المطارنة الموارنة: البحث عن مخارج بعيداً من انتخاب رئيس يأخذ البلاد إلى مستقبل مجهول
أسف المطارنة الموارنة لاستمرار البلاد من دون رئيس للجمهورية، ولتخلف المجلس النيابي عن انتخابه كما يوجب عليه الدستور. وقد بات انتخابه أكثر من ضرورة بسبب ما آلت إليه أحوال الوطن والحكم، ولدخول لبنان مرحلة جديدة على صعيد الأزمة الحكومية، هي أشبه بحال الآبار المشققة التي لا ينفع معها أي علاج. وما البحث عن مخارج، بعيداً من انتخاب رئيس، سوى أخذ البلاد إلى مستقبل مجهول على صعيد النظام السياسي، وإلى تفاقم الأزمة الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية، فضلاً عن تهديدات الأوضاع الأمنية.
وكان المطارنة الموارنة عقدوا اجتماعهم الشهري في بكركي، برئاسة الكاردينال بشاره الراعي، ومشاركة الرؤساء العامِّين للرهبانيات المارونية، وقد تدارسوا شؤوناً كنسية ووطنية. ورحبوا بجو «الحوار القائم بين الأفرقاء السياسيين اللبنانيين، على أن يكون هدفه التوصل إلى انتخاب رئيس للدولة، لا الإحلال بديلاً منه، عبر الاتفاق على ملفات هي من مسؤولية الدولة في الدرجة الأولى؟ إن حواراً حقيقياً يجب ألا يتخطى سقف سبل التعاون لإخراج البلاد من الأزمة الراهنة، وإلا ساهم بدوره في تعزيز إضعاف الدولة».
وأكد الآباء «أن ربط لبنان بالمحاور الإقليمية، وانخراطه في ما يجري فيها من أحداث، إنما ينمان عن اختزال للبنان بخيارات لا تتوافق والميثاق الوطني في فهمه الأصيل»، وجددوا دعوة كل اللبنانيين إلى «وعي أهمية دور لبنان في هذه المرحلة، بالإسهام في إخراج المنطقة من أزمة العيش معاً. ولن يكون له هذا الدور إلا بإجماع اللبنانيين على الخروج من الخيارات الفئوية والمذهبية، والارتقاء إلى مستوى الدولة الجامعة والحاملة رسالة الحرية والديموقراطية والسلام».
وأثنى الآباء على ما يقوم به الجيش اللبناني، وسائر القوى الأمنية، من تصد للمنظمات الإرهابية، وسهر على توفير الأمن لجميع المواطنين، وحثوا «الجميع على الوقوف إلى جانبها ودعمها بكل الوسائل التي تتيح لها القيام بالواجب الوطني المقدس، والذود عن الوطن في وجه كل التعديات. وهذا يقتضي العمل على رفع مستوى الوعي الوطني لدى جميع المواطنين، والمسؤولية السياسية لدى الأفرقاء اللبنانيين».
واستنكروا أشد الاستنكار الجريمة الإرهابية التي نفذها ذبحاً تنظيم داعش في ليبيا، بحق 21 مواطناً مصرياً من المسيحيين الأقباط، وهي جريمة بربرية ضد الإنسانية. وتقدموا من عائلات الشهداء والكنيسة القبطية الشقيقة، والشعب المصري عامة، بأحر التعازي على أرواح الشهداء الأبرار، سائلين الله «أن يقبل شهادتهم، ويشدد إخوتهم المسيحيين الذين يتعرضون لأبشع أنواع الإضطهاد في منطقة المشرق والكثير من مناطق العالم، ويثبتهم في إيمانهم».