تقرير هل تعوّض ليبيا لمصر نقص موارد الدعم الخليجي؟
مرفان شيخموس
لم يلمس المواطن المصري أثرًا في تحسين أحواله المعيشية، رغم ما أعلِن من دعم دول مجلس التعاون الخليجي له عقب ثورة 30 حزيران 2013. بيانات الحساب الختامي لوزارة المالية المصرية لعام 2013 -2014 كشفت أنّ الدعم الخليجي بلغ 30 مليار دولار نقدًا، بالإضافة إلى بعض المبالغ الصغيرة لصالح البنك المركزي المصري. وقال تقرير المالية الصادر في شباط الماضي والمنشور على الموقع الإلكتروني لوزارة المالية المصرية، إنّ المساعدات جاءت موزعة ما بين 3.6 مليار دولار من دولة السعودية، عبارة عن ملياري دولار وديعة لدى البنك المركزي، و1.6 مليار دولار منح عينية في شكل مساعدات نفطية و4.2 مليار دولار من دولة الإمارات، موزعة ما بين ملياري دولار وديعة لدى البنك المركزي، ومليار دولار منحة و1.2 مليار دولار مساعدات عينية. أما دولة الكويت فجاءت مساعداتها بواقع 2.7 مليار دولار ممثلة في ملياري دولار وديعة و 700 مليون دولار مساعدات نفطية، إلى جانب 200 مليون دولار مساعدات نفطية من قطر، ما يعنى أنّ إجمالي المساعدات العربية توزع بين 6 مليارات دولار ودائع، و3.7 مليار دولار مساعدات نفطية ومليار دولار منحة لا تردّ. وفي الأول من تموز الماضي، جاءت أولى التقارير الرسمية المصرية الصادرة في شأن تلك المساعدات حيث قدرت بنحو 16.7 مليار دولار بما يعادل 117 مليار جنيه وذلك حسب البيان المالي الخاص بالموازنة المصرية الحالية 2014 / 2015 . يبدو أنّ تخفيض الدعم الخليجي لمصر بقيادته الأميركية لم يكن عن عبث، فحرب أسعار النفط أنهكت العديد من الدول وفي مقدمتها الدول الداعمة لمصر والتي قدرت خسائرها خلال عام بحدود 300 مليار ودولار، وفق البيان الصادر من صندوق النقد الدولي. فهل جاءت تلك الخطوات الأميركية الخليجية مدروسة لتوريط مصر مثل سابقتها الأردن بالمشاركة في التحالف الدولي؟ وهل سيؤتي الضغط على مصر مادياً وأمنياً ثماره لذلك التحالف؟ أم أنّ الاعتماد على النفط الليبي من الجانب المصري سيكون البديل لتلك المساعدات الخليجية؟ يشكل النفط نحو 94 في المئة من عائدات ليبيا من النقد الأجنبي و60 في المئة من العائدات الحكومية و30 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي .وتنتج ليبيا يومياً 1.6 مليون برميل من النفط .ويبلغ احتياطي النفط الليبي 41.5 مليار برميل واحتياطي الغاز مليار قدم مكعب. يقول خبير عسكري روسي إنّ واشنطن أرادت تحويل الساحة الليبية إلى محرقة يمكن توجيه نيرانها إلى الهدف الذي يحدّده المخططون في البيت الأبيض من دون التورط في شكل عسكري مباشر، تحت غطاء عدم التمكن من التحكم في الفوضى القائمة، ليأتي طلب الحكومة الليبية من المجتمع الدولي التدخل لمساعدتها عسكرياً من أجل الحدّ من نفوذ الميليشيات المسلحة المسيطرة على المشهد الأمني في البلاد والتي يقدر عددها بأكثر من 1700 فصيل . وبذلك فإنّ العنوان الأبرز للحضور المصري في ليبيا هو دعم الاقتصاد المصري بالنفط الليبي إذا وافقت مصر على المشاركة في التحالف الدولي وكذلك تأمين حدود مصر من تلك الجماعات المسلحة.