الضاهر لـ«أنباء فارس»: عملية الجيش السوري منفصلة عن مبادرة دي ميستورا في حلب
أكد المحلل السياسي والعسكري السوري عيسى الضاهر إن «عملية الجيش السوري الهجومية في حلب منفصلة بشكل تام عما أعلنه المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا عن موافقة الدولة السورية على خطته لتجميد القتال في حلب، مبيناً إن الجيش السوري يقوم بواجبه الوطني والملتزم بحماية أمن سورية».
وأوضح الضاهر أن «الجيش ومن خلال جملة عملياته في سورية وفي الشمال السوري خصوصاً يذهب باتجاه إعادة تأمين المدينة الثانية من حيث المساحة والأهمية الاقتصادية في حلب، ومن خلال هذه العملية يمكن للجيش إن يسقط المشاريع الأميركية في خلق فوضى في حلب سواء من خلال محاولة خلق عاصمة ثانية لسورية على غرار التجربة الليبية، أو من خلال إعادة تأمين الخاصرة الشمالية».
وأشار إلى أن «الجيش السوري أكمل المرحلة الأولى من العملية الهجومية في حلب مثبتاً نقاط تمركزه الأولية نحو إستعادة السيطرة على كافة أحياء المدينة، وما تشهده حلب المدينة اليوم من انسحابات كبرى من قبل المسلحين هروباً من الضربات الموجعة التي تلقتها من قبل القوات السورية هو بداية لنهاية معاناة حلب والسوريين فيها، واستفاد الجيش من التكتيكات المبتكرة في العملية، فالهجوم المتزامن ومن عدة محاور لا يتوقعها العدو ويعتبرها نقاط ضعف للجيش السوري هو ما أثر على معنويات المسلحين من خلال عملية الصعق النفسي التي نتجت من الصعقات النارية التي وجهها الجيش مستخدماً كافة القوى والوسائط النارية المتاحة ولكن ما يميز عمل الجيش العربي السوري عن سواه من جيوش العالم هو التزامه بالقانون العسكري والضابط الأخلاقي للحرب».
وأضاف: «إن الحديث عن موافقة الحكومة السورية على مبادرة دي ميستورا يأتي من وعي سياسي واقعي من قبل الحكومة السورية ممثلة بالرئيس بشار الأسد، وهذا يدلل على إن سورية تمتلك الفهم الاستراتيجي اللازم لإدارة ملف المبادرة، فالحكومة لم توافق مباشرة ولم تورط نفسها بموافقة يمكن أن تورطها بما لا تحمد عقباه، بل عملت خلال المرحلة الماضية على فرض شروطها المتوافقة مع مبدأ السيادة الوطنية والقانون الدولي ومتطلبات الواقع المعاش في سورية لتكون المبادرة جدية، وإن كانت دمشق أبدت موافقتها على تجميد القتال لمدة ست أسابيع فالمعروف إن المسلحين رفضوا الجلوس إلى طاولة واحدة مع دي ميستورا لبحث مبادرته وهذا يؤكد إن مشغلي الإرهاب في سورية لا يقبلون بمثل هذه الحلول».
وأكد الضاهر أن «الدولة السورية تعمل من منطلق صدق نيتها بإنهاء الأزمة وإن كانت المبادرة تدخل من دون وضوح موقف المسلحين أو مشغليهم فإنها تراهن على قدرتها العالية في حماية الدولة من أي محاولة لاستغلال المبادرة لتحقيق غايات تسيء للدولة السورية وللمواطن السوري، ولكن من المفيد والمهم بالنسبة الى دمشق أن تجرب مثل هذه المبادرة برعاية أممية خاصة وإن جوهر ما قدمه دي ميستورا يرتكز على فكرة المصالحات الوطنية التي هي من صناعة القرار السياسي في سورية بامتياز».