ورشة عمل في «الأميركية» حول «واقع الزراعة الحافظة في لبنان وسبل تطويرها»
نظمت وزارة الزراعة، بالتعاون مع الجامعة الأميركية في بيروت- كلية العلوم الزراعية والغذائية، ورشة عمل في قاعة كلية العلوم الزراعية والغذائية في الجامعة حول «واقع الزراعة الحافظة في لبنان وسبل تطويرها»، في حضور وزير الزراعة أكرم شهيب، رئيس الجامعة بيتر دورمان، عميدة كلية الزراعة في الجامعة الأميركية الدكتورة نهلا حولا، وعدد من العمداء الحاليين والسابقين وممثلين عن المنظمات الدولية وباحثين زراعيين وحشد من الطلاب.
وأكد مدير مركز الأبحاث والعلوم الزراعية رئيس اللجنة الوطنية للزراعة الحافظة الدكتور مصطفى حيدر «الاهتمام الكبير الذي توليه وزارة الزراعة لتشجيع ودعم الزراعة الحافظة في لبنان، وذلك من خلال إنشاء اللجنة الوطنية للزراعة الحافظة منذ أكثر من سنة، ومن خلال تبنيها لهذه التقنية الزراعية، لما لها من فائدة للمزارع والزراعة والبيئة معاً».
وأوضحت حولا «أنّ الزراعة الحافظة AGRICULTURE CONSERVATION هي من الوسائل التي تحافظ على النظام البيئي»، مشيرة إلى «أنّ اتباع أسلوب الزراعة الحافظة يؤدي إلى الحصول على إنتاجية مرتفعة باتباع أساليب الزراعة المستدامة»، معلنة أنّ كلية الزراعة «تستمر في دورها الريادي بإدخال شهادات لها أهمية استراتيجية للبلد وللمنطقة».
ولفت شهيب إلى «أنّ القطاع الزراعي في لبنان لا يزال قاصراً على مستوى نسبة الإنتاج، قياساً بالحاجات المحلية من جهة وعلى مستوى المردود الاقتصادي للعمل والاستثمار في الزراعة من جهة ثانية، وكذلك على مستوى نسبة الأراضي المستثمرة في الزراعة قياساً بمساحة الأراضي الصالحة للاستثمار الزراعي».
وأعلن «أنّ الزراعة الحافظة هي عودة إلى تطوير لممارسات زراعية ملائمة نريدها وتريدونها ممارسات زراعية مستدامة، استدامتها تترجم بوضع حدّ لاستنفاد الموارد الطبيعية وهدرها، وخصوصاً وضع حدّ لهدر المياه ولانجراف التربة وللتوسع في استثمار الأراضي القابلة للإنتاج، وبالتالي إعادة تأهيل الأراضي الزراعية المهملة والمتدهورة وتخفيف تكاليف الإنتاج الزراعي وزيادته».
وعرض مقدّم المشروع الباحث الرئيسي في الجامعة الأميركية الدكتور عصام بشور تجارب حقلية ونتائج الزراعة الحافظة في لبنان «التي طبّقت في مناطق لبنانية عدّة والتي ساهمت في تخفيف الضغط عن التربة والتقليل من انجرافها وفي توفير الوقود والعمالة»، لافتاً إلى «أنّ كلّ 3 سنتيمترات من التربة يستلزم ألف سنة ليتشكل وأنّ معدل جرف التربة يتراوح بين 20 إلى 40 طناً بالهكتار سنوياً، مقابل معدل تشكيل التربة حوالى طن واحد في الهكتار سنوياً».
وقال: «إنّ التربة التي نخسرها لا تعود»، كاشفاً «أنّ معدل الزراعة الحافظة يرتفع عالمياً بنسبة 7,4 مليون هكتار سنوياً، وأنّ لبنان لو اتبع هذه التقنية في معظم أراضيه الزراعية لوفر الكثير من التكاليف ولساهم ذلك في إعادة تأهيل الأراضي الزراعية المتدهورة أصلاً».
وتوقف بشور عند أهمية نظام الزراعة الحافظة شارحاً اعتماد هذا النظام على ثلاث مكونات رئيسية هي: «تقليل الحراثة، التغطية المستمرة للحقل بالبقايا النباتية وبمحاصيل خضراء واتباع الدورة الزراعية المناسبة». وأضاف: «تبيّن أنّ هذا النظام من الأهمية بمكان لأنه يحمي التربة من الانجراف الريحي أو المائي ويساعد في إعادة تأهيل الأراضي الزراعية المتدهورة من خلال تحسين محتواها من المادة العضوية ويقلل من تكاليف الإنتاج الزراعي».
ثم كانت جلسات تحدث فيها المهندس حسين حطيط عن «نظام الزراعة الحافظة في إنتاج الزيتون»، وتطرق المهندس جورج جحا إلى «اختبار الزراعة الحافظة في الكورة». وقدمت المهندسة فاتن عضاضة «اقتراحات لتطوير الزراعة الحافظة في لبنان».