الراعي: السعي لدى الدول المعنية لتسهيل انتخاب الرئيس
أكد البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي «أن لا أحد من البشر منزه عن الأمراض الشخصية التي تظهر في نتائجها السيئة: في الممارسة السياسية السيئة، حيث تغيب خدمة الخير العام، ويحل محلها السعي إلى المصالح والمكاسب الشخصية والفئوية والمذهبية، وفي مخالفة الدستور والميثاق الوطني وصيغة العيش معاً بتعاون وتكامل. وقد بلغت هذه المخالفة ذروتها في عدم انتخاب رئيس للجمهورية منذ تسعة أشهر، وبالتالي في تعثر ممارسة صلاحيات المجلس النيابي، وأعمال الحكومة التي تختلط صلاحياتها الدستورية بصلاحيات رئيس الجمهورية هذه التي تتولاها بالوكالة، ولا مجال لممارستها إلا بالتوافق وبذهنية تصريف الأعمال لا بابتكار آليات تتنافى والدستور، وكأن الفراغ الرئاسي أمر عادي.
وشدد خلال ترؤسه قداس الأحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي على «أن الطريق الأقرب والأسلم والأضمن لهاتين المؤسستين الدستوريتين من أجل استعادة مسارهما الطبيعي والدستوري، إنما هو انتخاب رئيس للجمهورية اليوم قبل الغد، ما يقتضي السعي مع ذوي الارادات الطيبة ولدى الدول المعنية والصديقة لتسهيل إجراء هذا الانتخاب».
بعد القداس، استقبل الراعي في صالون الصرح الوزير السابق وديع الخازن الذي أشار إلى أنه «لمس من البطريرك الراعي انطباعاً أكثر تفاؤلاً من ذي قبل على جدية التعامل مع هذا الاستحقاق، إذ لا يمكن البحث بأي شأن وطني ومصيري كانتخاب رئيس جديد للجمهورية خارج السقف الروحي والوطني في الصرح البطريركي، لأن بكركي ممر الزامي للجميع باعتبارها الحاضن الاول لميثاقية العيش الواحد».
وكان البطريرك الراعي التقى السبت في الصرح البطريركي في بكركي، السيناتور الفرنسي أوليفي كاديك ترافقه عقيلته وممثلة حزب الوسط الفرنسي في لبنان باتريسيا الياس سميدا في زيارة لإلتماس البركة.
وكانت مناسبة تطرق فيها كاديك الى هدف زيارته لبنان، للاطلاع على الوضع الاجتماعي عموماً وكيفية مساعدة المدارس الرسمية، ودعم العمل الاجتماعي في ضوء الصداقة الفرنسية – اللبنانية ومن خلال الهيئات الاهلية.
بعدها، التقى الراعي وفداً من الحجاج الإيطاليين والبولونيين، ضم نحو خمسين شخصاً، يقومون برحلة حج الى لبنان عنوانها «على خطى القديسين الموارنة».
بعد رفع الصلاة المشتركة في كاتدرائية الكرسي البطريركي، أكد الراعي «أن لبنان دولة علمانية تحترم الله وتحفظ للطوائف حق حرية المعتقد والعبادة، ويشكل نموذجاً للشرق والغرب». وأعلن «أن ما يجري اليوم في بلدان الشرق الأوسط ما هو إلا حروب اقتصادية وسياسية ومذهبية بين الأصولية والإعتدال ونتيجتها واضحة للجميع، مزيد من التدمير والقتل والموت، وللبنان حصة من تحمل هذا الواقع الضاغط والمقلق والمريب والمتمثل في جزء منه بنزوح نحو مليون ونصف المليون سوري الى مختلف أراضيه، وهو عاجز عن تحمل عبء هذا الواقع على الصعد كافة».