المحاور العشرة للقضاء على «الدولة الإسلامية»
د. هشام جابر
لقد فاق إرهاب تنظيم «الدولة الاسلامية ـ داعش»، كلّ تصوّر وما كتب عن التنظيم وما قيل عنه خلال سنة، تجاوز بالحبر والورق والمساحات الإعلامية، ما كتب وما قيل عن أي تنظيم آخر خلال عقود.
ولسنا هنا في وارد التنظير او التحليل أو حتى إعطاء دروس لمن يهمّه الأمر، ومن بيده الأمر، عن ما هي الطرق المثلى للقضاء على هذه الآفة. او هذا الورم الخبيث الذي تمدّد في جسم الأمة العربية وتجاوزها كفيروس او بكتيريا الى أجسام أمم أخرى.
ومنذ اليوم الأول لبدء العمليات الجوية ضدّ تنظيم «داعش» من قبل الائتلاف الدولي قلنا بين الذين قالوا إنّ الاستراتيجية العسكرية والسياسية لقوات التحالف لا تهدف الى القضاء على تنظيم «داعش» في العراق وسورية، بل احتوائه وكلمة احتواء بالمعنى السياسي to contain تعني محاصرته، واستيعابه، ورسم خطوط حمراء له لا يمكن تجاوزها. وصدق حدسنا حتى هذه الساعة لأنّ الخريطة العسكرية التي جاءتنا من وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» في نهاية تشرين الأول الماضي عن الأهداف التي قُصفت خلال الشهر الأول، أظهرت أنّ أكثر من 80 في المئة منها كانت أهدافاً محدّدة، يرى من خلالها انها خطوط حمراء، وعلى التنظيم ان يفهم انه لا يمكنه تجاوزها، وهي حدود كردستان العراق وسدّ الموصل والخط الممتدّ من الفلوجة في الرمادي، الى حيث تُرك وهو الذي لا يبعد أكثر من 70 كلم عن العاصمة بغداد، اما في سورية فلم يتعدّ عدد الغارات التي أنجزت في الرقة العشرين غارة ثم غارات على حدود كوباني عين العرب في الأسبوع الأخير من الشهر الأول. وبعد أن ترك التنظيم يتقدّم بجحافله وقوافله المدرّعة وبطاريات المدفعية من الرقة الى جبل الأبيض دون رقيب او حسيب.
بعد عملية الإعدام الوحشية للطيار الأردني التي هزت العالم، كان لا بدّ لأميركا أن تقوم بنقلة نوعية، لا سيما بعد ان نفذ سلاح الجو الأردني بستين غارة جوية خلال خمسة أيام أثبتت أنها أكثر فعالية من غارات اميركا و«حلفائها» خلال خمسة أشهر.
كما سبق واستيقظت فرنسا من سباتها في الشهر الماضي بعد عملية «شارلي إيبدو»، واكتشفت أنّ أكثر من ألف فرنسي غادروا مطار شارل ديغول الى اسطنبول ومنها الى سورية للانضمام الى «داعش»، وكانت باريس تعتقد قبل ذلك أنهم ذاهبون لـ«السياحة» وزيارة مسجد آيا صوفيا.
والآن وبعدما تقدم وبعدما أعلنت اميركا أنها ستقدّم المساعدة الجوية المباشرة للجيش العراقي لدحر التنظيم «نقول دحره أيّ إبعاده وليس تدميره بالضرورة»، نقول لأميركا كما يقول غيرنا من خريجي المدارس العسكرية الأميركية، إنّ ما قمتم به على صعيد محاربة الإرهاب يختلف تماماً عما تعلمناه في دياركم، وما هكذا تورَد الإبل، ايها السيد الرئيس باراك اوباما.
لاعتماد تعريف واضح وملزم لمعنى الإرهاب
وللتذكير فقط وما تعلمناه في الكتاب الأميركي أنه إذا كان هنالك فعلاً قرار بالقضاء على الإرهاب فلتتفضل الولايات المتحدة وتعتمد او توافق على اعتماد تعريف واضح وثابت وملزم لمعنى الارهاب. وهو الامر الذي لم يحصل حتى يومنا هذا. فالتنظيم الإرهابي الذي يخدم مصالح واشنطن من حيث يدري او لا يدري هو «عمل ثوري وطني» والعكس صحيح. ولائحة الإرهاب الأميركية أصبحت متحركة كاليافطة الاكترونية في المطارات او في البورصة، تضاف إليها أسماء وتزال أخرى. وعلى سبيل المثال لا الحصر «كتائب عبد الله عزام» التي قتلت أميركيين في ايلات وسيناء عام 2005، لم توضع على اللائحة الأميركية للتنظيمات الإرهابية إلا بعد سبع سنوات، وتحديداً عام 2012، بعد ان استُهلكت وضاقت أميركا ذرعاً بها، وهنيئاً لحركة «طالبان» التي رفعت عن اللائحة ولو لم يعلن ذلك رسمياً، فالانسحاب الأميركي من أفغانستان بات وشيكاً، ووجود الحركة سيُمسي ضرورة، أوَليس هذا كافياً لنفهم بأنّ الهدف اليوم ليس تدمير «داعش». بل احتوائه وحصره وتدجينه، تمهيداً لاستعماله حاضراً ومستقبلاً لإضعاف الأنظمة العربية في سورية والعراق ومصر وليبيا وربما لبنان وابتزازها.
أما إذا خرج هذا التنظيم عن السيطرة وبات فعلاً، نقول فعلاً، يشكل خطراً على مصالح أميركا وأمن «إسرائيل» وهذا مستبعد، فهنالك «الخطة ب» او «plan B»، وأذكر ما قاله لي ديبلوماسي أميركي كبير في واشنطن صيف 2013 عندما سألته: أمِن أجل الإطاحة برأس النظام السوري تسمح أميركا وتشجع انتقال عشرات الآلاف من الإرهابين الى سورية؟ فأجاب بين الجدّ والهزل: «يا صديقي كان أجدادنا قبل اختراع المواد المبيدة للحشرات يضعون وعاء كبيراً فيه بعض من الحلوى تقصده الحشرات والقوارض وعندما يمتلئ بها يتمّ حرقها»، واللبيب من الإشارة يفهم.
وبعودة الى العنوان والوصايا العشر للقضاء على الإرهاب بدءاً من الخطر الداهم المسمّى «داعش» هذا إذا توفرت النيّة والجدية والقرار، هي ما يلي:
أولاً: القضاء على الفكر التكفيري الارهابي في المدارس والجامعات، في الندوات والمحاضرات في الجوامع والحلقات والمقالات، على كافة الفضائيات واعتباره شريكاً ومحرّضاً، وتجريم فاعله.
ثانياً: انّ الحرب النفسية التي يمارسها التنظيم بمهنية عالية، تستوجب حرباً مضادّة، بالتكثيف من التوجيه الديني الصحيح والتوجيه المعنوي والسياسي ضمن ورشة عمل مستمرة في كلّ بلد عربي وإسلامي والتنسيق ما بين هذه الأقطار بكافة الوسائل ضمن استراتيجية موحدة، تحمل جرعات لقاح ضدّ الوباء الإرهابي.
ثالثاً: انّ البند الأول في مخطط التنظيمات الإرهابية مع زمن «داعش» هو الترهيب والترويع وإدارة التوحش، فكيف تقدّم لهذا التنظيم منابر إعلامية مجانية تساوي بالمفهوم التجاري أو الإعلامي مئات الملايين من الدولارات، لتحقيق غايته. ويقول البعض اذا استطعنا مراقبة وترشيد وسائل الإعلام فمَن يضمن وسائل التواصل؟ الجواب بكلّ بساطة هل انّ غوغل وتويتر وFACEBOOK وأخواتها قد أصبحت خارج السيطرة؟ ومن يمكنه مراقبتها وإيقافها او حجبها… أميركا ام جزر القمر؟
رابعاً: تجفيف الموارد المالية، انّ تمويل الدولة الاسلامية داعش وأخواتها، هو الاوكسجين الذي يساعدها على البقاء والاستمرار وهو متعدّد المصادر، التبرّعات والهبات والتعامل التجاري المعلن والسرّي وتبييض الاموال ودفع الفدية ودفع الجزية والسطو المسلح على المصارف كما حصل في الموصل، وخلافها… فقبل ان تقوم طائرات التحالف بقصف بعض آبار النفط في العراق وسورية دون ايّ تأثير يُذكر «ألا تعلم من يشتري النفط من «داعش»؟ وتقول التقارير انّ الآثار التي سرقها التنظيم خلال عام 2014 من سورية والعراق بيعت في أوروبا والشرق الاقصى بمليارات الدولارات وبعضها لا يقدّر بثمن… أوَليس بالأحرى والأفضل لأميركا «التي تعلم» ان تجرّم من يشتري هذه الآثار، كما تجرّم من يدخن لفافة ماريجوانا. الا تعلم واشنطن Federal Resave الذي يراقب ايّ تحويل في العالم يفوق العشرة آلاف دولار أنّ مئات الملايين من الدولارات التي تحوّل من شركات وهمية، الى أخرى حقيقية الى بعض دول الجوار لتعبر الحدود الى سورية والعراق نقداً وعداً؟ والبحث يطول في هذا الشأن!
خامساً: انّ مقاتلي «داعش» الذين يتوافدون بالآلاف الى سورية ومنها إلى العراق او العكس لا ينزلون بواسطة المظلات بل يعبرون الحدود منها الـ800 كلم الفاصل بين تركيا وسورية.
في حزيران 2014 صدر قرار مجلس الأمن رقم 2170 تحت البند السابع الذي يمنع تحويل وتسليح وتسهيل سفر وعبور الإرهابيين أفراداً وجماعات الى سورية. فلم نرَ التزاماً من أحد. فهل من وصية او نصيحة لتطبيق هذا القرار؟ انّ الوصايا أو القضايا الخمس الواردة أعلاه تساهم إلى حدّ بعيد بتضييق البيئة الحاضنة التي لا يمكن لأية مجموعة إرهابية ان تستمرّ دونها. وهذه البيئة الحاضنة تتسع في مجتمعات الفقر والبطالة والجهل وينعشها الخطاب الديني المتطرف والخطاب السياسي المغرض لا سيما لدى المظلومين والمهمّشين.
سادساً: العمل الاستخباراتي، انّ ملاقاة الإرهابيين في أوكارهم هو أجدى من انتظارهم في مقصدهم وبقعة أهدافهم. لذا فإنّ تكثيف العمل الاستخباراتي من قبل كافة الأجهزة ذات الصلة في كلّ قطر عربي من خلال غرفة عمليات مشتركة التجربة اللبنانية حيث يتمّ تلقي المعلومات وتبادلها واستثمارها مع التنسيق اليومي اذا تيسّر مع كافة الدول العربية والصديقة المناهضة للإرهاب.
«كلّ مواطن خفير»
وبما انّ كلّ مواطن في ايّ بلد عربي هو هدف محتمل للإرهابيين، نرى ضرورة تشجيع المواطنين، وإعطاءهم الحوافز، والحماية للإدلاء بمعلومات أمنية عن ايّ تحرك إرهابي مشبوه استناداً الى مبدأ: «كلّ مواطن خفير».
سابعاً: العمل الدبلوماسي بعد ان أمسى الإرهاب عابراً للحدود، مستهدفاً أنظمة وشعوباً ومؤسّسات فإنّ التعاون الديبلوماسي الدائم بين الأقطار العربية لمكافحة الإرهاب أصبح ضرورة وليس خياراً، وأبرز بنوده التعاون الاستخباراتي، والتعاون العسكري الأمني، والتعاون القضائي والإعلامي، وللبرلمان العربي دور رائد وأساسي في هذا الشأن، لا سيما لجهة تشريع قوانين مكافحة الإرهاب، مع الحفاظ على خصوصية كلّ قطر عربي، دون التعرض للحريات العامة التي تكلفها الدساتير كي لا تستغلّ هذه القوانين لممارسة القمع، الذي هو من المسبّبات الرئيسية لنشوء الإرهاب، لكلّ قطر خصوصية تتعلق بالجعرافيا، والديموغرافيا، والانتماء الديني، والعقائدي، وطبيعة شعبه، وعاداته، وتقاليده، وقوانينه وامكانات أجهزته الأمنية إلخ… لذا فإنّ توحيد أجهزة الاستخبارات في كلّ قطر تحت قيادة واحدة هو الحلّ الأمثل، واذا تعذر ذلك فإنّ إنشاء غرفة عمليات مركزية تمثل بها كافة الأجهزة، تعمل على مدار الساعة بإمكانات تقنية متقدّمة، وخبرات متطورة. أمست حاجة ملحة وذات نفع عظيم. لانّ ملاقاة الإرهاب في منبعه أفضل بكثير من انتظاره في مقصده، وقد نجحت هذه التجربة مؤخراً في لبنان.
ثامناً: العمل العسكري، في كلّ دولة جيش يتمّ إعداده وتجهيزه وتدربيه وتسليحه استناداً الى العدو المحتمل POTENTIAL ENEMY سواء كان عدواً خارجياً او داخلياً كالإرهاب الذي بات داهماً، وواقعاً وليس مفترضاً. وكذلك قوى أمنية داخلية من شرطة، ودرك، وشرطة قضائية، حدّدت صلاحيتها ومهماتها في القوانين والأنظمة. لذلك نقترح إعادة تنظيم هذه القوى، وتجهيزها وتحديد نطاق عمل كلّ منها، والتنسيق في ما بينها لحماية الأهداف المحتملة للإرهابيين من مؤسسات عامة، وبنى تحتية، ومدارس، وأماكن عبادة، وأسواق ومرافق حياتية وسياحية الخ… وتجهيز القوات الخاصة في الجيوش مغاوير- مجوقل- أفواج تدخل ، وتدريبها للإغارة على مواقع الإرهابيين سواء في الجبال الوعرة كما يحصل في شرقي لبنان أو في المدن والأحياء والشوارع الضيّقة، كما حصل ويحصل في ايّ مكان.
انّ مواجهة الجيوش الكلاسيكية لمجموعات تقوم «الغريّة»، وحرب العصابات تختلف من حيث التسليح، والتدريب، والتكتيك عن القتال في مواجهة جيش آخر، وكذلك الأمر وهو أكثر صعوبة في مواجهة مجموعات إرهابية تملك الخبرة الفائقة، والسلاح المتطوّر، والعقيدة القتالية، وهذه صفة عامة لهذه المجموعات باستثناء تنظيم الدولة الإسلامية داعش ذي الوجهين من الناحية العسكرية. حرب مكشوفة كجيش نظامي الموصل- الانبار- الطبقة… كوباني وحرب خفية تعتمد تكتيك حرب العصابات القتل والتدمير والكمائن ، لذلك فإنّ إنشاء وحدات خاصة، وقوات ضاربة تعمل إلى جانب الفرق والألوية يتطلب تدريباً خاصاً، وتسليحاً متطوّراً ووسائل نقل برية، وجوية، تتناسب مع طبيعة المكان الجغرافي وساحة التصدّي. وأهمّها انتقاء النخبة التي تتمتع بالقدرات القتالية، والشجاعة، والمعنويات، والعقيدة القتالية، والولاء التام.
تاسعاً: تضييق البيئة الحاضنة، لا يمكن لأية مجموعة إرهابية، ان تعمل بنجاح دون بيئة حاضنة تمثل بالنسبة اليها ما يمثل الماء بالنسبة إلى السمك. وتتسع البيئة الحاضنة في أحياء الفقر، والجوع، والبطالة، والجهل التي يستغلها الدعاة المخرّبون. وينعشها الخطاب الديني المتطرف، والخطاب السياسي المحرّض والمبرّر، لذا فإنّ تضييق البيئة الحاضنة بالتصدّي، ومعالجة الأسباب وتجريم المشجّع، والمحرّض، وحرمانه من المنبر الإعلامي سواء في الندوة، او الجامع، او الصحيفة، او التلفزة، ووسائل التواصل الاجتماعي. والهجوم المعاكس بالتكثيف من التوجيه الديني والسياسي بكافة الوسائل. وعلى كافة المنابر للقضاء على ايديولوجية الارهابيين، هو عمل استباقي ضروري قبل الهجوم على مواقعم. وهذا يقتضي ورشة عمل تشمل وسائل الإعلام ضمن استراتيجية عربية psychological warfare والعمل النفساني psychological operation تجاه الجمهور كجرعات لقاح ضدّ الوباء الإرهابي.
عاشراً: منذ حوالي ثمانية عقود من الزمن قال الشاعر التونسي الكبير ابو القاسم الشابي في قصيدة عصماء عنوانها «فلسفة الثعبان المقدس».
إنّ الســلام حـقـيقـة مكـذوبـة
والـعـدل فـلسـفة اللـهيب الخـابـي
لا عـدل إلا إذا تعـادلـت الـقوى
وتصـــادم الإرهــاب بالإرهــابِ
محاربة الإرهاب بالإرهاب
صحيح انّ محاربة الإرهاب بالإرهاب أمر خطير، ودقيق إلاّ انه وسيلة ناجعة وناجحة. ففي أواخر خمسينات القرن الماضي وعندما بدأ الجنرال ديغول يخطط لمنح الجزائر استقلالها، برزت منظمة إرهابية داخل الجيش الفرنسي في الجزائر، هي منظمة الجيش السرية OAS، لم يتعدّ عدد أفرادها بضع مئات أرعب اكثر من 150 ألف جندي وضابط فرنسي، وأدارها ضباط فرنسيون عاملون غير منشقين ضدّ الجيش ومصالح فرنسا لمنع تحقيق هذا الاستقلال وعلى رأسهم النقيب في حينه ROBERT RICHARD الذي لم تجد القيادة دليلاً ضدّه او ضدّ أعوانه، فاستمرّ، فأوعز الجنرال ديغول الى لوسيان بترلان 1 بإنشاء منظمة إرهابية، قوامها أقلّ من 300 عنصر من الفرنسيين والجزائريين سُمّيت LES BARBOUSES قضت على منظمة الـOAS في أقلّ من سنة وقد ربطتني لاحقاً صداقة بكلا القائدين حيث اعترف امامي روبير ريشارد، بأنه لولا منطمة بترلان لتوسّعت الـOAS وكبرت وتغيّرت المعادلة، لا سيما أنه كان لها بيئة حاضنة من المستوطنين الفرنسين PIEDS NOIRES …… . لذا فإنّ هذه الوصية يمكن ان تؤخذ في عين الاعتبار. وكما يقول الشاعر:
لـكـل شـيء آفــة من جنســه
حـتى الحـديد سـطا عليه المـبرد
أما خلاف ذلك وانتظار الترياق من العراق، عفواً، انتظاره من أميركا وحلفائها فهو حصاد لسرابٍ او خراب.
وأخيراً وليس آخراً، نقترح إقامة اكثر من معهد متخصص، ورفيع المستوى في اكثر من بلد عربي لمكافحة الإرهاب والعنف السياسي، وهذا ما نقوم بتحضيره حالياً في مركزنا. وحيث يتضمّن دورات مكثفة، لضباط ورتباء من الجيوش وقوات الأمن العربية، للتدريب على كافة وسائل التصدّي للإرهاب والإرهابيين، سواء في منبعهم، او مسيرتهم، او مقصدهم. كذلك بتدريب كوادر متخصصة في الدولة للتدريب على الوسائل غير العسكرية، كتضييق البيئة الحاضنة وتجفيف الموارد المالية، والتصدّي للحرب النفسية وخلافها. وللبحث صلة.
1 : لوسيان بترلان: رئيس جمعية الصداقة الفرنسية العربية، كاتب، وصاحب مجلة FRANCE PAYS ARABES.
عميد سابق في الجيش اللبناني، رئيس مركز الشرق الاوسط للدراسات والعلاقات العامة وباحث في قضايا الإرهاب.