بشور: الحوار لا يعني المحاصصة ولا بقاء للبنان من دون رئيس
في الذكرى 57 لميلاد الجمهورية العربية المتحدة أقام تجمع اللجان والروابط الشعبية عشاءه السنوي الثالث والثلاثين في فندق الكومودور دعماً لأنشطته الاجتماعية والثقافية والشبابية، وقد شاركت فيه مئات الشخصيات اللبنانية والعربية والدولية وكان الاعلامي غسان بن جدو ضيف العشاء لهذا العام، فيما جرى تكريم ثلاث شخصيات، عالمية هي وزير العدل الاميركي السابق رامزي كلارك الذي تسلّم «درع العدالة»، والمندوب السامي لجيش التحرير والمقاومة في المغرب الدكتور مصطفى الكثيري الذي تسلّم «درع الوفاء والتقدير»، ونقيب الصحافة اللبنانية السابق محمد البعلبكي، الذي تسلّم «درع الصحافة».
استهل الحفل الدكتور هاني سليمان بالدعوة الى الوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح شهداء لبنان وفلسطين والأمة وقال: «إنها مناسبة نجدد فيها اللقاء بكم اصدقاء أعزاء طالما سمعنا ملاحظاتكم واغتنينا بتجاربكم لآن الفكرة التي قامت عليها تجربة اللجان والروابط الشعبية منذ اواسط السبعينات هي فكرة بسيطة وهي ان العمل العام متاح للجميع ومطلوب من الجميع، فلا استئثار ولا تفرد ولا امتياز لأية جهة على أخرى، تعالوا إلى كلمة سواء».
بعد ذلك تحدث المنسق العام لتجمع اللجان والروابط الشعبية معن بشور عن حدثين مهمين شهدتهما بيروت في اليومين الفائتين أولهما ندوة التواصل الفكري الشبابي العربي وثانيها منتدى العدالة لفلسطين.
وعرض للوضع في المنطقة وما تشهده من أحداث مذكّراً «ببرنامج طرحه وإخوانه يوم احتلال العراق وهو ان الرد في العراق وعلى مستوى الأمة يكون برباعية المقاومة والمراجعة والمصالحة والمشاركة.
وأضاف: «في لبنان، كنا دائماً مع الحوار والسلم الاهلي خلال الحرب وبعدها، وضد لغة التشنج والتوتر، وتحملنا اقسى الاتهامات من هذا الطرف أو ذاك، لكننا ما زلنا متمسكين بهذا النهج مرحبين بكل خطوة باتجاه الحوار بين أي فريقين متباعدين، مؤكدين في الوقت ذاته ان الحوار لا يعني المحاصصة، ولا يعني بقاء لبنان من دون رئيس للجمهورية، ولا يحرم الأمن الاجتماعي مما يستحقه من اهتمام في مواجهة المحتكرين والفاسدين وهنا لنا حديث طويل».
ودان بشور التوغل العسكري التركي في شمال سورية باعتباره انتهاكاً لسيادة بلد عربي واعتبر ان مواجهة هذا التوغل ليست مهمة السوريين وحدهم بل مهمة العرب والمسلمين والمجتمع الدولي.
وخلال تقديم الوزير السابق بشارة مرهج والعميد مصطفى حمدان «درع الجدارة» لبن جدو، القى حمدان كلمة مقتضبة حيّا فيها بن جدو قائلاّ إذا ذهبت لوطنيتي اللبنانية للتمسك بها كان غسان بن جدو هو السباق، وكلما ذهبت إلى قوميتي العربية للتشبث بها كان غسان هو السباق أيضاً.
ضيف العشاء غسان بن جدو شكر حمدان على كلمته، وتجمع اللجان على مبادرته «باعتباره تياراً صمد في لبنان كله، في بيروت خاصة، وهو صمود كبير نعتز به، كما نعتز بنشاط التجمع ومبادراته وكفاحه وعناده ومثابرته وبابتكاراته بما يحرجنا بتلاحقها على الدوام. هذا الكلام ليس فيه مجاملة على الاطلاق».
وكشف بن جدو ان الميادين باتت جزءاً مؤسساً من شبكة اعلامية عالمية للدفاع عن الانسانية، بدأت مع تلفزيون كوبا وإذاعتها لتصل إلى قنوات اعلامية في كل اميركا اللاتينية وافريقيا وآسيا وربما أوروبا في المستقبل، كما كشف عن نشرة اسبوعية بالاسبانية تقدمها الميادين.
وقال بن جدو «نحن مع المقاومة بوضوح أحب من أحب، وكره من كره، نحن معها حيث تقاوم، بشرف سواء في لبنان أو فلسطين وكل بلد عربي، ونتمنى إذا قصرنا في شيء، ونحن قناة صغيرة ناشئة، ان تعذرونا وتحفزونا وتشجعونا وتنتقدونا».
حركة كفاح في فلسطين
من جهة أخرى، وجه نائب الأمين العام لحركة كفاح فلسطين من فلسطين 1948، أيمن الحاج عمر رسالة إلى منتدى العدالة لفلسطين جاء فيها:
إن ما حدث ويحدث في فلسطين قبل النكبة وبعدها وما هو مستمر حتى اليوم لا يمكن توصيفه بغير أنه أكبر عملية سطو مسلح عرفها التاريخ لأكبر عصابة منظمة عرفتها البشرية صاحبتها كل أنواع الجرائم المعروفة وغير المعروفة.
وأن أي محاولة لتغير هذا التعريف لما حدث ويحدث يعتبر إخلالاً بموازين العدالة الإنسانية وأن أي مساواة بين الضحية والجاني تعتبر تغطية ومشاركة بالجريمة».
وأضاف: «هنا في فلسطين يصطف الاستعمار مع الكيان الغاصب ومن خلفهم كل قوى السلب والنهب والظلم في العالم ومع قضية فلسطين العادلة وشعبها المقاوم تصطف كل قوى العدالة ورفض سيطرة محور الشر. فلا يمكن أن تخطئ بوصلة تشير إلى فلسطين ولا يمكن أن تكون مع أميركا وحلفها وأن تكون مع فلسطين. لا يمكن أن تكون مع فلسطين وأن تكون مع ضرب قوى المقاومة لصالح العدو، لا يمكن أن تكون مع فلسطين وتكون ضد من يناصرها ويقاتل من أجلها».
وقال: «أن تكون مع فلسطين وقضيتها العادلة يعني أن تكون وبشكل واضح لا يقبل التأويل ضد أعداء فلسطين وضد من صنع وما زال يصنع النكبة المستمرة منذ القرن الماضي».