قتلى في انفجار خلال مسيرة «الميدان الأوروبي» في خاركوف الأوكرانية
بدأت وحدات الدفاع الذاتي في دونباس في شرق أوكرانيا أمس بسحب الأسلحة الثقيلة من الجبهة في مؤشر على استعدادهم لوقف تقدمهم العسكري في إطار اتفاق مينسك الذي تم التوصل إليه بوساطة دولية.
ونقل عن إدوارد باسورين القائد العسكري البارز في قوات الدفاع الذاتي تأكيده أن عملية سحب الأسلحة الثقيلة من منظقة النزاع قيد الترتيب على أن يبدأ الانسحاب الفعلي يوم الثلاثاء. وقال باسورين: «وقعت الخطة الليلة الماضية… بدءاً من اليوم هناك أسبوعان لسحب الأسلحة الثقيلة».
وكانت وكالة «دونيتسك» للأنباء قد ذكرت أن رئيس «جمهورية دونيتسك الشعبية» ألكساندر زاخارتشينكو وقع أول من أمس، على خطة سحب المعدات الثقيلة من خط التماس بين دونباس والجيش الأوكراني.
وأضافت الوكالة أن زاخارتشينكو يوجد حالياً في المستشفى حيث نقل في وقت سابق لتلقي العلاج بعد إصابته في الساق إثر تعرضه لإطلاق النار من قبل عناصر الجيش الأوكراني.
وكان رئيس «جمهورية لوغانسك الشعبية» إيغور بلوتنيتسكي وقع هو الآخر على الخطة نفسها في وقت سابق من يوم السبت.
وكان ممثلو كييف وقادة جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين اتفقوا يوم الجمعة الماضي على خطة سحب المعدات الثقيلة من خط التماس في دونباس جنوب شرقي أوكرانيا، بموجب اتفاق مينسك بشأن تسوية الأزمة الأوكرانية، والتي توصل إليها قادة روسيا وألمانيا وفرنسا وأوكرانيا بعد محادثات شاقة في العاصمة البيلاروسية مينسك، في الـ12 من الشهر الجاري.
وفي السياق، سلمت قوات الدفاع الذاتي في دونيتسك الجانب الأوكراني 139 أسيراً خلال عملية تبادل الدفعة الأولى من الأسرى، في حين تسلمت دونباس 52 أسيراً من بينهم 4 سيدات.
وقد رافقت قافلة كبيرة من سيارات الصحافيين الحافلة التي تقل الأسرى الأوكرانيين. ويعتبر المراقبون للشأن أن عملية تبادل الأسرى بين سلطات كييف وقوات الدفاع في الدونباس مهمة، خصوصاً أنها تأتي الأولى منذ شهرين وأيضاً الأولى بعد توقيع اتفاق مينسك.
وقد جرى تبادل الأسرى في جمهورية لوغانسك، في منطقة محايدة على خط التماس. وقد انضمت إلى الأسرى المحتجزين لدى دونيتسك دفعة أخرى من المعتقلين لدى جمهورية لوغانسك، ليصل بذلك عدد الأسرى الأوكرانيين الذين سلمتهم قوات الدفاع الذاتي لكييف إلى 139 شخصاً، غالبيتهم من القوات الأوكرانية التي كانت محاصرة في ديبالتسيفو.
وقال الجيش الأوكراني أمس إن المزيد من قوافل المركبات المدرعة رصدت وهي تعبر إلى أوكرانيا من روسيا بما في ذلك في الجنوب الشرقي إذ قال إن «الانفصاليين الموالين لروسيا» ما زالوا يشنون هجمات على قوات الحكومة على مقربة من ماريوبول.
وقال المتحدث العسكري أندريه ليسينكو إن قطاراً عسكرياً يقل 60 مركبة مدرعة بينها دبابات وصل إلى بلدة أمفروسيفكا من روسيا في حين عبرت في وقت لاحق قافلة من المعدات العسكرية الحدود من ناحية نوفوازوفسك شرق ماريبول على بحر أزوف.
وأضاف: «هناك في قرية شيروكين شرق ماريوبول مواجهة عسكرية مستمرة. القتال مستمر. الجنود ثابتون في مواقعهم»، موضحاً أن قوات الدفاع الذاتي شنت 44 هجوماً منفصلاً عبر منطقة الحدود خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة.
الى ذلك، قتل شخصان وجرح حوالى 15 آخرين أمس بانفجار في مسيرة لإحياء ذكرى «الميدان الأوروبي» في مدينة خاركوف شرق أوكرانيا.
وبحسب مصادر في الشرطة المحلية، فإن عبوة ناسفة وضعت في طريق المسيرة التي شارك فيها حوالى 500 شخص.
في حين قال مسؤول في مجلس الأمن والدفاع بأوكرانيا إن عدداً غير محدد من المشتبه بهم اعتقلوا في ما يتعلق بالانفجار. ووصفت وزارة الداخلية الانفجار بأنه «عمل إرهابي».
وفي وقت سابق أعلنت بعثة المراقبين التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، أن الجيش الأوكراني منعها من عبور نقطة تفتيش جنوب البلاد.
وجاء في تقرير للمراقبين أن الجنود أوقفوا أعضاء البعثة عند إحدى نقاط التفتيش الواقعة جنوب البلاد، مطالبين إياهم بعرض جوازات سفرهم. وعلى رغم التزام المراقبين بمطالب العسكريين إلا أنهم منعوا من العبور. وقال المراقبون في تقريرهم إن منعهم تم بعد أن أجرى الجنود الأوكرانيون مكالمة هاتفية مع شخص مجهول.
وكانت بعثة المراقبين التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا أعلنت عدم إمكان الوصول إلى أراضي منطقة دونباس كافة جنوب شرقي أوكرانيا لإجراء تحقيق هناك.
ودعا المتحدث باسم البعثة مايكل بوتشوركيف في تصريح صحافي، طرفي النزاع الأوكراني إلى التمسك بالهدنة في المنطقة برمتها وتوفير الظروف المناسبة لوصول مراقبي منظمة الأمن والتعاون إلى المناطق كافة.
وفي وقت سابق قال مسؤول في برلمان «جمهورية لوغانسك الشعبية» إن ممثلي بعثة المراقبين تمتلك إمكان التعرف إلى الوضع في المناطق الآمنة التي لا تتعرض للقصف.
وكانت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا قد طالبت سلطات «دونيتسك الشعبية» بدخول مدينة ديبالتسيفو التي شهدت أعمالاً قتالية عنيفة أخيراً.
وطالب إيرتوغرول أباكان رئيس لجنة المتابعة لمنظمة الأمن والتعاون بالمزيد من الأفراد والآليات لمراقبة الهدنة في أوكرانيا. وقال: «المنطقة مسؤولية منظمة الأمن والتعاون في أوروبا المنصوص عليها في اتفاق مينسك كبيرة، ونحن بحاجة إلى المزيد من الأفراد والآليات. من الضروري مضاعفة عدد موظفينا لتأمين مراقبة وقف إطلاق النار».
ومن المقرر أن يجتمع وزراء خارجية مجموعة النورماندي في باريس اليوم الاثنين، بحسب ما أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومين نادال.
وسيعكف وزراء النورماندي خلال هذا الاجتماع على إعداد توصيات موجهة إلى مجموعة الاتصال بهدف تنفيذ جميع بنود الاتفاق الموقع في مينسك في 12 شباط .
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بحث في اتصال هاتفي الخميس الماضي مع نظرائه الألماني والفرنسي والأوكراني الخطوات العملية لتسوية الأزمة الأوكرانية، واتفقوا على عقد اجتماع بينهم في أقرب وقت.