيا معقد والجهود الدولية ستبوء بالفشل
أكد وزير خارجية مصر الأسبق السفير محمد العرابي أن «مشاركة وزير الخارجية المصري سامح شكري في جلسة مجلس الأمن الطارئة حول ليبيا تهدف إلى وضع المجلس أمام مسؤولياته، فعندما شاركت القاهرة في تشكيل التحالف الدولي لمحاربة التنظيم الإرهابي شددت على عدم وجود انتقالية ومعايير مزدوجة، وأن الجماعات الإرهابية تعمل تحت مظلة واحدة وفكر واحد، وبالتالي فإن محاربة «داعش» في الشام وفي ليبيا وفي أماكن أخرى يجب أن تكون بالمقدار نفسه».
وأضاف: «من المقرر أن يعرض وزير الخارجية المصري سامح شكري على مجلس الأمن أهمية تسليح الجيش الليبي، فهذا الملف له أهميته ويحمل مواطن خطورة كبيرة، فهناك دولة تسيطر عليها جماعات مسلحة معدة إعداداً جيداً وهذا السلاح يمكن أن يصل إليهم، الأمر الذي يشير إلى أن الوضع بات معقداً في ليبيا وأن الجهود الدولية ستبوء بالفشل».
وعن موقف الغرب قبل ساعات من انعقاد جلسة مجلس الأمن في ما يتعلق بالوضع في ليبيا أشار العرابي إلى أن «موقف الغرب حيال ما يجري في ليبيا مثير للدهشة، وهو أمر مؤسف أن نجد دعوات تشير إلى عدم التزام محاربة عناصر «داعش» الموجودة في ليبيا، بما يخلّ بالمبادئ الخاصة التي اعتمدت عند تشكيل التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب في المنطقة».
وقال: «لذا يجب أن تكون هناك مظلة من الأمم المتحدة للقيام ببعض الأعمال الخاصة للقطع البحرية للدولة المطلة على البحر مثل مصر وإيطاليا وفرنسا، بهدف تفتيش السفن التي تحمل السلاح عن طريق البحر، وذلك لا يُعد ائتلافاً جديداً بل يمكن اعتباره عملاً مشتركاً يهدف إلى تجفيف مصادر السلاح التي تمد العناصر الإرهابية في ليبيا».
وعن التحرك السياسي المتوقع من مجلس الأمن، بعد بيان عدد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة أعرب العرابي عن اعتقاده: «أن المجلس لن يتوصل إلى قرار، وأن الأمر سيقتصر على بيان من المجلس يؤكد فيه أهمية التوصل إلى حل سياسي وإقامة حكومة وطنية مركزية في ليبيا».
وإذا كان يمكن اعتبار موقف الغرب بقيادة الولايات المتحدة تجاه ما يجري في ليبيا يعكس ازدواجية وانتقائية في محاربة الإرهاب، لفت العرابي إلى أن «ردّ فعل الشارع العربي من موقف الغرب إزاء ما يجري في ليبيا يشدد على هذه الازدواجية والانتقائية، وأن ما يجري في ليبيا لا يدخل دائرة اهتمامات الغرب، ويبدو أن هناك مصالح محددة للغرب في منطقة الشام في ظل استمرار الحديث عن أهمية تسليح المعارضة السورية بهدف زيادة الأمر اشتعالاً أكثر مما هو مشتعل».
وقال العرابي: «بالطبع فإن هناك معالجة خاطئة، تستدعي أن يكون هناك موقف عربي موحد في هذا الشأن».