خلاصي: الاعتداء التركي على سورية لجس نبض الجيش غانم: نقل سليمان شاه مقدمة لخروج تركيا من سورية

حوار سعد الله الخليل

يختلف السوريون بين مؤيد ومعارض وبين يمين ويسار إلا أن الثوابت الوطنية لدى الشريحة الكبرى منهم تبقى راسخة في ضميرهم وكيانهم لا مجال للمساومة فيها من وحدة الأرض السورية والقرار الوطني والحفاظ على مؤسسات الدولة وهي ثوابت تشكل الحد الأدنى من التوافقات بين أغلب السوريين الذين اختاروا العمل السياسي البعيد عن العنف والرافض لكل أشكال الإرهاب على الأرض السورية.

الثوابت الوطنية والتطورات السياسية محور الحوار المشترك بين صحيفة «البناء» وشبكة «توب نيوز» مع الدكتورة منى غانم نائب رئيس تيار «بناء الدولة» والدكتور حسام خلاصي رئيس الأمانة العامة للثوابت الوطنية.

الثوابت دستورية

الدكتور خلاصي رئيس الأمانة العامة للثوابت الوطنية أوضح أن «فكرة الأمانة والتي انطلقت من اللاذقية بثوابتها الفكرية التي تدمج ما بين العمل المجتمعي والفكر السياسي انطلقت من ضرورة التقاء أطياف الحياة السياسية على أساس ثوابت وطنية محط إجماع أغلب السوريين، كما انطلقت من الدستور، مؤكداً أن الدستور بدلالاته ناتج من عملية انتخابية يتم احترام كل نتائجها، ومن هنا تم استنباط هذه الثوابت من الدستور لنلتقي بها على طاولة حوار سياسي واحدة من مذاهب سياسية مختلفة لكي ننهض بها سوية بالمجتمع المدني».

ولفت خلاصي إلى الصعوبات التي واجهت الأمانة في البدايات و«يعود ذلك لسببين، الأول تلوث فكرة المجتمع المدني قبل الأزمة بتدخلات في الشأن الداخلي السوري وما لحقه من سمعة غير محمودة، والثاني الفكر الجديد الذي يعتمد على العمل الوطني بغض النظر عن الحزبية السياسية، فالتحزب من وجهة نظر الأمانة يفرق وخصوصاً في أوقات الأزمات لكن العمل الوطني يجمع الشمل، لافتاً إلى أن الأمانة ليست حزباً ولن تكون كذلك في أي وقت من الأوقات، بل هي تعتمد الحوار كحل دائم وشامل وتضم سياسيين من كافة التيارات موالين ومعارضين وهذا ما يجعل من الاستحالة أن تكون هذه الأمانة حزباً».

ولفت خلاصي إلى نجاح الأمانة بعقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل في مدينة اللاذقية الذي جمع 21 فصيلاً سياسياً مختلفاً مع هيئات مدنية وأحزاب مرخصة وغير مرخصة خلال 3 أيام، ونتج منه ميثاق شرف وطني هو أول ميثاق شرف وطني في الجمهورية العربية السورية وهو ما سيتكرر بعد أيام قليلة في محافظة حلب».

وأوضح أنه «خلال الأزمة تبين أن كل الأحزاب تخبطت ولم تكن لديها خطة عمل لأنها تمترست وراء حزبيتها فكانت محصلة العمل السياسي سواء من جهة المعارضة الوطنية أو من جهة الموالاة عدم القدرة على انتاج حالة حوار سورية بحاجة إليه».

وقال: «تنطلق الأمانة من ثوابت أهمها العلم السوري كضامن لوحدة السوريين لا يجوز المساس به على الأطلاق، ومقام رئاسة الجمهورية كرمز السيادة الوطنية لا يحق لأحد أن يطاوله، والجيش العربي السوري الوحيد المكلف بالدفاع عن سيادة ووحدة أراضي سورية، مشيراً إلى أن «هذه النقاط لا يجوز أن تكون نقاطاً خلافية بين السوريين، بل يجب الاتفاق عليها والذهاب إلى إرادة الشعب بالتصويت، وهذا ما عبّر عنه بيان الثوابت الوطنية».

ورأى خلاصي أن «المجتمع الدولي لم يتح الفرصة للشعب السوري لكي يجدد رؤيته السياسية بمفهوم التشاركية بين معارضة وحكومة وهيئات مجتمع مدني لينتج حلاً سياسياً سريعاً، بل كرس المجتمع الدولي حالة لا غالب ولا مغلوب حتى تمتد التنظيمات الإرهابية الواردة إلى سورية باتجاهات اقطار عربية أخرى وهو مستمر بترك حالة الميوعة السياسية ليسيطر على جنبات هذا الوطن لكي يتم استثمارها في مناطق أخرى».

وأكد خلاصي أن «مستقبل سورية بعد الانتصار يكمن في مساحة حرية الرأي والتعبير ليستطيع جميع السوريين المشاركة بالتعبير عن آرائهم السياسية وفق آليات منظمة ينص عليها القانون وهذا من ضمن السعي لتوفير حركة متطورة تواكب مستلزمات الشعب السوري السياسية والاجتماعية والاقتصادية».

تركيا عدو

وتعقيباً على الخطوة التركية بالدخول الى الأراضي السورية رأى خلاصي أن تركيا عدو كالكيان الصهيوني، وأضاف: «الحركة الاستعراضية التي قامت بها تركيا تهدف إلى جس نبض الجيش العربي السوري ومنح مسلحي «داعش» دفعة من الثقة، مؤكداً أن سليمان شاه من يهود الدومة ولا وجود لرفاته، وتساءل: «لماذا لم تر الدول الأستعمارية بالخطوة التركية اعتداءً على الدولة السورية بعد أن فتحت حدودها لهؤلاء الإرهابين المسلحين منذ بداية الأزمة؟، وقال: «لطالما أكدنا أن بوصلتنا هي القدس لذلك أوكلنا المهمة للجيش العربي السوري الذي هو أعلم بضبط هذه البوصلة وبطريقة وتوقيت الرد على هذا الاعتداء».

أما في البعد السياسي فلفت خلاصي إلى أن «ما قامت به تركيا خطوة ضعيفة وتأكيد من تركيا على أن «داعش» ترك لها ضريح هذا اليهودي من دون المساس به ما يؤكد التحالف الكبير بين تركيا وداعش».

واعتبر خلاصي أن «توقيت عملية الجنوب شكل مفاجأة للجميع وأثبت الجيش العربي السوري من خلالها القدرة على التقدم إلى المجال الحيوي بكافة صنوف أسلحته، وهو ما يثبت قدرته على التقدم وتحرير الأراضي وامتلاكه خططاً استراتيجية أكبر مما تملك مخيلة مواطن الشارع العادي، مشيراً إلى أنه عندما يتواجد الجيش يكون الوطن موجوداً».

الحوار هو الحل

ورأى خلاصي أن «الحكومة السورية لم تمتنع عن الحوار مع أي فصيل سياسي بل هناك من تخلف عن المشاركة في اللقاء التشاوري في موسكو من اليمين السياسي وأبرزهم الإخوان المسلمون». وأضاف: «لقاء موسكو خطوة طويلة على طريق الحل السياسي فتحته القيادة الروسية والذي يجب أن يوضع في دمشق ويتفق عليه السوريون وهو نهاية المطاف السياسي».

كسر الانقسام العمودي

ورأت الدكتورة منى غانم نائب رئيس تيار بناء الدولة، أن «إطلاق التيار مع قوى وتيارات سياسية وسورية لمبادئ الحل السياسي أو ما سمي توافقات الحد الأدنى في مؤتمر صحافي قبل أيام خطوة لجمع أكبر توافق سوري على مبادئ الحل السياسي بغض النظر عن الخلفية السياسية لتلك القوى المتوافقة».

وأضافت: «الهدف الثاني للخطوة الانطلاق بعملية الحل السياسي من دمشق لذلك سمّيناها مبادئ دمشق ونحن كنا نصر على أن الحل السياسي يجب أن يكون من داخل البلاد».

ولفتت إلى أن «وضع توافقات الحد الأدنى ليس فقط لحل الخلافات بين هذه القوى ولكن لفتح الباب أمام قوى سياسية أخرى للأنضمام إلى هذا الحراك الذي لم يتطرق إلى الحكومة ومن يرأسها وكيف تؤخذ القرارات، لذلك تم تركها مفتوحة لكي تكون جزءاً من مسارٍ تفاوضي دولي برعاية وضمان دوليين من اجل الخروج باتفاقٍ سياسي شامل».

وأضافت غانم: «إنطلاقاً من إيمان تيار بناء الدولة بالديمقراطية فمن حق القوى الموالية أن يكون لها دور في الحراك السياسي وليس فقط القوى المعارضة، لأن ما ما يحدث في سورية ليس انقلاباً سياسياً بل عملية ديمقراطية».

ولفتت إلى علاقات التيار مع قوى قريبة من الدولة السورية «في الوقت نفسه الذي يملك فيه تيار بناء الدولة علاقات مع الإئتلاف المعارض، وهذا ما سيجعل من تحالف التيار الأخير نقلة نوعية في الصراع السوري من حيث كسر الإنقسام العمودي الحاصل بالمجتمع السوري إلى تشكيل كتل وطنية تساهم في شكل فاعل في بناء الحل السياسي».

وأضافت: «يوجد الكثير من القوى السياسية المعارضة لا تتحدث عن الديمقراطية وهناك الكثير من القوى السياسية تريد حل الجيش وبعض القوى السياسية تريد تقسيم البلاد على أساس طائفي وعرقي أو الانفصال عن الأرض السورية وتعمل لذلك خارج البلاد، وتابعت: «عندما ندخل في عملية سياسية لن نناقش هذه الطروحات فهذه المبادئ – الحفاظ على سيادة البلاد ووحدتها أرضاً وشعباً وعلى مؤسسات الدولة وعلى رأسها المؤسسة العسكرية من الثوابت».

لا جديد في موسكو

واعتبرت غانم أن عدم مشاركة التيار في لقاء موسكو لعدم رؤيته أي جدية في الطرح، معلنة أنه «ستكون لنا مشاركة جدية في أي حراك يكون فيه للسوريين قولهم، وقالت: «وفد الحكومة السورية تحدث عن أولوية مكافحة الإرهاب من دون وجود برنامج سياسي واضح يمثل جميع السوريين».

ووصفت غانم أجندة لقاءات القاهرة بأنها تخدم أجندة الصراعات الإقليمية أكثر مما ستخدم المصالح السورية.

ورأت أنه «لا يمكن العمل السياسي من دون حرية سياسية وهو جذر الصراع الموجود حالياً في سورية، وأملت بأن تساهم ورقة دمشق في وضع أولوية الحرية السياسية من الداخل حتى يستطيع السوريون تنظيم أنفسهم في حرية سياسية».

أما في ما يتعلق بالترخيص للتيار فأعربت غانم عن اعتقادها «أنه لا مانع لدى التيار من الترخيص إذا تمتع بالحرية السياسية التي تسمح باجتذاب عدد كافٍ من المؤمنين بفكر التيار وليس بعدد المنتسبين». ورأت أن «الحل يبدأ من حكومة وحدة وطنية تؤهل البلاد للانتخابات وليس العكس».

وتابعت: «المجتمع المدني غائب في سورية ولا يوجد قوانين تنظمه، فالحريات من داخل البلاد هي التي تعيد للناس المنظمة في المجتمع المدني دورها في الحراك السياسي».

ووصفت غانم دخول القوات التركية الأراضي السورية بالإعتداء السافر، وفرقت بين دخول أي قوات بموافقة الدولة السورية والدخول من دون الموافقة، وقالت: «السلطة السورية ما زالت متحكمة بالدولة وتمثل في الأمم المتحدة، لذلك بالنسبة للتيار الدخول التركي مرفوض وتسهيل دخول الإرهابين مرفوض جداً».

ولفتت إلى دور تركيا في حل الأزمة السورية، وقالت: «لا حل من دون توافقات مع تركيا التي لها مصالح في سورية وتلعب دوراً أساسياً بما يحصل في البلاد».

ورفضت غانم تصريحات رئيس «الائتلاف» خالد خوجة بالتنسيق مع تركيا ومنحها الموافقة بالدخول، وقالت: «هذه التصريحات بخطها العريض متلاصقة مع خط عمل الأئتلاف»، معتبرة «أن أخذ الضريح جزء من قطار التسوية المستقبلية التي قد تبعد تركيا عن سورية».

بناء القرار السوري

ولفتت إلى صعوبة بناء قرار سوري ـ سوري في ظل التدويل وتمزق المواقف اتجاه الأزمة السورية، وقالت: «لا بد من خلق توافق دولي للتفاوض وهو ما يصعب تطبيق شعار على السورين أن يتفقوا في ظل خبرة السوريين المحدودة في السياسة».

الحرب على الإرهاب

واعتبرت غانم أن الحرب في سورية هي حرب بالوكالة «فالتوافق الأميركي ـ الإيراني الشائك هو على مسار الحل السياسي فيما السياسات الأميركية ساهمت في انتاج الإرهاب الذي يخدمها»، مشددة «على وجوب المسارعة في محاربة الارهاب بصورة جدية أي مكافحة الإرهاب فكراً قبل الفعل».

وأضافت غانم: «لا يوجد مكافحة جدية للإرهاب رغم أنه يتهدد أوروبا وأميركا مع غياب حركة اسلامية تنويرية، الأمر الذي يصعب المهمة».

يبث هذا الحوار كاملاً اليوم الساعة الخامسة مساءً ويعاد بثه عند الحادية عشرة ليلاً على قناة «توب نيوز»، تردد 12034

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى