برّي التقى مجلس نقابة الصحافة: خطر «داعش» لن ينتهي بسرعة لكنه سيُهزم حتماً
استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، في عين التينة أمس، مجلس إدارة نقابة الصحافة برئاسة النقيب عوني الكعكي، في حضور المستشار الإعلامي علي حمدان، وجرى عرض لشؤون وشجون الصحافة والإعلام والأوضاع والتطورات الراهنة في لبنان والمنطقة.
وتقدم بري من الجسم الإعلامي بالتعازي «بوفاة الإعلامي الكبير عرفات حجازي»، معرباً عن تقديره «للدور الكبير الذي لعبه شيخ نقباء الصحافة محمد البعلبكي».
وفي الشأن السياسي، رأى بري «أنّ الوهم الكبير الطاغي هو في اعتبار أنّ الفراغ هو فقط في رئاسة الجمهورية، لكنّ الحقيقة أنّ كلّ المراكز أصبحت شاغرة ومعطلة، فالمجلس النيابي معطل». وسأل: «أوليست الحكومة أيضا معطلة بعد أن أصبح لدينا 24 رئيس جمهورية، و24 رئيس وزراء و24 وزيراً»؟
وقال: «لا بلد بهذه الصلابة والصمود يتحمل هذا الأمر ولا ينزل إلى الشارع»، منوهاً بـ«أهمية الحوار ودوره فهو ضرورة أولاً، للحفاظ على الأمن الاجتماعي، وصولاً إلى انتخاب رئيس الجمهورية الذي يبقى همّ كلّ اللبنانيين مسيحيين ومسلمين»، مجدّداً القول أنه «كان هناك فرصة للبننة انتخاب رئيس للجمهورية، وخصوصاً في ظلّ انشغال الخارج بمشاكله».
وإذ أشار إلى «أنّ انتخاب الرئيس هو البند الأساسي الثاني في الحوار بعد موضوع التصدي للفتنة الشيعية – السنية»، قال بري: «كنا حرصاء بالإجماع أن نبحث كيفية الوصول إلى انتخاب الرئيس، ولكن من دون أن نسمي رئيساً. لماذا؟ لأنه للأسف لدينا ديمقراطية في لبنان لكنّ فيها سرطاناً، وهذا السرطان الموجود فيها هو الطائفية». وأضاف: «الحمد لله هناك حوار اليوم بين الجنرال عون والدكتور جعجع، وقد قلت أمس إنّ أي اتفاق يصل إليه المسيحيون أسير به مثل البلدوزر».
ولفت إلى أنّ المبعوث الفرنسي جيرو في زيارته الثانية إلى لبنان بعد جولة على الرياض وطهران والفاتيكان «قال إنه سمع من إيران والسعودية كلاماً واحداً وهو أنّ لديهما أصدقاء في لبنان يمكن أن تتكلما معهم، لكنّ هذا الموضوع يعود إلى البنانيين، وإذا اتفق المسيحيون فإننا ندعم هذا الاتفاق».
وسئل بري: وإذا لم يتفق عون وجعجع؟ فأجاب: «بدنا مساعدة الجمهور وصديق، وبدك ترجع تقول ننتظر المفتاح النووي الإيراني أن يفتح كوة في هذا الملف، وكذلك التقارب السعودي – الإيراني»، مشيراً إلى «أنّ 90 في المئة من لقائه مع الرئيس سعد الحريري تناول موضوع رئاسة الجمهورية، وهناك مباركة للحوار بين عون وجعجع». كما أكد «أنّ أحد أهداف الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله كان تحفيز الآخرين على الحوار وهذا ما حصل».
وفي موضوع النفط والغاز، لفت إلى «أنّ التأخير الحقيقي في هذا الموضوع هو مشكلة الاعتداء الإسرائيلي على حقوق لبنان التي لا نفرط بها أبداً، عدا عن الموقف الأميركي إزاء هذا الموضوع، بعد أن كنا توصلنا مع السفير فريدريك هوف، الذي أوكلته الإدارة الأميركية بهذا الموضوع إلى الإقرار بحقّ لبنان بحوالى 730 كلم2 من المنطقة الخاصة من أصل 850 كلم2، تطمع بسرقتها إسرائيل». واستعاد التاريخ في موضوع «إفشال الاتفاق الأميركي – السوري في مفاوضات جنيف حول بحيرة طبريا»، مذكراً بأنّ «إبعاد اقتراحات هوف نفسه كان السبب في تطيير الاتفاق»، آملاّ أن «لا نقع في الموضوع نفسه الآن». وأشار إلى أنه أبلغ من يعنيهم الأمر «أنّ موضوع الاعتداء الإسرائيلي على حقوقنا في النفط والغاز يشعل حرباً».
وتحدث عن «ثروة ثانية لا تقل أهمية، عن النفط والغاز، وهي الثروة المائية والمياه الحلوة في بحرنا»، مشيراً إلى «حصول تقدم ملحوظ مؤخراً في هذا الموضوع، ونحن نتابعه بكلّ جدية واهتمام، حيث أنّ ملايين الأمتار المكعبة يمكن الاستثمار عليها والاستفادة منها».
وحول موضوع الإرهاب التكفيري، ختم بري: «إنّ خطر داعش دائم ولن ينتهي بسرعة ولكنه سيهزم حتماً، ليس بالسلاح فقط بل بالحكم الرشيد والمدارس والحرية وإنهاء حالة اليأس عند الشعوب والإشراف على البرامج التربوية الهادفة في كلّ العالم العربي».
اتحادات بلدية
وكان بري استقبل ظهراً في عين التينة رؤساء اتحادات بلديات كلّ لبنان في حضور وزير المال علي حسن خليل ومسؤول الشؤون البلدية والاختيارية في حركة «أمل» بسام طليس. وجرى عرض شؤون وشجون البلديات، وتركز على حلّ موضوع دفع أموال البلديات أكان أموال الصندوق البلدي المستقل أو أموال الهاتف الخليوي.
وشرح خليل آلية الدفع، وسبل تسريع هذه الخطوة، وجرى التأكيد على «وجوب العمل لدفع أموال صندوق البلديات وإقرار مجلس الوزراء المرسوم لهذه الغاية»، والاتفاق «على آلية توزيع 673 مليار ليرة من أموال الخليوي الموجودة في وزارة المال من خلال مرسوم آخر يفصّل نسب التوزيع والحسم».
كما استقبل بري نعمة افرام وفريق عمل «لبنان الأفضل».