لحّام: علينا كمسيحيين اكتشاف دورنا بدل الخوف على مستقبلنا
أشار بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام إلى «أنّ العالم يعيش على مفترق طرق، وفي هذا المفترق تبحث البشرية عن نظام عالمي جديد يتسم بالعدالة والتساوي والتكافؤ، ويعطي كلّ شعب من الشعوب الحق في التعبير عن ذاته والمساهمة الفعلية في بناء هذا العالم الجديد، الذي يتطلع إليه البشر أجمعين ويسعون إلى تحقيقه»، معتبراً «أنّ أي نظام عالمي جديد يستثني شعباً من الشعوب، مهما كان صغيراً، عن مائدة البشرية يكون دون الطموحات الإنسانية».
ولفت خلال ندوة عقدها المركز العالمي لحوار الحضارات، بعنوان «قراءة متجدّدة في رسائل بطاركة الشرق الكاثوليك»، إلى «أنّ منطقتنا، بسبب موقعها الجغرافي والاستراتيجي والاقتصادي، تستقطب اهتمام العالم، لأنّ الجميع يعرف أنّ استقرارها هو استقرار للعالم وخللها خلل له». وقال: «كم يحزّ في نفوسنا أن نرى الأسرة الدولية وقد حولت هذه المنطقة إلى مسرح صراعات ودمار من أجل مصلحة مادية، أو نوايا أنانية، أو بدافع من روح الهيمنة. لقد حان الوقت أن تنظر الأسرة الدولية إلى الشرق بمنظار جديد يتيح لهذه المنطقة من العالم أن تأخذ دورها الإيجابي والخير والأصيل في بناء عالم جديد، بعيداً من المطامع والأنانيات، وبهدي من مبادئ حقوق الشعوب في التنمية والسلام والعدالة».
وأكد «أنّ لبنان يدخل في طور جديد يأمل فيه جميع اللبنانيين أن يصبحوا أصحاب القرار وأن يجدوا فيما بينهم، بروح الحوار البناء والتبادل الصادق، صيغة لبنان المستقبل».
وأضاف لحام: «علينا كمسيحيين، أن نكتشف دورنا بدل أن نخاف على مستقبلنا وحقوقنا وواجباتنا وامتيازاتنا، ولا سيما في الأمور التالية: صيانة التعددية وثقافة التعدد، الحفاظ على العروبة. علينا أن نجمع القوى التقدمية من المسلمين، ليكونوا في صفوفنا، كما على المسيحيين العرب أن يسهموا لكي يستعيد العالم الإسلامي وحدته القوية والعالمية، من دون خوف أو تردد، فهذا عالمنا، وهذه وحدتنا. إنّ الوطن العربي في مخاض عسير وعلينا أن نجتهد ليولد مجتمع متعدّد من خلال العروبة الثقافية وبناء المستقبل المشترك».