علي عبد الكريم: نـصر سـورية يقـين آتٍ ووقائع الميدان تؤكد أنه اقترب كثيراً وكثيراً جداً

أكد سفير سورية في لبنان علي عبد الكريم علي أنّ ما تتعرّض له سورية منذ أربع سنوات ونيّف ليس نتيجة حراك داخلي يحمل عناوين الإصلاح والحرية والديمقراطية، بل هو حرب عدوانية هدفها إسقاط الدولة السورية، بما تمثل من موقع، ومن نهج يحمل لواء قضية فلسطين ودعم المقاومة ضدّ الاحتلال والعدوان.

وخلال لقاء حواري نظمه معهد الدراسات الدولية في مطعم الساحة ـ بيروت، بحضور المشرف على المعهد محمد أبو أسامة حمية وشخصيات حزبية وفكرية وثقافية وإعلامية، قال السفير السوري إنّ نصر سورية يقين آتٍ، وإنْ كان مكلفاً، مجدّداً التأكيد بأنّ سورية تواجه مؤامرة مركبة وضعت «إسرائيل» فيها كلّ طاقتها وجنّدت لها قوى الإرهاب والتكفير، كما تجنّدت فيها أجهزة الاستخبارات الأميركية والفرنسية والبريطانية والتركية والخليجية، مشيراً إلى أنّ وقائع ما يحصل في الجبهة الجنوبية يؤشر إلى تغلّب الجيش والمقاومة على المؤامرة التي تستهدف كلّ المنطقة.

ولفت السفير علي عبد الكريم إلى أنّ سورية، قبل الحرب العدوانية وفي ظلّ الحرب تطرح مراجعات نقدية بهدف معالجة الثغرات، وهذه حقيقة قائمة، تنزع عن الذين رفعوا شعارات الحرية والديمقراطية والإصلاح صفة الإصلاحيين، وأكدت الوقائع أنّ شعارات الإصلاح استخدمت للتغطية على مشروع إسقاط سورية بواسطة قوى الإرهاب والتطرف وداعميهم.

وأوضح السفير علي عبد الكريم أنّ سورية قبل الحرب الإرهابية كانت استثناء في المنطقة لجهة تحقيق الاكتفاء الذاتي، وتكاد تكون الوحيدة التي لا ديون عليها، إضافة إلى كونها دولة راعية لمواطنيها على كلّ الأصعدة المعيشية والاجتماعية، لا سيما على صعيدي مجانية الطبابة والتعليم.

وقال إنّ الحرب على سورية ستترك ندوباً عديدة، لكن ما هو مهمّ راهناً، وما يستحق التوقف عنده، هو الإنجازات الميدانية الكبيرة التي تحققها الدولة السورية. فرغم الحرب التي انخرطت فيها دول عديدة ورغم حجم الدعم المالي والتسليحي الذي قُدّم للقوى الإرهابية، فإنّ سورية صمدت وتعملقت بحكمة قيادتها وكفاءة جيشها وصبر شعبها وتماسك بنيتها الداخلية، وعلى هذا الصمود السوري بنت القوى الحليفة والصديقة مواقفها الصلبة إلى جانب الدولة السورية، وسورية القوية أصلاً بإرادة جيشها واحتضان شعبها، قويت أكثر بدعم حلفائها وأصدقائها لمواجهة الحرب العدوانية التي يشنّها محور الشرّ بهدف إسقاط سورية.

وأكد السفير علي عبد الكريم أنّ ما يحققه الجيش السوري والمقاومون السوريون، والمقاومة الشريفة والشريكة من إنجازات وانتصارات في حلب والقنيطرة وإدلب ودرعا وأرياف حمص واللاذقية ودمشق، هو مدعاة فخر واعتزاز، ونحن في هذه الأيام نعيش مرحلة الانتصار، والنصر يقين آتٍ برغم أكلافه، نصر لن نحدّد زمناً للإعلان عنه، لكننا واثقون أنه اقترب كثيراً وكثيراً جداً.

وأشار الى أنّ دولاً إقليمية وعربية لعبت أدواراً خطيرة في الحرب ضدّ سورية، ووضعت كلّ إمكاناتها المالية والتسليحية لصالح المجموعات الإرهابية المتطرفة، وقدّمت الدعم اللوجستي والميداني بهدف قتل وترويع السوريين، وبرغم كلّ ذلك فشلت هذه الدول المتآمرة على سورية فشلاً ذريعاً، على غرار فشل أسيادها في الغرب و»إسرائيل».

واعتبر السفير علي عبد الكريم أنّ الحرب على سورية بواسطة القوى الإرهابية المتطرفة هي حرب على كلّ المنطقة. فخطر الإرهاب والتطرف ليس على سورية وحدها، بل هو خطر على المنطقة والعالم أجمع.

وتحدّث السفير السوري عن دور العدو «الإسرائيلي»، لافتاً إلى أنّ هذا الدور كان واضحاً وجلياً سواء من خلال الغارات الجوية التي نفذها على مواقع سورية، أو من خلال دعمه الكامل للمجموعات الإرهابية في منطقة الجولان، مشدّداً على أنّ وقائع الميدان التي حسمها الجيش السوري خصوصاً في حلب والقنيطرة، لا بدّ أن تفهمها تركيا و«إسرائيل»، وغيرهما من الدول الداعمة للإرهاب والإرهابيين.

وختم السفير علي عبد الكريم مشدّداً على أهمية دور مصر، لافتاً إلى أنّ الجيشين السوري والمصري حققا انتصارات عديدة، ماضياً وراهناً، معتبراً أنّ قتال الإرهاب والتطرف، هو قتال لكلّ المحور الذي يدعم هذا الإرهاب، و»إسرائيل» هي رأس حربة الإرهاب.

تخللت اللقاء الحواري مداخلات وأسئلة لعدد كبير من الحضور، بينهم العميد المتقاعد الياس فرحات، الباحث العراقي د. حسن سلمان، د. ابراهيم المدهون من البحرين، د. محمد نور الدين، علي إسلامي وعدد آخر من الباحثين والاعلاميين وأصحاب الرأي. وقد أدار الحوار وقدمه مدير المعهد الإعلامي محمد فقيه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى