موسكو: هدف تدريب فصائل «المعارضة المعتدلة» في تركيا مشبوه
اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن التدخل الخارجي في الشرق الأوسط أدى إلى تفشي التطرف والإرهاب في المنطقة، وقال: «إن التدخلات الصارخة في دول المنطقة واللامبالاة بمصير شعوبها أدت إلى تفشي التطرف والإرهاب اللذين نضطر الآن لمواجهتهما».
وأكد لافروف أثناء لقائه بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر في العاصمة الروسية أمس، أن موسكو تبذل جهودها من أجل تسوية الأزمتين في سورية واليمن سلمياً، والحيلولة دون زعزعة الوضع في العراق، معرباً عن قلقه الشديد في شأن الوضع في ليبيا.
من جانبه أعرب البطريرك يازجي عن التقدير للموقف الروسي والجهود التى تبذلها موسكو لتحقيق استقرار الوضع في الشرق الأوسط والتوصل إلى حل سلمي للمشاكل في المنطقة.
وفي ختام المحادثات قلد البطريرك يازجي الوزير لافروف وسام القديسين بطرس وبولس مؤسسي الكرسي الأنطاكي من درجة ضابط كبير تقديراً لجهوده في إحلال السلام وإثناء على الدور الروسي في المساعدة المعنوية والإنسانية والسياسية التي ترمي إلى ترسيخ دعائم السلام والاستقرار في المنطقة.
وفي السياق، أعربت الخارجية الروسية أمس عن شكوك موسكو إزاء أهداف توقيع واشنطن وأنقرة اتفاقاً حول تدريب مقاتلي «المعارضة المعتدلة» في سورية على الأراضي التركية.
وفي بيان قال المتحدث ألكسندر لوكاشيفيتش إنه «تحت ستار تصريحات علنية عن ضرورة تسوية الأزمة في سورية بطريقة سياسية فقط، فإن الحديث يدور في الواقع عن مواصلة النهج القديم المتمثل بدعم هؤلاء الذين يريدون تحقيق أهدافهم في سورية بالقوة وبصرف النظر عن عدد ضحايا التناحر ومعاناة السكان المدنيين».
وذكر لوكاشيفيتش أن الهدف المعلن من الاتفاق الأميركي – التركي وهو إعداد مسلحين «معتدلين» وتدريبهم على محاربة تنظيم «داعش» الإرهابي يثير شكوكاً، لأنه يتجاهل وجود الجيش السوري كقوة واقعية تواجه الإرهابيين. وأضاف أنه «ليس واضحاً أين سيكون آلاف المسلحين بعد مرور الوقت وفي أية صفوف سيقاتلون عندئذ».
هذا وأكدت الخارجية عزم موسكو على مواصلة الجهود الرامية إلى التسوية السياسية في سورية في أسرع وقت ممكن، بما في ذلك ضمن إطار «عملية موسكو» التي تم إطلاقها مؤخراً من خلال إجراء لقاءات في العاصمة الروسية بين ممثلي كل من دمشق وقوى سورية معارضة.
الى ذلك، أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو أن الخطة الأميركية التركية لتدريب مسلحي «الجيش الحر» ستنطلق في مطلع آذار المقبل.
وكانت وكالة «رويترز» قد نقلت عن مسؤول في الخارجية الأميركية الخميس تأكيده أن الولايات المتحدة وتركيا وقعتا اتفاقاً لتدريب وتجهيز مقاتلي «المعارضة المعتدلة».
وفي السياق، جدد حسين أمير عبد اللهيان مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والأفريقية التأكيد على أن الحل السياسي يشكل الحل الوحيد للأزمة في سورية حيث لا مكان للإرهابيين في مستقبل سورية والمنطقة.
ونوه عبد اللهيان بموقف الحكومة السورية حيال الحل مع «المعارضة الأصيلة والمؤمنة بطريق الحل السياسي فيما لا مكان للإرهابيين في مستقبل سوريه والمنطقة».
ولفت عبد اللهيان إلى أن انتصارات الجيش السوري تبشر بالتحرير الكامل والقريب لمدينة حلب من براثن الإرهابيين والمجاميع المسلحة مشدداً على أن التواجد القوي للجيش والقوات الشعبية السورية وعملياتها الواسعة ضد الإرهابيين في مختلف الجبهات قربت نهاية الإرهابيين.