وداعاً رفيق فادي

الأمين لبيب ناصيف

بعض الرفقاء، وإن لم تلتق بهم كثيراً، يقطنون ذاكرتك وأعماقك، وتنشّد إليهم بالمودّة والاحترام وقد لمست في أعماقهم إيمانهم الوطيد بالحزب، وعرفت عن نشاطهم وتفانيهم.

هكذا الرفيق فادي حنا ابراهيم، وقد خسرناه أمس، لنخسر معه الكثير من حضورنا الحزبي في مدينة وندسور، وكان مجلياً فيها، رفيقاً فمفوضاً.

لا أذكر أنّ مناسبةً أقيمت في وندسور على صعيد الجالية، لم يكن الرفيق فادي مشاركاً فيها أو قائداً لها.

فهو، إلى جانب دراسته الجامعية وحيازته شهادة الليسانس في إدارة الأعمال، ما أهّله لأن يرتفع في عمله، يتمتع بثقافة حزبية وعامة جيدتين، وبالتزام صادق ومميز بالحزب.

لم ألتق به سوى مرة واحدة. إنما كنت «ألتقيه» دائماً عبر البريد الحزبي والاتصالات الهاتفية.

مساء يوم الأربعاء 23 نيسان اتصل بي هاتفياً. عرفت إنه من بلدة كفرعقا، «وهو وصلها البارحة، بعد جولة في مناطق عدّة في لبنان».

وعد أن يزور المركز ونلتقي. إلا أن وعده لن يتحقق، فأمس صباحاً اتصل الأمين كمال نادر ليفيدني أن انفجاراً دماغياً أصاب الرفيق فادي ليلاً وقد نُقل إلى مستشفى الكورة.

حالته صعبة جداً. قالها لي الأمين كمال وفي صوته حشرجة، «التقيت به منذ أيام قليلة في مدينة القليلة صور بينما كنت أغطي مناسبة تشييع الشبل أدون ابن الأمين حسن كمال الدين. فوجئت به. جلسنا لساعات على أن نلتقي مجدّداً إذ يصل إلى الكورة».

نعم لقد وصلها، وفيها التقى رفقاء، سهر معهم. فرح معهم، ورحل.

أمثالك يا رفيق فادي ابراهيم، ليسوا كَثَرة. لقد عرفت الحزب نضالاً ومثالية ومؤسسات ونهضة ترفض كل بالٍ، وتبني للأجمل.

سنذكرك دائماً. وندسور يتيمة برحيلك.

والبقاء للأمّة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى