الجيش يشنّ عملية استباقية في السلسلة الشرقية ويحبط عمليات اختراق كان يخطط لها المسلحون
أحبط الجيش عمليات اختراق كان يخطط لها المسلحون للدخول الى العمق اللبناني، ونفذ عملية عسكرية خاطفة ومهمة في جرود رأس بعلبك في سلسلة جبال لبنان الشرقية. وشنّ الجيش عملية استباقية سريعة سيطر خلالها على تلال استراتيجية، أبرزها مرتفعا صدر الجرش وحرف الجرش، تسمح له بمراقبة تحركات الارهابيين بشكل أفضل، وحصّن فيها مراكزه الامامية، مستكملاً خطه الدفاعي الممتد من جبل الصليب في القاع الى تلة أم خالد في جرد بعلبك. وأوقع الجيش خلال العملية قتلى وجرحى في صفوف المسلحين.
واستهدف الجيش بالمدفعية الثقيلة، بشكل متقطع من مواقعه في رأس بعلبك والبقاع الشمالي، تحركات وتجمعات للمسلحين في اتجاه تلتي النجاصة والمخيرمية على السلسلة الشرقية في جرود عرسال، والتي انسحبوا إليها من تلة جراش التي كانوا يتمركزون فيها قبل أن يتمكن الجيش من طردههم الى هذه المناطق.
واستحدث الجيش مركزين عسكريين في صدر الجرش وحرف الجرش شمال شرق تلة راس الحمرا في اتجاه الحدود اللبنانية-السورية، وبات شبه متحكماً في تحركات المسلحين في جرود المنطقة، فيما ارتفع عدد جرحى الجيش الى 5 بينهم ضابط، نقلوا بطوافة عسكرية الى مستشفيي الهرمل وبيروت الحكومي.
ووسع الجيش رقعة استهدافه للمسلحين التي طاولت منذ بعض الوقت منطقة وادي حميد في جرود عرسال التي لجأ اليها المسلحون.
وكانت السلسلة الشرقية شهدت منذ الخامسة والنصف من صباح أمس معارك عنيفة، حيث قصف الجيش محاور تلتي الحمرا وأم خالد في رأس بعلبك وجرود عرسال بالأسلحة الصاروخية والمدفعية الثقيلة والمتوسطة، وتمكن من السيطرة على تلال استراتيجية في محيط التلتَين.
وفي السياق، أعلنت قيادة الجيش- مديرية التوجيه ان «في إطار تأمين الحيطة الأمنية للقرى والبلدات المتاخمة للحدود الشرقية، منعاً لتسلل الجماعات الإرهابية والاعتداء على المواطنين، نفذت وحدات من الجيش عملية عسكرية سريعة في منطقة جرود رأس بعلبك، تمكنت بنتيجتها من السيطرة التامة على مرتفعي صدر الجرش وحرف الجرش، شمال شرقي تلة رأس الحمرا باتجاه الحدود اللبنانية السورية، من دون تسجيل أي إصابات في صفوف العسكريين. واستخدمت قوى الجيش خلال العملية رمايات بالمدفعية والأسلحة المناسبة ضد تجمعات المسلحين وتحركاتهم بالقرب من المرتفعين المذكورين، وحققت إصابات مباشرة في صفوفهم، كما ضبطت عدداً من العبوات الناسفة والأسلحة المتوسطة والخفيفة والذخائر، بالإضافة إلى أعتدة عسكرية عائدة للإرهابيين».
وفي بيان لاحق، أشارت قيادة الجيش إلى «أن قوى الجيش المنتشرة في المنطقة واصلت الاشتباك مع التنظيمات الإرهابية، واستهداف تحصيناتها ونقاط تجمعها وطرق تحركاتها برمايات المدفعية والأسلحة الثقيلة، محققةً إصابات مباشرة في صفوف المسلحين بين قتيل وجريح، ونتج من هذه الاشتباكات إصابة ثلاثة عسكريين بجروح غير خطرة».
الى ذلك، استخدم الجيش الطيران المروحي والاستطلاعي في قصفه المجموعات المسلحة، وتقدّم باتجاه مراكز عسكرية ونقاط جديدة في تلال جرش الاستراتيجية التي كان يحتلها المسلحون في رأس بعلبك، وتمكّن من السيطرة بشكل كامل على التلة ومحيطها في جرود رأس بعلبك وعلى تلة المخيرمية، حيث عثر على جثث للمسلحين، وصادر كميات من الأسلحة والذخائر كانت بحوزة المسلحين.
وعمل الجيش على تفكيك 12 عبوة ناسفة عثر عليها في تلال جرش بعدما استحدث موقعين عسكريين، معززاً انتشار فوج المجوقل في جرود المنطقة. وفي المعلومات، وقع قتلى وجرحى في صفوف المسلحين في عملية الجيش للسيطرة على تلة الجرش التي انتهت عند السابعة والنصف صباحاً والعمل جار على تحصين الموقع.
وبعد الظهر، شهدت جرود عرسال ورأس بعلبك اشتباكات متقطعة، استخدمت فيها المدفعية الثقيلة والطيران المروحي. وعمل الجيش من مواقعه الجديدة على ملاحقة تحركات المسلحين في جرود القلمون الموازية لعرسال.
كما سيطر الجيش اللبناني بالكامل على تلة الـ 1601 ويقوم برفع السواتر فيها، كما وسيطر على وديان سهلات النجاص التي تقع شمال تلة الحمرا. وكان الجيش استقدم الى مواقعه الجديدة مزيداً من التعزيزات العسكرية لفوج المجوقل، بعدما كان صد 3 محاولات تسلل أول من أمس وليلاً على مواقعه في تلال الحمرا وأم خالد في جرود راس بعلبك الموازيتين لعرسال.
في غضون ذلك، تركت عملية الجيش ارتياحاً في صفوف اهالي رأس بعلبك والمنطقة، الذين أكدوا «أن تلة الجرش تشرف على بقية التلال وهي نقطة استراتيجية جداً»، معربين عن اطمئنانهم لأن الجيش تمكن من السيطرة عليها، مؤكدين وقوفهم الى جانبه، سائلين الشفاء العاجل لجرحاه.
وعرض رئيس الحكومة تمام سلام مع قائد الجيش العماد جان قهوجي، تطورات الاوضاع الامنية في لبنان.
في الموازاة، سقط صاروخ في منطقة عين الشعب عند مدخل عرسال الغربي قرب حاجز الجيش مصدره الجماعات المسلحة في السلسلة الشرقية، اقتصرت أضراره على الماديات.