فابيوس: فرنسا لا تنوي إرسال مدربين أو أسلحة إلى أوكرانيا لافروف: الراغبون بتقويض اتفاقات مينسك كثر
حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من إمكان تقويض اتفاقات مينسك الخاصة بالتسوية في أوكرانيا، داعياً منظمة الأمن والتعاون الأوروبي إلى مراقبة سحب الأسلحة الثقيلة.
وقال لافروف خلال لقائه رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار لارشيه أمس إنه اتفق ووزراء خارجية رباعية النورماندي على إناطة منظمة الأمن والتعاون الأوروبي بهذه المهمة، على أن يُمدّد عملها وتردف بمزيد من الدعم.
ويرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عدم وجود ضرورة الآن للبحث عن آليات مراقبة وتدقيق جديدة في ما يخص تسوية الأزمة في أوكرانيا.
من جهة أخرى، أعرب الوزير الروسي عن أمله بأن تلتزم كييف تعهدات التخلي عن المركزية في الحكم، مشيراً إلى أن هذه التعهدات ذكرت في الورقة المقدمة في مينسك من قبل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، وجرى التوقيع عليها أيضاً من قبل الجانب الأوكراني.
لافروف أشار إلى أن الراغبين بنسف اتفاق مينسك كثر، وهم موجودون ليس في أوكرانيا فحسب بل وخارجها أيضاً، وقال إن الأمر الآن يعتمد بشكل كبير على موضوعية وإخلاص المراقبين الذين يجب أن يضبطوا ما يجري على الأرض.
وأعرب لافروف عن قلق بلاده من عدم مرافقة المراقبين التابعين لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا لعمليات سحب الأسلحة الثقيلة، وأضاف: «نحن نتوجه بشكل مباشر لمندوبي منظمة الأمن والتعاون لكي ترسل المنظمة مراقبيها فوراً إلى المناطق المشار إليها في بعثة المراقبين في أوكرانيا».
إضافة إلى ذلك اعتبر وزير الخارجية الروسي أن الأزمة في العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي مفتعلة. وقال في مستهل اللقاء مع لارشيه إن «هذه العلاقات تتعرض الآن لاختبار خطير. وذلك لا يساعد في التعاون السياسي الخارجي، على رغم عدم انخفاض عدد الأخطار».
من جهة أخرى، بحث الوزير الروسي الوضع في أوكرانيا مع رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتير ماوير.
وأشار بيان صدر عن الخارجية الروسية يوم الأربعاء إلى أن «لافروف بحث مع ماوير في لقاء عقد الثلاثاء الوضع الإنساني في جنوب شرقي أوكرانيا وكذلك مختلف مسائل التعاون الثنائي».
والتقى مسؤول الصليب الأحمر مع أناتولي أنطونوف نائب وزير الدفاع الروسي، حيث أفاد المكتب الإعلامي لوزارة الدفاع الروسية بأن الجانبين بحثا التعاون بين الوزارة والمنظمة الدولية في تطبيق القانون الإنساني.
وفي السياق، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن السلطات الفرنسية لا تنوي إرسال مدربين عسكريين أو توريد السلاح إلى أوكرانيا خلافاً لبريطانيا التي اتخذت موقفاً متشدداً.
وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أعلن في كلمة خلال اجتماع لجنة العلاقات في مجلس العموم البريطاني الثلاثاء 24 شباط أن بلاده سترسل مدربيها إلى أوكرانيا لتدريب العسكريين الأوكرانيين.
وقال فابيوس إن «بريطانيا تتخذ موقفاً متشدداً وتنظر في الإجراءات التي تحدثتم عنها توجيه مدربين عسكريين وهو ما أعلنه رئيس الوزراء ديفيد كاميرون. نحن من جانبنا نتخذ كذلك موقفاً صلباً، في دعم تسوية الأزمة الأوكرانية».
في السياق، أعلن عسكريون أميركيون إرسال مجموعة صغيرة تتألف من 5 إلى 10 خبراء عسكريين الأسبوع المقبل إلى غرب أوكرانيا للمساعدة في تجهيز مدربين طبيين في الجيش الأوكراني.
وبذلك، ستصبح هذه المجموعة الثانية التي ترسلها الولايات المتحدة حيث دربت مجموعتها الأولى العام الماضي نحو 300 جندي أوكراني على أسس تقديم المساعدة الطبية في ساحات القتال.
وأفادت سلطات دونيتسك بأن الليلة الماضية في هذه المدينة الأوكرانية مرت من دون أي قتال يذكر، بينما طالبت بعثة المراقبين الدوليين جانبي النزاع بتقديم معلومات حول سحب أسلحتها الثقيلة.
وأوضح بيان نشر على موقع إدارة دونيتسك أمس، «في الساعة 8:30 الوضع في المدينة يبقى هادئاً نسبياً». كما أشارت سلطات المدينة إلى أن 4,7 آلاف من سكان دونيتسك يعانون من انقطاع الغاز، بينما يبقى نحو 200 مسكن و5 مستشفيات وعدد من الحضانات والمدارس من دون تدفئة.
وقالت القوات الأوكرانية إنها خففت حدة القصف في دونباس. وقال أناتولي ستيلماخ المتحدث باسم العملية الأمنية الأوكرانية أمس إن مواقع القوات الأوكرانية «تعرضت خلال الساعات الـ24 الأخيرة لقصف مسلحين نحو 20 مرة»، مشيراً إلى انخفاض عدد مرات خرق الهدنة بشكل كبير.
من جهة أخرى، طالبت بعثة المراقبة الخاصة التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا جانبي النزاع بتقديم معلومات حول سحب الأسلحة الثقيلة بأسرع وقت ممكن.
وقال رئيس بعثة المراقبين أرتوغرول أباكان إن أطراف النزاع يجب أن توضح ما هي الأسلحة الثقيلة التي تملكها وأين توجد، وما هي الطرق التي ستستخدمها لسحب هذه الأسلحة وكيفية سحبها، وما هي المواقع التي ستسحب إليها.
وأكد أباكان أن بعثته قادرة على مراقبة عملية سحب الأسلحة، معرباً عن أمله في أنها ستتمكن قريباً من تأكيد ذلك رسمياً.
يذكر أن بعثة المراقبين الدوليين أعلنت في وقت سابق أنها لا تستطيع حالياً تأكيد سحب الأسلحة الثقيلة من قبل أطراف النزاع في شرق أوكرانيا.