رحلة لابولي لوغوز إلى الشرق كتاباً

ضمن «سلسلة أدب الرحلة»، صدر حديثاً لدى «المؤسسة العربية للدراسات والنشر» في بيروت، كتاب من ترجمة خالد عبداللطيف حسين ومراجعة الباحث أنيس عبدالخالق محمود بعنوان «رحلة لابولي لوغوز»، وهي رحلة تمّت عام 1649 بين الهند والأناضول عبر العراق.

يقول الباحث أنيس عبدالخالق: «الرحلات الفرنسية التي شهدها الشرق الإسلامي خلال القرن السابع عشر قليلة عامة، ولعل «رحلة لابولي لوغوز» من بين أندر الرحلات وأهمّها وتمّت خلال تلك المرحلة التي لا نزال في حاجة إلى كل مصدر جديد عنها».

يتناول هذا الكتاب الترجمة العربية الأولى لرحلة الفرنسي السير فرانسوا دو لابولي لوغوز الذي زار الخليج العربي والعراق في طريقه من الهند إلى الأناضول سنة 1649، ضمن رحلة واسعة شملت أجزاء متعدّدة من قارات أوروبا وآسيا وإلى حدّ ما أفريقيا.

يضمّ كتاب «رحلة لابولي لوغوز» 200 صفحة قطعاً كبيراً ، وفرة من المعلومات المفيدة التي لا شك في أن الرحّالة يتفرّد بها، مثل حديثه عن الديانات والطوائف الدينية في العراق إذ يخصص ستة فصول عن طائفة الصابئة المندائيين حينما كان في البصرة. وفي نهاية رحلته إلى بغداد يخصص فصلاً مستقلاً عن ديانة النساطرة. ويزخر الكتاب بمعلومات غاية في الأهمية، بينها ما قدّمه عن والي البصرة علي باشا بن أفراسياب، ولعله الكتاب الوحيد الذي يتحدث عن الطريقة التي نجح بها هذا الوالي في التخلص من الخطرين الفارسي والعثماني في وقت واحد. ومنها ما يذكره حول نية السلطان مراد الرابع بعد سيطرته على بغداد عام 1638 التوجه إلى البصرة وانتزاعها من أسرة أفراسياب خشية وقوعها بيد الفرس.

سبق للباحث أنيس عبدالخالق محمود أن أصدر العديد من الكتب في أدب الرحلات، بينها «رحلة صموئيل إيفرز من البصرة إلى البحر المتوسط» عام 1779 ، و»رحلة بيدرو تيخيرا من البصرة إلى حلب» و»رحلات جان دي تيفينو في الأناضول والعراق والخليج العربي 1664-1665 »، و»رحلات بين العراق وبادية الشام خلال القرن السادس عشر».