تعثر المفاوضات النووية أم التردّد الأميركي؟
توفيق المحمود
الاتفاق بشأن ملف إيران النووي بات في متناول اليد هذا ما قالته وزيرة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغيريني في لندن أمس في مرحلة، دخلت فيها المفاوضات بين إيران والدول الست مرحلة مهمة في جنيف وتحاول إيران والدول الست التوصل إلى تسوية بحلول 31 من آذار المقبل.
إيران من أجل إلغاء جميع العقوبات المفروضة عليها والسداسية من أجل تخفيض نسبة تخصيب اليورانيوم وتخفيض أجهزة الطرد المركزي التي تمتلكها إيران.
فقد انتهت مساء الاثنين في جنيف، المحادثات بين وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، ووزير الخارجية الأميركي جون كيري، وجاءت هذه المحادثات بعد جولة عقدها الجانبان الأحد شارك فيها ولأول مرة كل من وزير الطاقة الأميركي إرنست مونيز ورئيس المنظمة الإيرانية للطاقة النووية علي أكبر صالحي على أن تعقبها جولة أخرى من المفاوضات الأسبوع المقبل في جنيف.
ووصف ظريف جولات المفاوضات الأخيرة بأنها مفيدة وبناءة وجادة، ولكن الطريق ما زالت طويلة أمام التوصل إلى اتفاق نهائي، أما الولايات المتحدة وعلى لسان أحد مسؤوليها المشاركين في المفاوضات النووية فقالت إن هذه المحادثات أحرزت بعض التقدم وتمكنت من تسهيل بعض القضايا الصعبة التي تحتاج إلى حلّ.
في المقابل، حذر الرئيس الاميركي باراك أوباما في خطابه أمام الكونغرس في كانون الأول من العام الماضي من أن فرض حظر جديد على إيران سيعني فشل الدبلوماسية وهدد باستخدام «الفيتو»، في حال رفع إليه أعضاء مجلسي النواب والشيوخ قانوناً حول حظر جديد على إيران. وسرب موقع «كراند استراتيجي» الأسبوع الماضي أن الاتفاق الإيراني ـ الأميركي النووي قد تم وهو ينتظر موافقة الخامنئي.
وربما تتردد الولايات المتحدة الأميركية بإعلان قرب توقيع الاتفاق النووي الإيراني خوفاً من حليفتها الاستراتيجية «إسرائيل» وبخاصة في ظل الخلافات الموجودة بين أوباما ونتنياهو الذي من المقرر أن يلقي خطابا في الثالث من شهر آذار المقبل أمام الكونغرس الأميركي في واشنطن، يخصصه للكلام عن هذا الملف في ظل عدم قبول أوباما فقد وصفت مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس بأن الخطاب الذي سيقدمه نتنياهو أمام الكونغرس الأميركي خطوة مدمرة وليس فقط مؤسف، وسيكون له تداعيات على العلاقات الثنائية الأميركية «الإسرائيلية» وتصريح كيري أمس أنه يتوقع أن يعرف قريباً ما إذا كانت إيران مستعدة لوضع خطة مقبولة يمكن التحقق منها لإقناع القوى الكبرى، بأنها لا تسعى إلى تصنيع سلاح نووي دليل على تقارب وجهات النظر خلال المحادثات.
على رغم الحديث عن أن المحادثات حالياً تشمل فقط النووي الإيراني، لكن كثر الحديث بأنها تشمل أيضاً قضايا حساسة، مثل الحرب على «داعش» والأزمتين السورية والعراقية، فقد صرح الرئيس الأميركي باراك أوباما في أحد خطاباته بأن أي تعاون ضد «داعش» يتوقف إلى حد كبير على التوصل إلى اتفاق نووي شامل.
أخيراً العالم بأسره بانتظار مصير المحادثات بين طهران والسداسية الدولية الأمر الذي سيغير التوازنات الكبرى وسيحدث انفراجات في الملفات الدولية والإقليمية العالقة في المنطقة.