ندوة وتوقيع كتاب لمتّى أسعد
احتفلت «دار بحوث السلام وحقوق الإنسان – منتدى مي وجيه الأيوبي الثقافي»، بتوقيع كتاب «الماضي المجهول وأيام لا تنسى» للمفكر والمناضل متى أسعد، وذلك خلال ندوة بعنوان: «مذكرات متى أسعد: مرحلة التحوّلات والأزمات في الشام ولبنان أواسط القرن العشرين»، في مركز الدار في عفصديق، بمشاركة قائمقام الكورة كاترين كفوري أنجول، الدكتور وليد العازار، الدكتور إيلي عبد الكريم الياس، الباحث وسام متّى الأسعد، الدكتورة الشاعرة مي الأيوبي وأعضاء الدار ورؤساء جمعيات ونوادٍ فكرية وأدبية وشخصيات.
استهلّ الحفل بالنشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت عن أرواح شهداء الأمّة، ثمّ ألقت الإعلامية لمى نوّام كلمة تعريف وترحيب، لتتحدث بعدها القائمقام كفوري التي «نوّهت بالدار ودوره الأساسي والفعّال في الحفاظ على وجه الكورة المشرق ونشر الثقافة»، مشدّدة على «أنّ الثقافة، كما الدار، نور يهتدي به المثقف فيسلك الدرب السليم ويرتقي بمجتمعه إلى رأس هرم القيم والأخلاقيات والإنسانية».
وتحدّث الدكتور الياس عن معرفته بصاحب الكتاب، فقال: «إنّ متى أسعد هو أحد أولئك الذين رسموا لي طريق الوصول إلى معبد سعاده. ولما دخلت ذلك المعبد الجليل وجدت الألوف من النساء والرجال من الأديان والطوائف كافّة، وقد تساقطت من قلوبهم وعقولهم كلّ الحواجز النفسية والأخلاقية والفكرية التي كانت تفرّق في ما بينهم. إنها الحواجز عينها التي ما زالت تقف عائقاً فتاكاً في وجه الملايين من أبناء وبنات هذه الأمة العظيمة التي ظنّها أعداؤها أنها انقرضت».
وأضاف: «إنّ الحزبية الدينية هي السبب الأساس في ضياع هوية الشعب وصحّة فهمه لتاريخه ولحقيقة شخصيته ولوحدة نفسيته. وإن المطلوب الآن أمر واحد، القيامة التي تحمل في طيّاتها كلّ الشروط الضرورية والكافية لوعي شعبنا المضلّل والمفقر والمشلّع بسبب ثعالب السياسة، المتعاقدين مع رجال الدين المحليّين ومع الإرادات الأجنبية التي لم تضمر يوماً واحداً لهذا الشعب سوى المذلّة والضعف والفقر، وسوء إدارة مواردنا الطبيعية والبشرية والمالية والعلمية».
ورأى الدكتور العازار أنه «في خضمّ هذه الأحداث التي تدور رحاها على أرض أمتنا وعالمنا العربي، لا بدّ لنا أن نستذكر زعيمنا الذي وعى باكراً الأخطار التي تهدّد أمتنا من يهود الخارج ويهود الداخل الضعفاء في نفوسهم، ومن أخطار الطائفية والمذهبية التي تعشعش في معظم طوائفنا ومذاهبنا، ومن الأفكار التكفيرية التي وعى خطرها منذ أربعينيات القرن الماضي حيث استشرف خطر الوهابية على سورية وعلى الإسلام أيضاً».
وقال: «أمام كتاب متى أسعد لا بدّ من أن نقف أمام هذا الكمّ من الأحداث والمعلومات، حيث كان في موقع مهمّ أثناء خدمته في الجيش ما خوّله الاطلاع على معظم الأحداث وخفاياها».
ونوّه نجل المؤلف الباحث وسام الأسعد بـ«إبن الـ86 سنة، وقد نفض عنه غبار الشيخوخة وسقم المرض متّحدياً، كما كان في شبابه، مناضلاً شرساً بحمله السلاح، ومقاوماً عنيداً بين أيدي سجانيه، وما زال مقاوماً بالكلمة يسطّرها ويكشفها أسراراً في الماضي المجهول. وبالرغم من كلّ مراحل حياته الصعبة الممهورة بالمعاناة، إلا أنك عندما تقرأ سيرته الذاتية يشعرك بالسعادة والأمل إذ تجد بين سطوره أنّ هناك حياة تنتظرك دائماً. لقد استمدّ نظرته التفاؤلية في مسيرة حياته النضالية من إيمانه بفكر سعاده».
وباسم «أسرة الملتقى الأدبي» ألقى زين الدين ديب كلمة نوّه فيها بالكتاب ومؤلّفه.
وقدّمت رئيسة الأسرة وداد الأيوبي كتابها الشعري للدكتورة مي الأيوبي التي ألقت قصيدة شعرية. وقد قدمت بدورها درع وفاء للكاتب أسعد، تسلّمه نيابة عنه نجله وسام. كما قدّمت الفنانة التشكيلية سيلفي العلم حنيني لوحة فنية للكاتب. وتخلّل الحفل عرض فيلم وثائقي عن الكتاب. وفي الختام كان حفل كوكتيل.