تقرير إخباري النار تقترب من العرش السعودي
نيبال هنيدي
ها هي نار الإرهاب التي أوقدتها السعودية تحرق أحلام الوهابية التي اجتاحت ودمرت المنطقة من سورية الى اليمن.
بعد سنوات على الدعم السعودي للإرهاب في العالم العربي صار «الإسلام السعودي» الذي لا يمثل الا نفسه ومن يدعمه من المجموعات الارهابية عبئاً يثقل كاهل المملكة داخلياً وخارجياً، ما دعى الملك السابق عبدالله بن عبدالعزيز في أواخر شهر كانون الأول الماضي، لاتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للتصدي لأي أعمال إرهابية بحسب تعبيره، بعد احصاءات لوزارة الداخلية السعودية أظهرت أن المملكة شهدت ثلاث عمليات إرهابية خلال العام 2014، وآخرها كان هجوماً انتحارياًً استهدف إحدى دوريات حرس الحدود في منطقة عرعر شمال السعودية، أدى الى مقتل رجلي أمن سعوديين وإصابة ثالث، فهل وقعت السعودية في شر أعمالها وهل انقلب السحر على الساحر؟
أبو بكرالبغدادي كان أعلن عن امارة مكة والمدينة وعاصمتها الفلوجة في العراق، وقال التنظيم في نبأ نشر في المنتدى الإعلامي التابع له انه سيتمدّد لجزيرة العرب قريباً، ونشر التنظيم مقاطع فيديو قالت أنها «تظهر المئات ممن يبايعون أمير مكة المنصّب من قبل أبو بكر البغدادي وفي المقابل وبعد كل هذا خرج الينا مفتي آل سعود اليوم يتبجح بأن تنظيم «داعش»، قد أعلن في الواقع «دولة ضالة» مضيفاً أن عناصر التنظيم من المنافقين، وهم بذلك أسوأ من «الكفار» الذي قال إن «أمرهم جلي وحالهم لا إشكال فيه وهم أضر على الناس من الكافر الواضح الكفر.»
فهل يشكل كل هذا إنذاراً أخيراً للسعودية لتستبدل الوهابية بفقه الإعتدال السائد في بلاد الشام؟
الرئيس السوري بشار الأسد تحدث في مقابلته الأخيرة مع «بي بي سي نيوز» البريطانية في رد على سؤال أن السعودية تخشى من «داعش» ولا ترغب بوجوده فلماذا تدعمه وقال حينها ان المهم ليس ما يقولونه بل المهم هو التدابير التي يتخذونها لإثبات صحة ما يقولون.
لأن مصدر أيديولوجيا «داعش» وغيره من التنظيمات المرتبطة بـ»القاعدة» هو الوهابيون الذين تدعمهم العائلة المالكة السعودية، وفي هذا السياق كان قد أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله من أن المواجهة الفكرية والاعلامية والميدانية مع التيار التكفيري هي دفاع عن الاسلام، مضيفاً أن أي سلوك يبادر اليه إنسان مسلم يدعي الاسلام إذا كان يتناقض مع الفطرة الاسلامية محال ان يكون من الاسلام. وتابع تعالوا معنا إلى سورية والعراق، كاشفاً ما تتضمّنه وثائق «داعش» من نوايا الوصول إلى المدينة المنورة ومكة، في المملكة العربية السعودية.
فهل ستوقن السعودية في هذا الاطار ضرورة مد اليد لدول المنطقة وربما إيران لمواجهة الخطر المحدق بها بخاصة في ظل مشاكلها الداخلية؟
الرئيس الإيراني حسن روحاني قال في السادس والعسرين من شهر أيار الماضي أنّ هناك جماعات تنشر الارهاب في العالم باسم الإسلام، مؤكداً ضرورة تقديم الصورة الناصعة للإسلام. وعن العلاقات مع السعودية كان روحاني قد صرح قبل ذلك أن الحكومة الإيرانية تسعى إلى إقامة علاقات مبنية على التعاطي والصداقة مع جيرانها في منطقة الخليج وبحر عمان». ما سيؤدي الى تعزيز العلاقات بين دول المنطقة على جميع المستويات لتحقيق الثبات، والسلام في كل الدول.
«داعش» في السعودية التي بشرت به في أوروبا وأميركا فهل ستدرك السعودية هذا الخطر المحدق لمواجهته عقائدياً أولاً ولإطفاء ناره التي باتت تلوح في أفقها؟