الآشوريون في سورية يسابقون الزمن هرباً من مصير الإيزيدية في العراق
نزح سكان 25 بلدة سورية يقطنها آشوريون على نهر الخابور، حيث وصلت أكثر من 500 عائلة إلى مدينتي الحسكة والقامشلي وما زالت أعداد الهاربين من مسلحي «داعش» في ارتفاع.
الأنباء الواردة من تلك المناطق تتحدث عن فقدان الاتصال بأكثر من 40 أسرة لم يعرف مصيرها في القرى التي اجتاحها التنظيم الإرهابي شمال شرقي سورية.
وقال الناطق الرسمي باسم المرصد الآشوري لحقوق الإنسان: «علمنا أن أكثر من 40 أسرة مجهولة المصير من قريتي تل شاميران وتل هرمز الآشوريتين اللتين سيطر عليهما مقاتلو تنظيم «الدولة الإسلامية»»، مشيراً إلى «نزوح 500 أسرة مسيحية من بيوتهم، ويعتقد أنهم وقعوا أسرى بيد التنظيم، إضافة إلى 10 من حراس قرية تل هرمز انقطع الاتصال بهم وكانوا في القرية يوم دخول «داعش» إليها، ولا يعرف شيء عن مصيرهم حتى الساعة»، بحسب تأكيده.
المعارك تدور بين عناصر التنظيم ووحدات الحماية الكردية في المنطقة التي يحاول «داعش» السيطرة عليها بالكامل.
وهناك مخاوف كبيرة من تكرار استهداف المكونات الدينية والعرقية في المنطقة على يد الجماعات الإرهابية، كما حدث لإيزيديي العراق والمسيحيين في مناطق سورية عدة كصيدنايا وكسب ومعلولا، وقد حذر الأسقف يترون كوليانا وكيل رئيس الطائفة الآشورية في لبنان من تكرار سيناريو الإيزيديين في العراق مع الآشوريين في سورية، مشيراً إلى تهجير أهالي 35 قرية في ريف الحسكة على ضفاف نهر الخابور.
وأعلن كوليانا، أن المطرانية الآشورية في مدينة الحسكة تستقبل اليوم أكثر من ثلاثة آلاف عائلة، لافتاً إلى أن مسلحي تنظيم «داعش» أحرقوا 3 كنائس على الأقل في المدينة. وأشار إلى أن «داعش» لا يزال يحاصر إحدى القرى في ريف الحسكة ويمنع أهلها من الخروج، مؤكداً أن رسالة الآشوريين في العالم هي احترام الآخر ومعتقداته.
وكان ناشطون سوريون قالوا إن تنظيم «داعش» حاول الانتقام لخسائره في ريف بلدة تل حميس بعد سيطرة الوحدات الكردية على أكثر من 20 قرية، ونفذ هجوماً على قرى بلدة تل شاميرام وتل هرمز، واختطف ما لا يقل عن 90 آشورياً لا يعرف مصيرهم حتى اللحظة.
وأوردت الوكالة السورية للأنباء «سانا» أن «إرهابيي داعش شنوا هجوماً مسلحاً على أهالي قرى تل هرمز وتل شاميرام وتل رمان وتل نصري والاغيبش وتوما يلدا والحاووز في ريف الحسكة الغربي وأحرقوا كنيسة تل هرمز التاريخية التي تعد من أقدم الكنائس في سورية كما اختطفوا العشرات من أهالي قريتي تل شاميرام وتل هرمز الواقعتين في محيط بلدة تل تمر بريف الحسكة».
ونقلت عن مطران الطائفة الآشورية أفرام إثنيل: «أن ما حدث ويحدث في ريف تل تمر على مرأى ومسمع العالم هدفه تهجير أبناء الوطن عبر ارتكاب الجرائم بحقهم وهذا لم ولن يحدث، فرجال القرى وشبابها يسطرون اليوم أروع ملاحم الصمود أمام مجرمي العصر الذين قتلوا الأبرياء ودمروا الرموز الدينية والمنازل».
في هذه الأثناء، قالت قوة المهمات المشتركة إن قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة شنت 21 غارة جوية على «داعش» في سورية والعراق خلال 24 ساعة.
وأضافت أن أحدث الغارات شملت 16 غارة في سورية بينها عشر تركزت قرب الحسكة وأصابت تسع وحدات تكتيكية، في حين استهدفت ست غارات وحدات تكتيكية أخرى ومواقع قتالية. وتشارك مقاتلات فرنسية من طراز «رافال» تنطلق من حاملة الطائرات «شارل ديغول» في قصف مواقع «داعش» في العراق.