أضرار في الكهرباء والمياه جرّاء العاصفة والجليد يعزل قرى جبلية
انحسرت العاصفة «ويندي» مخلفة وراءها اضراراً في المزروعات وشبكات الكهرباء والماء، فضلاً عن طرق مقفلة بالثلوج التي تساقطت من ارتفاع 300 متر وصولاً إلى السواحل، وطبقات من الجليد في المناطق الجبلية.
وتوقعت مصلحة الأرصاد الجوية في إدارة الطيران المدني أن يكون الطقس اليوم، صافياً إجمالاً مع ارتفاع إضافي في درجات الحرارة، يتحول بعد الظهر إلى غائم جزئياً مع سحب مرتفعة، واحتمال طفيف لتساقط أمطار خفيفة متفرقة على المرتفعات مساء.
الحرارة على الساحل من 6 الى 12 درجة، فوق الجبال من 1 الى 5 درجات وفي البقاع من صفر الى 7 درجات. والطقس في البقاع يشهد إنفراجات واسعة وارتفاعاً ملحوظاً في درجات الحرارة.
وكانت شبكات المياه في بعلبك تجمدت بفعل تدني درجات الحرارة ليلاً الى ما دون 3 تحت الصفر، بالترافق مع انقطاع متكرر في التيار الكهربائي.
أما الطرقات، فعادت إلى طبيعتها بعدما كان السير شبه متوقف بسبب تكون طبقات الجليد خلال ليل أول من أمس. كما، ان معظم الطرقات الرئيسية بقيت سالكة للسيارات المجهزة، باستثناء عدد من الطرقات الداخلية في البلدات الجبلية التي يزيد ارتفاعها عن ألف متر.
وقامت جرافة تابعة لبلدية زحلة – معلقة وتعنايل، بناء على اتصال ورد الى غرفة عملياتها، بإنقاذ عائلة كانت عالقة داخل سيارة في أعالي زحلة.
وفي الضنية تشكل الجليد على الطرقات نتيجة البرد القارس وتدني درجات الحرارة، التي وصلت إلى ما دون الصفر في المناطق الجردية، ما أدى إلى عزل أغلب قرى وبلدات جرد الضنية، خصوصاً تلك التي يزيد إرتفاعها على 1100 متر وما فوق.
وقامت ورش البلديات واتحاد بلديات الضنية والدفاع المدني ووزارة الأشغال، بالعمل على فتح هذه الطرقات، التي تعذر السير على بعضها قبل الظهر، في موازاة العمل على فتح الطرقات الفرعية.
وأفاد رئيس بلدية بقاعصفرين منير كنج أن 4 جرافات تعمل على فتح الطرقات لهذه الغاية، وأن البلدية ستقوم برش طبقة من الملح فوق الجليد لإذابته، من أجل تسهيل فتح الطرقات أمام المواطنين. وأوضح رئيس بلدية السفيرة حسين هرموش أن الطريق الرئيسية المؤدية إلى جرد المنطقة مفتوحة، خصوصاً أمام سيارات الدفع الرباعي أو السيارات المجهزة بسلاسل معدنية، مشيراً إلى أن «الورش تعمل منذ ساعات الصباح لفتح الطريق المؤدية من بلدة السفيرة وصولاً إلى بلدتي كفربنين وحوارة وبيت حاويك ودبعل المجاورة، التي عزلت عن العالم بسبب تراكم الثلوج على الطريق المؤدية إليها».
كما قطعت الثلوج أيضاً الطريق المؤدي من بلدة بقرصونا إلى سد بريصا وجرد مربين، حيث تجاوزت سماكة الثلوج في المنطقة قرابة متر، وهي أدت في وقت سابق إلى قطع طريق الضنية ـ الهرمل.
وعطلت موجة الجليد التي ضربت مناطق حاصبيا – مرجعيون – العرقوب، كل حركة فيها.
وكان العديد من بلديات هذه القرى، أصدرت بيانات عبر مكبرات الصوت تحذر المواطنين من أية حركة، معلنة أن أكثر الطرقات صعوبة هي تلك التي تربط شبعا وكفرشوبا بمركز القضاء حاصبيا.
وقامت جرافات تابعة للجيش واليونيفيل بإعادة فتح الطرق في تلال شبعا وكفرشوبا، التي تصل الى مواقع قوات الطوارئ والجيش في هذا القطاع.
وأفيد بأن معظم طرق شبعا فتحت من الثلج، فيما لا تزال طريق شبعا – عين عطا مقفلة بسبب تراكم الثلوج، كما تغطي طبقة من الجليد بعض الطرق والمنحدرات.
ويسجل استمرار انقطاع مادة المازوت في البلدة فيما طالب الأهالي بالإفراج عن المازوت وعدم احتكاره.
وفي الشوف أتاح انفراج الطقس بعد هدوء العاصفة، المجال للعمل على فتح الطرق الجبلية كافة، باستثناء طريق الشوف- الأرز- البقاع، وبدء تركيز الأعمال على الطرق الداخلية في القرى، وسط ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة خلال النهار. في حين استمر انقطاع التيار الكهربائي جراء الأعطال التي تسببت بها العاصفة. كما استمر إقفال القطاعات والمؤسسات على اختلافها، بسبب الصقيع وعدم اكتمال فتح الطرق.
وناشد مزارعو الساحل الممتد بين صور ورأس العين وزارة الزراعة مساعدتهم لتعويض خسائرهم الفادحة بمواسمهم الزراعية التي ألحقتها العاصفة «ويندي» المحملة بالثلوج وحبات البرد.
زعيتر يتفقد طريق انطلياس بكفيا
إلى ذلك، تفقد وزير الاشغال العامة والنقل غازي زعيتر الانهيار الذي حصل على طريق انطلياس بكفيا، برفقة وفد من الوزارة بحضور عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب نبيل نقولا.
بعد الاطلاع على الوضع الميداني، اعطى الوزير زعيتر توجيهاته الى الفريق الفني المرافق العمل على وضع الدراسات اللازمة ومعالجة الانهيار بأسس فنية عالية لعدم تكرار الانهيار.
وأوضح زعيتر «ان الحائط قديم العهد اي منذ حوالى سبعين عاماً، وانه ستتم معالجة الانهيار من قبل الوزارة تحت بند أشغال السلامة العامة حفاظاً على سلامة المواطنين وسلامة المرور»، مشيراً الى انه لن ينتظر «الروتين الاداري للمباشرة بالعمل».
وطالب زعيتر «بتأمين الآلية المتبعة سابقاً للتمكن من معالجة الاشغال الطارئة التي تشكل خطورة على السلامة العامة، ليس هنا فقط انما في جميع المناطق اللبنانية من دون استثناء». وأفاد «بأن جميع المناطق تكون عرضة لهكذا حوادث اثناء العواصف، المهم الا يكون هناك خسائر في الارواح». وجدد تأكيده للمواطن اللبناني انه «سيباشر الاعمال على مسؤوليته وعاتقه رغم الآلية المعقدة المتبعة».
وأبدى «استعداده لمعالجة أي طارئ يشكل خطراً على السلامة العامة، على رغم ان بعض وسائل الاعلام تحمله مسؤولية ما جرى»، مشيراً إلى «تحمل المسؤولية حتى لو كان عمر الطريق أكثر من 70 سنة لأنه معني بحياة المواطن. ونحن كوزارة اشغال سنقوم بواجباتنا فوراً من دون تردد وتلكؤ لأن هذا الموضوع يمس السلامة العامة من دون الأخذ في الاعتبار على من تقع المسؤولية سابقاً أو حالياً علينا المعالجة الفورية».
نقولا
وأشار النائب نقولا بدوره الى «ان عمر الطريق حوالى السبعين عاماً ولم يصمم للكثافة المرورية بوقتها، انما بسبب الكثافة السكانية والمرورية وتطور وسائل النقل والأوزان الثقيلة ومع العوامل الطبيعية الطارئة انهار الطريق»، لافتاً الى أن «الوزير زعيتر فور تبلغه الخبر لبى الطلب وتفقد المنطقة وكان سريع التصرف بالمعالجة».